أيهما أفضل لعلاج الصداع النصفي.. الأدوية الرخيصة أم الباهظة الثمن؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

يعد الصداع النصفي “الشقيقة” من المشاكل التي تصيب كثيرين، وتتنوع الأدوية المستخدمة لعلاجه، فأيهما أفضل الأدوية الرخيصة أم الباهظة الثمن؟

أجاب باحثون في المركز النرويجي لأبحاث الصداع في النرويج عن هذا السؤال، في دراسة نشرت مؤخرا في المجلة الأوروبية لطب الأعصاب.

ويعد الصداع النصفي أكثر من مجرد صداع، ففي كثير من الأحيان يصاحبه غثيان وقيء وحساسية للضوء وحساسية للصوت. يمكن أن يكون الصداع النصفي المزمن معوقا وخاصة للنساء.

علاج مناسب

ومع ذلك، غالبا ما يستغرق مرضى الصداع النصفي وقتا طويلا للعثور على علاج مناسب لهم.

واستخدم الباحثون بيانات من سجل الوصفات الطبية النرويجي للنظر في الأدوية التي تمنع الصداع النصفي بشكل أفضل.

واستخدم الباحثون بيانات السجل الوطني من عام 2010 إلى عام 2020 لتقدير تأثير العلاج. وقاموا بقياس ذلك بالنظر في استهلاك أدوية الصداع النصفي الحاد قبل بدء العلاج الوقائي وبعده، والتحقيق في المدة التي استخدم فيها الأشخاص المصابون بالصداع النصفي العلاجات الوقائية المختلفة. وشملت الدراسة أكثر من 100 ألف مريض بالصداع النصفي.

وفي قاعدة عامة، يتم استخدام ما تسمى حاصرات بيتا لتكون الخيار الأول لمنع نوبات الصداع النصفي، لكن الباحثين وجدوا أن 3 أدوية على وجه الخصوص لها أفضل تأثير وقائي (أي في منع نوبة الصداع النصفي)، وهي:

  • مثبطات سي جي آر بي (CGRP inhibitors)
  • أميتريبتيلين (amitriptyline)
  • سيمفاستاتين (simvastatin)

وقالت البروفيسورة مارتي هيلين بيورك في قسم الطب السريري بجامعة بيرغن “إن الدواءين الأخيرين أيضا من الأدوية المعتمدة لعلاج الاكتئاب والألم المزمن (أميتريبتيلين)، وارتفاع نسبة الكوليسترول (سيمفاستاتين)، على التوالي، في حين تم تطوير مثبطات سي جي آر بي واستخدامها خصيصا لعلاج الصداع النصفي المزمن”.

أما من حيث السعر، فإن مثبطات “سي جي آر بي” أغلى من الأدوية الأخرى، في حين أن أميتريبتيلين وسيمفاستاتين فهما أقل ثمنا.

وتعني نتائج الدراسة أن علاجات الصداع النصفي الأرخص ثمنا فعالة مثل الباهظة الثمن.

جدير بالذكر أنه عام 2021، بلغت كلفة استعمال مثبطات “سي جي آر بي” في النرويج 500 مليون كرونة نرويجية (حوالي 46.5 مليون دولار).

وأضافت البروفيسورة بيورك “يظهر تحليلنا أن بعض الأدوية الأرخص ثمنا يمكن أن يكون لها تأثير علاجي مماثل للأدوية الأكثر تكلفة”. ويقول بيورك “قد يكون لهذا أهمية كبرى لكل من مجموعة المرضى والرعاية الصحية النرويجية”.

ماذا نعرف عن الصداع النصفي؟

والصداع النصفي هو صداع حاد قد يستمر لساعات أو حتى أيام، وتصيب النساء أكثر من الرجال، ويعتقد أن عدة عوامل مثل الوراثة والنشاط الكهربائي بالدماغ والناقل العصبي سيروتونين، تلعب دورا فيها.

ويُعرَف الصداع النصفي أيضا باسم الشقيقة، ويبدأ الصداع عادة في الجبهة أو في جانب الرأس أو حول العينين، ويكون حادا أو نابضا “ينبض كالخفقان”، وعادة ما يزداد الصداع سوءا بشكل تدريجي، كما قد يزيده سوءا أيضا أدنى حركة أو ضوء ساطع أو صوت مرتفع، كما قد يشعر المصاب بالغثيان وقد يتقيأ.

وقد تحدث الشقيقة مرة أو مرتين في السنة، كما قد تصيب يوميا. والنساء أكثر عرضة للإصابة بالشقيقة من الرجال، فوفقا لخدمة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة تصيب الشقيقة واحدة من بين 5 نساء، مقابل واحد من بين كل 15 رجلا.

أما على الصعيد العالمي، فإن أكثر من 10% من سكان العالم يعانون الشقيقة، وهذا وفقا للمؤسسة الوطنية للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية في الولايات المتحدة الأميركية.

وقد تسبق نوبة الصداع ما يعرف باسم “الأورة”، وهي أعراض تشمل اضطرابات في البصر، مثل أضواء نابضة أو خطوط متعرجة أو فقدان مؤقت للبصر.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *