أول علاج جديد لنوبات الربو منذ 50 عاما

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

وجد العلماء علاجا جديدا للأشخاص المصابين بالربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن قد يكون أكثر فعالية من الخيارات الحالية.

على مدار 50 عاما الماضية، لم تشهد خيارات علاج نوبات الربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن -وهما مرضان متشابهان– تغييرات كبيرة. تشير النتائج، التي نُشرت في 27 نوفمبر/تشرين الثاني في مجلة اللانست ريسبايرتوري ميدسن (The Lancet Respiratory Medicine)، إلى أنها قد تكون “تغييرا جذريا” لملايين الأشخاص المصابين بالربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن حول العالم.

قالت البروفيسورة مونا بفضل، الباحثة الرئيسية في تجربة علاج جديد من كلية كينغز في لندن، لمجلة نيوزويك الأميركية:
“العلاج الوحيد الذي لدينا للنوبات هو الستيرويدات، التي ليست دائما فعالة ويمكن أن تسبب آثارا جانبية خطيرة”.

العلاج التقليدي والعلاج الجديد

عندما يتم إعطاء المرضى ستيرويدات، مثل دواء يسمى بريدنيزولون، لعلاج نوبة الربو، قد تقلل الالتهاب في الرئتين لكنها تزيد من خطر الإصابة بحالات خطيرة مثل السكري أو هشاشة العظام.

يفشل العديد من المرضى الذين يستخدمون الستيرويدات في العلاج، مما يعني أنهم قد يحتاجون إلى المزيد من الستيرويدات، أو يتم إدخالهم إلى المستشفى مرة أخرى، أو يموتون خلال 90 يوما.

درست فريق بفضل تأثير حقن المرضى بعقار بنرالزوماب، وهو بروتين مصنع في المختبر مصمم ليعمل كجسم مضاد يستهدف نوعا معينا من خلايا الدم البيضاء يسمى الأيوزينوفيل لتقليل التهاب الرئة.

تعتبر الأيوزينوفيلات مسؤولة عن حوالي 30% من تفاقم مرض الانسداد الرئوي المزمن ونصف نوبات الربو.

يُستخدم عقار بنرالزوماب حاليا لعلاج الربو الشديد، ولكنه غير مستخدم لعلاج مرض الانسداد الرئوي المزمن أو نوبات الربو.

قام فريق بفضل بتقسيم أكثر من 150 مريضا يعانون من الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن، ويتلقون العلاج في أقسام الطوارئ في مستشفيات بريطانيا، إلى 3 مجموعات:

  • مجموعة تلقت بنرالزوماب وأقراصا وهمية.
  • مجموعة تلقت ستيرويدات وحقنة وهمية.
  • مجموعة تلقت كلا من بنرالزوماب وستيرويدات.

لم يعرف المرضى أو الباحثون من حصل على ماذا من هذه الأدوية لضمان عدم تأثير العوامل النفسية أو أي عوامل غير متعلقة بالدواء على نتائج الدراسة.

بعد 28 يوما، تحسنت الأعراض التنفسية – السعال، الصفير، ضيق التنفس، والبلغم – بشكل أفضل مع بنرالزوماب.
وبعد 90 يوما، كان عدد المرضى الذين فشلوا في العلاج في مجموعة بنرالزوماب أقل بـ4 أضعاف مقارنة بمجموعة الستيرويدات. وأبلغ الأشخاص الذين تم إعطاؤهم بنرالزوماب عن تحسن في جودة حياتهم.

لتجنب رائحة الفم الكريهة، ينبغي على مرضى الربو غسل الفم بعد كل استنشاق أو تناول طعام يستلزم الكثير من المضغ، مثل خبز الحبوب الكاملة أو ثمرة تفاح. (النشر مجاني لعملاء وكالة الأنباء الألمانية "dpa". لا يجوز استخدام الصورة إلا مع النص المذكور وبشرط الإشارة إلى مصدرها.) عدسة: dpa

الربو

الربو هو حالة رئوية مزمنة تسبب التهابا وضيقا في الشعب الهوائية في الرئتين. ويؤثر على 6.2% من الأطفال و8.7% من البالغين في الولايات المتحدة، وفقا لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأميركي لعام 2022.

يمكن أن يجعل الربو التنفس صعبا ويؤدي إلى ظهور أعراض مثل الصفير، السعال، وضيق التنفس. قالت بفضل: “إنه حالة شائعة، ولكن بالنسبة للكثيرين، فإنه يعتبر حالة رئيسية تعيق الأنشطة اليومية مثل العمل، التمارين، ورعاية الآخرين”.
يمكن أن تكون نوبة الربو خطيرة وتهدد الحياة عندما يحدث تفاقم سريع أو ضيق في التنفس، ولا ترى أي تحسن في الأعراض بعد استخدام جهاز الاستنشاق.

الانسداد الرئوي المزمن

مرض الانسداد الرئوي المزمن هو حالة رئوية طويلة الأمد تتسبب في تلف أو انسداد الشعب الهوائية، وغالبا ما يكون ذلك بسبب التدخين أو تلوث الهواء. ووفقا لـمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأميركي، يعاني نحو 16 مليون بالغ في الولايات المتحدة من مرض الانسداد الرئوي المزمن.

قالت بفضل في بيان إن هذا العلاج “قد يكون بمثابة تغيير جذري للأشخاص المصابين بالربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن، وإن عقار بنرالزوماب كان آمنا وفعالا”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *