كان يستخدم من قبل لخفض الكوليسترول.. ‫دراسة تكشف أن الكثير من النياسين يؤدي لأمراض القلب

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

حدد باحثون من مستشفى كليفلاند كلينك في الولايات المتحدة ‫مسارا جديدا (آلية للإصابة بالمرض) يسهم في الإصابة بأمراض القلب والشرايين ويرتبط بالمستويات ‫المرتفعة من النياسين (فيتامين بي 3)، والذي كان يُوصى به سابقا ‫لخفض الكوليسترول.

‫واكتشف الفريق، الذي يقوده الدكتور ستانلي هيزن، وجود صلة بين مركب “4 بي واي” (4PY) ‫الناتج عن تحلل النياسين الزائد وأمراض القلب، إذ ارتبطت المستويات ‫المرتفعة لمركب “4 بي واي” (4PY) ‫في الدم بتطور النوبات القلبية والسكتات الدماغية ‫وغيرها من الأحداث القلبية في الدراسة السريرية واسعة النطاق.

‫وبيّن الباحثون في الدراسات ما قبل السريرية (لا تجرى على البشر) أن مركب “4 بي واي” يتسبب بصورة ‫مباشرة في التهاب الأوعية الدموية، الأمر الذي يؤدي إلى الإضرار بها، ‫وقد يؤدي إلى تصلب الشرايين بمرور الوقت.

‫روابط وراثية

‫وتم نشر الدراسة في مجلة “نيتشر ميديسن” (Nature Medicine)، وأشارت إلى ‫وجود روابط وراثية بين “4 بي واي” (4PY) والتهاب الأوعية الدموية. وتقدم نتائج ‫الدراسة الأساس اللازم للتدخلات والأساليب العلاجية الجديدة المحتملة من ‫أجل خفض هذه الالتهابات والوقاية منها.

‫وقال الدكتور هيزن، رئيس قسم علوم القلب والأوعية الدموية والتمثيل ‫الغذائي في معهد ليرنر للأبحاث التابع لمستشفى كليفلاند كلينك والرئيس ‫المشارك لقسم أمراض القلب الوقائية في معهد القلب والأوعية الدموية ‫والصدر، “من الأمور المثيرة للاهتمام حول نتائج الدراسة هو أن هذا ‫المسار الجديد يبدو أنه لم يتم اكتشافه مسبقا، لكنه يعتبر من العوامل ‫الرئيسية المساهمة في تطور أمراض القلب والأوعية الدموية. بالإضافة إلى ‫ذلك، فإنه يمكننا قياس هذا المسار، مما يعني وجود احتمالية إجراء ‫اختبارات تشخيصية، ولذلك فإن هذه الأفكار والرؤى الجديدة تمهد الطريق ‫أمام تطوير توجهات جديدة لمواجهة آثار هذا المسار الجديد”.

‫وأضاف الدكتور هيزن “لقد فرضت أكثر من 50 دولة على مدى عقود من الزمن ‫تعزيز الأطعمة الأساسية مثل الدقيق والحبوب والشوفان بالنياسين (فيتامين ‫بي 3) وذلك للوقاية من الأمراض المرتبطة بنقص التغذية، لكن يبدو أن واحدا ‫من بين كل 4 أفراد شملتهم الدراسة كانوا قد تناولوا كمية كبيرة منه، ‫وكانت لديهم مستويات مرتفعة من مركب “4 بي واي” (4PY)، الأمر الذي يسهم في تطور أمراض ‫القلب والشرايين على ما يبدو”.

‫ووصف الدكتور هيزن استهلاكنا للنياسين بأنه يشبه عدة صنابير ماء مفتوحة ‫على دلو، وما أن يمتلئ الدلو، فإن الماء سيبدأ بالانسكاب منه، وعندها ‫سيتوجب على الجسم معالجة هذا الانسكاب الزائد وإنتاج مستقلبات أخرى ومن ‫ضمنها مركب “4 بي واي” (4PY).

‫وأضاف أن “نتائج الدراسة لا تعني أن نوقف كامل استهلاكنا من ‫النياسين، إذ إن هذا التوجه غير واقعي في حقيقة الأمر، بل يجب علينا من ‫خلال النظر إلى هذه النتائج التباحث حول ما إذا كان هناك ما يبرر فرض ‫تدعيم الدقيق والحبوب بالنياسين”.

‫الحذر واجب مع المكملات الغذائية

‫وتابع الدكتور هيزن أن الاستخدام الأوسع للمكملات الغذائية المبيعة من دون ‫وصفات من الأنواع المختلفة من النياسين أصبح أكثر شيوعا، نظرا للاعتقاد ‫السائد بدوره في إبطاء الشيخوخة، مشيرا إلى أنه يجب على المرضى استشارة ‫طبيبهم قبل تناول أي مكملات غذائية مبيعة بدون وصفات، والتركيز على نظام ‫غذائي غني بالفواكه والخضروات، وتجنب تناول كميات زائدة من ‫الكربوهيدرات.

‫ويمكن للنتائج الجديدة توضيح سبب عدم كون النياسين العلاج المنشود لخفض ‫الكوليسترول، وذلك بعد أن كان أحد الأدوية، التي يتم وصفها لخفض مستويات ‫البروتين الدهني منخفض الكثافة “إل دي إل” (LDL) أو ما يُعرف بـ”الكوليسترول ‫الضار”، لكن النياسين أظهر في نهاية المطاف أنه أقل فعالية من الأدوية ‫الأخرى في خفض الكوليسترول، إلى جانب ارتباطه بآثار سلبية ومستويات ‫وفيات أعلى، بحسب بحث سابق.

وقال الدكتور هيزن “لطالما كانت تأثيرات النياسين متناقضة إلى حد ما، ‫فرغم قدرته على خفض الكوليسترول، فإن الفوائد السريرية كانت ‫دائما أقل من المتوقع من حيث خفض مستويات البروتين الدهني منخفض الكثافة “إل دي إل” ‫(LDL). وأدى هذا الأمر إلى فكرة أن المستويات الزائدة من النياسين أدت ‫إلى آثار ضارة غير واضحة قللت جزئيا من منافعه في ما يخص خفض ‫الكوليسترول، وإننا نعتقد أن نتائج الدراسة سوف تساعد في شرح هذا ‫التناقض، الأمر الذي يسلط الضوء على أهمية التحقيق في المخاطر المرتبطة ‫بالقلب والأوعية الدموية، إذ إننا نتعلم أكثر بكثير مما نعتقد أننا ‫سنتوصل إليه في بادئ الأمر”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *