ليلة القدر هي ليلة مباركة لها مكانتها عند المسلمين لأنها الليلة التي أنزل فيها القرآن، والعمل فيها خير من ألف شهر. ويُعتقد أن ليلة القدر تصادف ليلة 27. ونقدم في هذا التقرير نصائح لاعتكافها بطريقة صحية، ومحاذير يجب الانتباه لها للمصابين بأمراض معينة.
عند الاعتكاف في ليلة القدر -وغيرها من ليالي شهر رمضان- هناك حاجة إلى جسم رشيق وصحة جيدة لتحمل الجهد خلال الاعتكاف والمكث في المسجد وأداء العبادات.
ويبدأ الاعتكاف “عادة” بعد أداء صلاة التراويح حتى الفجر. ويؤدي المعتكف الصلاة ويذكر الله، ويقرأ القرآن.
نصائح لاعتكاف صحي في ليلة القدر
1- اليوم السابق: لا تفوت وجبة السحور
سوف نخبرك لاحقا أنه من الخطأ تناول كمية كبيرة من الطعام على الإفطار. وحتى يمكن عدم الإفراط يجب أن لا تصل إلى وقت المغرب وأنت جائع جدا، وأفضل طريقة لذلك هي تناول سحور معتدل.
مع آخِر شهر رمضان، تتكيف المعدة بشكل كبير مع كمية الطعام التي نتناولها، مما يجعلنا نشعر بأننا لسنا جائعين. ونتيجة لذلك، فإن الكثير من الناس لا يتناولون وجبة السحور لأنهم يشعرون بالشبع بعد الإفطار أو يشعرون بالغثيان بسبب تناول الطعام في وقت مبكر من الصباح. السحور ليس سنة مباركة فحسب، بل هو ضروري أيضا كوجبة إضافية تسمح لنا بمواصلة اليوم. تناول شيئا صغيرا بدلا من تركه تماما. بعض أمثلة السحور الصحي تشمل:
- الزبادي
- البيض المسلوق
- السلطة الخضراء
- الفول المدمس مع قليل من الزيت
2- اليوم السابق: احصل على قيلولة
من المهم أخذ قيلولة في النهار لإراحة الجسم وتحضيره للاعتكاف. يختلف وقت القيلولة حسب جدولك النهاري، لكن الوقت الموصى به في السنة هو بعد الظهر.
3- تناول إفطارا خفيفا
عندما يكون لدينا الكثير من أصناف الطعام للاختيار من بينها على الإفطار، قد يكون من السهل حقا أن ينتهي بنا الأمر إلى ملء الطبق بأكثر مما نحتاج إليه.
ومن خلال الإفراط في تناول الطعام، فإنك تخاطر بجعل نفسك تشعر بالتعب والنعاس خلال ساعات الاعتكاف في ليلة القدر.
املأ الطبق بالكمية الأقل من الطعام، مثلا: كوب أرز. وزود جسمك بالبروتين مثل البقول واللحوم، والدهون الصحية مثل زيت الزيتون.
من المهم للغاية أن يشمل إفطارك الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات المعقدة، وهي مجموعة غذائية تطلق الطاقة ببطء بدلا من أن تمنحك زيادة كبيرة في مستويات الطاقة. توجد الكربوهيدرات المعقدة في الأطعمة مثل خبز الحبوب الكاملة والأرز البني والفاصوليا والخضروات.
يعد البروتين الموجود في الأطعمة مثل الأسماك والدجاج والفاصوليا والعدس عنصرا أساسيا آخر في النظام الغذائي ويعطيك القوة.
4- حافظ على الرطوبة
احصل على كمية كافية من الماء، وخذ زجاجتك معك إلى المسجد، واشرب منها بين فينة وأخرى. فمن الضروري الحفاظ على رطوبة الجسم أثناء الاعتكاف، خاصة إذا كنت تعيش في مناخ حار أو تصوم لفترة طويلة.
عندما تكون الفترة الفاصلة بين الإفطار والسحور قصيرة، فمن الضروري شرب كوبين من الماء على الأقل مع كل وجبة من تلك الوجبات.
تناول الفواكه المليئة بالماء، مثل البطيخ والخيار والفراولة والجريب فروت والتوت. سيضيف هذا إلى الماء الذي تستهلكه. أثناء اعتكاف ليلة القدر احرص على أخذ زجاجة ماء وارشف منها بين كل ركعة من الصلاة. إن توزيع السوائل عند شربك يجعل من السهل عليك تناول كمية كبيرة منها، خاصة إذا كنت شخصا لا يشرب ما يكفي عادة. يعاني الكثيرون من الصداع عندما لا يشربون ما يكفي مما قد يؤثر على عبادتنا في ليلة القدر واستفادتنا منها.
5- ابق نشيطا خلال ليلة القدر
قد تشعر بالارتخاء بعد وجبة الإفطار، ولكن استسلامك لهذا الشعور قد يجعلك تنام أو تكسَل وتفوت ليلة القدر.
بعد تناول الإفطار يمكن أن تضطجع قليلا على الأريكة، ولكن مع اقتراب أذان العشاء توجه إلى المسجد سيرا على قدميك، فهذا ينشط الدورة الدموية، ويشكل إحماء قبل دخولك للاعتكاف.
6- عليك بالصلاة.. تحسن وضعية الجسم والذهن
صلاة التراويح هي أداة أساسية لتحسين حالتنا البدنية لأنها تمدد العضلات في مختلف الحركات، وتحسن وضعية الجسم والهضم. كما أن السكينة فيها تحسن وضعنا النفسي.
7- مدد عضلاتك خلال ساعات الاعتكاف
بين ركعات القيام ينصح بتمديد عضلات الجسم، مما يعمل على زيادة تدفق الدم إلى عضلاتك، مما قد يقلل من آلام العضلات.
يمكن للشخص أن يحافظ على التمدد في وضع مريح لفترة من الوقت، عادة ما بين 10 إلى 30 ثانية، مثل تمديد يديه للأعلى، أو الوقف وتمديد ساقيه. طبعا بعد أن يبتعد عن صف المصلين.
غيِّر وضعية الجلوس أثناء اعتكافك، وبإمكانك أيضا أن تمشي قليلا في المسجد بين ركعات القيام، وذلك للحفاظ على نشاطك وتحريك قدميك.
8- احم نفسك من العدوى
مع أننا تخطينا جائحة كورونا، فإنه يجب الاستمرار في تدابير الوقاية الشخصية، مثل تغطية الفم بالذراع عند العطاس والسعال، والحفاظ على النظافة الشخصية عن طريق غسل اليدين بانتظام، وخاصة بعد لمس الأشياء التي يلمسها الأشخاص كثيرا، مثل مقابض الأبواب والسلالم والمفاتيح وغيرها.
9- التهوية
اعتكف في مسجد يكون جيد التهوية، وحاول الابتعاد عن المساجد المكتظة، إذ سيكون من الصعب عليك العثور على مكان للجلوس فيها، كما أن الجو المضغوط قد يسبب لك التعب.
محاذير بالنسبة لاعتكاف المرضى في ليلة القدر
- إذا كنت تعاني من أمراض منهكة أو وخيمة مثل السرطان أو مرض القلب أو كنت قد تعرضت لسكتة دماغية فيحب عليك استشارة طبيبك قبل الاعتكاف.
- إذا كنت تتناول علاجات فأحضرها معك للمسجد، ولكن ضعها في علبة محكمة، وذلك لتناولها في الوقت المحدد، وكذلك حتى لا تسقط الأدوية على الأرض فيبتلعها الأطفال الذين يحضرون الاعتكاف وربما يظنون أنها حلوى أو شوكولاتة.
- بالنسبة لمرضى السكري يجب إحضار جهاز قياس السكر لقياسه مرتين خلال الاعتكاف، وقطع حلوى، لتناولها في حال حدوث هبوط في سكر الدم.
- بالنسبة لمرضى ارتفاع ضغط الدم يجب عدم الإسراف في شرب القهوة والشاي والمنبهات، لأن الاعتكاف يضع جهدا على الجسم، وقد يؤدي لارتفاع ضغط الدم، فكيف إذا شرب المريض الكافيين أيضا.
- إذا كنتَ مريضا بمرض معدٍ مثل الإنفلونزا فيجب عدم الاعتكاف في المسجد، وذلك أولا لتقليل احتمال نقلك العدوى للمصلين والمعتكفين، وثانيا لأنك قد تكون متعبا والراحة في المنزل أفضل لحالتك.
أمر الرسول، صلى الله عليه وسلم، بتحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر في شهر رمضان، فيما يعتقد كثير من المسلمين أنها تصادف ليلة 27، ويخصونها بعادات وتقاليد راسخة.
أصل تسمية ليلة القدر
يرجح العلماء أن تسميتها تعود لعظم قدرها عند الله تعالى، وكثرة مغفرة الذنوب فيها، كما أنها الليلة التي أنزل فيها القرآن الكريم، وهي الليلة التي تكتب فيها مقادير الخلق في تلك السنة نقلا عن اللوح المحفوظ كما يقول العلماء.
فضل ليلة القدر
ليلة القدر من ليالي العشر الأواخر في رمضان المعظم، هي خير من ألف شهر كما جاء في السورة التي تحمل اسمها {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ* تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ* سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [سورة القدر/ 1-5].
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه” متفق عليه.
ويشرح العلماء أن القرآن الكريم يؤكد أن الملائكة الكرام ينزلون في تلك الليلة إلى الأرض، ومن بينهم أمين الوحي جبريل عليه السلام.