هل أنت سمين؟ لست بحاجة لميزان ولا متر بل إلى خيط حتى تعرف

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 8 دقيقة للقراءة

تزداد معدلات البدانة عالميا يوما بعد يوم، وهنا يطرح تساؤل “هل طريقة تقييم السمنة عبر حساب مؤشر كتلة الجسم (BMI) دقيقة حقا؟” الجواب هو لا، فالأهم هو قياس نسبة الخصر إلى الطول.

ومؤشر كتلة الجسم (ويعرف أيضا بمعامل كتلة الجسم) هو رقم يتم حسابه باستخدام طول الشخص ووزنه، ويستخدم لتقييم الوزن الزائد أو نقص الوزن لدى معظم الأشخاص. ولا يقيس معامل كتلة الجسم مقدار الدهون في الجسم أو نسبتها، لكن الباحثين وجدوا أنه يرتبط بنسبة الشحوم في الجسم عادة، وبالتالي فهو يعد مؤشرا على كمية الدهون لدى الشخص، كما أنه وسيلة لتقييم المخاطر الصحية باستخدام وزن الشخص وطوله.

ويتم حساب مؤشر كتلة الجسم عبر قسمة وزن الشخص بالكيلوغرام على مربع طوله بالمتر، فمثلا إذا كان طول الشخص 170 سنتيمترا ووزنه 75 كيلوغراما، فيتم تحويل 170 سنتيمترا إلى وحدة المتر فيصبح 1.7، ثم يقسم الوزن على مربعه: 75/ 2(1.7) وتكون النتيجة في هذه الحالة 25.95.

إذا كان معامل كتلة الجسم أقل من 18.5 فإن الشخص يصنف على أنه يعاني نقصا في الوزن. أما إذا كان معامل كتلة الجسم من 18.5 وحتى 24.9، فيصنف الوزن طبيعيا، أما ما بين 25 و29.9، فإن الشخص يعاني زيادة في الوزن، وإذ كان معامل كتلة الجسم 30 فأكثر فيكون الشخص مصابا بالبدانة.

ووفا لتقرير في مجلة تايمز، فإن معامل كتلة الجسم لم يتم تطويره من قبل طبيب، بل طوره عالم فلك بلجيكي يدعى أدولف كويتيليت عام 1832، لتحديد الوزن “الطبيعي” استنادا إلى الرجال الأوروبيين البيض في القرن الـ19. ومع ذلك، فقد تم اعتماد هذا المؤشر على مر سنين لعديد من المبادئ التوجيهية، وفي عام 1995 اعتُمدته منظمة الصحة العالمية ليكون المعيار الرسمي لتصنيف الوزن.

حساب معامل كتلة الجسم هو عملية حسابية سريعة، ولكنها بدائية ويمكن أن تؤدي إلى نتائج مضللة لمجموعة من الأسباب.

ويتساءل تقرير طبي -سينشر قريبا- عما إذا كان معامل كتلة الجسم مقياسا موثوقا به أو إذا ما كانت طريقة استخدامه بحاجة إلى التغيير.

ومن المقرر نشر تقرير لجنة لانسيت المعنية بالسمنة -وهو تعاون بين كبار العلماء والأطباء من جميع أنحاء العالم- في غضون أشهر مقبلة. ويقول أحد مؤلفيها، نافيد ستار، أستاذ طب أمراض القلب والأوعية الدموية في جامعة غلاسكو ورئيس لجنة السمنة التابعة لحكومة المملكة المتحدة، إن التقرير يمكن أن يغير الطريقة التي نتعامل بها مع السمنة.

عيوب معامل كتلة الجسم

لا يأخذ مؤشر كتلة الجسم في الاعتبار الاختلافات العرقية والجنسية أو تكوين الجسم، بما في ذلك كتلة العضلات. يمكن للرياضي الذي يتمتع بلياقة بدنية وعضلية أن يكون لديه مؤشر كتلة الجسم يصنفه -بشكل واقعي- على أنه يعاني زيادة الوزن، في حين أن الأشخاص الذين لديهم مؤشر كتلة الجسم نفس قد تكون لديهم مستويات مختلفة من الدهون في الجسم بشكل كبير.

كما أن مؤشر كتلة الجسم لا يخبرك بمكان توزيع الدهون في الجسم، وهو ما يمثل أكبر عيوبه من حيث خطر الإصابة بالأمراض. من المعروف من خلال الدراسات أن حمل الدهون حول وسطك يرتبط بمعدلات أعلى من مرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب والأوعية الدموية مقارنة بدهون الجسم المحمولة في الأطراف، وهو أمر فشل مقياس مؤشر كتلة الجسم في فحصه.

قد يكون لدى بعض الأشخاص مؤشر كتلة الجسم “الطبيعي”، ولكنهم لا يزالون معرضين لخطر متزايد للإصابة بأمراض التمثيل الغذائي اعتمادا على مكان توزيع الدهون في الجسم وعلى عوامل أخرى مثل ضغط الدم ومستويات الدهون في الدم.

العام الماضي، وصفت الجمعية الطبية الأميركية مؤشر كتلة الجسم بأنه “مقياس غير كامل”، وشجعت الأطباء على عدم الاعتماد عليه بوصفه الطريقة الوحيدة لتقييم السمنة. وتقترح الجمعية الآن أن يستخدم الأطباء مجموعة متنوعة من المقاييس المختلفة، بما في ذلك نسبة الخصر إلى الطول ومحيط الخصر.

وجاء ذلك في أعقاب تغييرات على إرشادات السمنة في إنجلترا أجراها المعهد الوطني للتميز في الصحة والرعاية (نيس) عام 2021 للتوصية باستخدام قياسات نسبة الخصر إلى الطول جنبا إلى جنب حسابات مؤشر كتلة الجسم في تحديد خطر إصابة شخص ما بالسمنة والأمراض المرتبطة بها.

سيقترح التقرير الجديد اتباع نهج خطوة بخطوة لتقييم الوزن، حيث يتم استخدام مؤشر كتلة الجسم فقط كمقياس أساسي. ومن هنا، يقول ستار، ستعزز الإرشادات حاجة الأطباء لاستخدام محيط الخصر كأحد الاختبارات الإضافية لتوفير رؤية أفضل لخطر الإصابة بأمراض التمثيل الغذائي وأمراض القلب والأوعية الدموية. ويتابع “بالإضافة إلى ذلك، سيقترح الأطباء إجراء اختبارات دم معينة وإجراءات أخرى للتحقق مما إذا كان الوزن الزائد لدى شخص محدد ومعرض للخطر يؤدي إلى مشاكل قابلة للقياس تتعلق بخلل في الأعضاء والأنسجة”.

وسوف يشمل ذلك اختبارات ضغط الدم ونسبة الدهون في الدم والكبد ومستوى السكر في الدم. فلم يعد الأمر مجرد تحديد إذا ما كان شخص ما يعاني زيادة الوزن، ولكن إلى أي مدى تضر الدهون الزائدة بصحته.

يقول ستار: “نحتاج إلى معرفة إذا ما كانت الدهون التي يحملها الأشخاص تتسرب إلى الأماكن الخاطئة وتحديد إذا ما كانت تؤثر على الأعضاء الداخلية أم لا.. سيساعد ذلك في تحديد أساليب الوقاية المناسبة وعلاج الأمراض”.

كيف تحدد إذا كنت سمينا من دون ميزان؟

الجواب هو عليك التحقق من نسبة الخصر إلى الطول. و يقول ستار: “تنشأ كثير من الأمراض بسبب نسبة الدهون إلى كتلة العضلات، ويخبرك اختبار نسبة الخصر إلى الطول عن ذلك أكثر من مؤشر كتلة الجسم”.

حتى يكون وزنك طبيعيا يجب أن يكون محيط خصرك أقل من نصف قياس طولك. وهذا يعني أن الرجل الذي طوله 1.78 متر يجب أن يكون قياس خصره 35 بوصة (88.9 سم) أو أقل.

بالنسبة للمرأة التي طولها 1.63 متر فيجب أن يكون قياس الخصر 32 بوصة (81.3 سم) أو أقل.

تقول الدكتورة مارغريت أشويل، الباحثة في السمنة والزميلة الفخرية لجمعية التغذية، إنك لا تحتاج حتى إلى شريط قياس ولكن يمكنك استخدام قطعة من الخيط لإجراء التقييم.

وتقول: “قم بقياس طولك باستخدام الخيط، ثم اقطعه إلى نصفين ولف هذا القسم حول خصرك.. إذا كان نصف طول الخيط لا يحيط بوسطك، فهذه علامة على أنك تحمل كثيرا من الدهون في البطن”.

وخلال قياس محيط خصرك يجب ألا تكتم نفسك، بل عليك أن تتنفس بشكل طبيعي.

قياس محيط خصرك يخبرك بكمية الدهون التي تحملها حول وسطك. تتكون دهون البطن هذه من الدهون تحت الجلد أو المرئية والدهون الحشوية المخفية التي تستقر حول الأعضاء وهي مثيرة للقلق بشكل خاص لأنها تطلق بروتينات تسبب نوعا من الالتهاب الذي يمكن أن يؤدي إلى مرض السكري من النوع الثاني وارتفاع ضغط الدم.

أين تضع الشريط لقياس خصرك؟ حدد النقطة بين أسفل أضلاعك وأعلى عظام الورك، وضع الشريط عندها، وعادة ما تكون فوق السرة مباشرة.

وترتبط البدانة بمشاكل صحية من مرض السكري من النوع الثاني إلى ارتفاع ضغط الدم ومشاكل المفاصل وارتفاع نسبة الكوليسترول. ولهذا من المهم مكافحتها.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *