ألم المستقيم.. الأسباب والعلاج

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 11 دقيقة للقراءة

ألم المستقيم أو ألم الشرج هو ألم حاد يمكن أن يحدث في فتحة الشرج أو المستقيم أو الجهاز الهضمي، ومع أنه غالبا لا يكون خطيرا، لكنه قد يكون مؤلما جدا للأشخاص الذين يعانون منه.

وغالبا ما يكون ألم المستقيم مصحوبا بالحكة والنزيف وحتى الإفرازات والإمساك، وهناك أسباب عديدة لألم المستقيم، بما في ذلك حالات مثل مرض التهاب الأمعاء، والبواسير، وكذلك التهاب بطانة المستقيم، وفقا لتقرير بموقع هيلث شوتس.

ما ألم المستقيم؟

ألم المستقيم أو الشرج هو ألم حول فتحة الشرج، خاصة أثناء حركة الأمعاء (التغوط)، ويمكن أن يظهر على شكل نبض أو حرقان.

وهذا الألم شائع جدا، وتشير مجلة كليفلاند كلينيك الطبية إلى أن ما يقرب من 11.6% من سكان الولايات المتحدة يعانون من هذه الحالة.

أسباب آلام المستقيم وفتحة الشرج

1- وجود شق في فتحة الشرج

يشير هذا إلى حدوث جروح في فتحة الشرج، عند الفتحة مباشرة، نتيجة للإجهاد أثناء محاولة إخراج البراز الصلب.

ومحاولة إخراج البراز مع وجود شق شرجي يمكن أن تؤدي إلى تشنج العضلة العاصرة الشرجية أو العضلة التي تؤدي إلى فتحة الشرج، ويكون الألم شديدا أثناء التبرز، ويمكن أن يستمر لساعات بعد ذلك أيضا.

ويمكن أن يؤدي أيضا إلى ظهور بقع دم حمراء زاهية على ورق التواليت، وتنص ورقة بحثية منشورة حول أمراض الجهاز الهضمي على أنه إذا استمر الشق الشرجي لأكثر من 4-6 أسابيع، فيمكن وصفه بأنه مزمن، وتجب معالجته لأنه يمكن أن يؤثر على الحياة اليومية بطريقة سلبية.

2- البواسير

البواسير هي أوعية دموية متضخمة في فتحة الشرج وتسبب عدم الراحة والألم، ويمكن أن تتطور أيضا داخل المستقيم.

3- خراج المستقيم

يشير هذا إلى الإصابة في فتحة الشرج، ويسمى أيضا باسم خراج الشرج، ويحدث عندما يصاب تجويف الشرج بالقيح، ويصاحب ذلك حمى وإمساك وألم، ويجب تجفيف الخراج حتى يتم علاجه، والجراحة هي خيار آخر.

4- كتلة المستقيم  Rectal mass

تشير كتلة المستقيم إلى الأورام وهبوط المستقيم، ويمكن أن تحدث كتلة المستقيم إذا تحورت الخلايا الموجودة به، كما أنه قد يكون هناك العديد من الأورام الحميدة على البطانة الداخلية للمستقيم، والتي تُعرف باسم السلائل، ومن الممكن أن تتحول إلى سرطان.

5- أمراض الأمعاء الالتهابية

العديد من أمراض الأمعاء الالتهابية مثل مرض كرون أو التهاب القولون التقرحي يمكن أن تؤدي أيضا إلى آلام المستقيم، وتنجم هذه الأمراض عن التهاب الأنسجة في الجهاز الهضمي.

والتهاب القولون التقرحي هو التهاب يصيب بطانة الأمعاء الغليظة وكذلك المستقيم، ويؤدي مرض كرون إلى التهاب في الطبقات العميقة من الجهاز الهضمي، بما في ذلك الجهاز الهضمي العلوي والأمعاء الدقيقة والغليظة.

هذا يمكن أن يؤدي إلى نزيف المستقيم وكذلك آلام في البطن كذلك.

6- تقرحات المستقيم

يشير هذا إلى تقرحات في المستقيم، التي يمكن أن تسبب ألما في المستقيم، ويمكن أن تنزف هذه القروح أيضا، كما قد تؤدي إلى الإمساك والإفرازات، وعدم القدرة على التحكم في حركات الأمعاء.

7- الناسور الشرجي Anal Fistula

الناسور الشرجي هو إفرازات صديدية حول فتحة الشرج، حيث يحتوي الشرج على غدد حوله تساعد على تليينه عن طريق إفراز الزيوت، وتؤدي إصابة هذه الغدد إلى إصابة التجويف بالعدوى، وتسمى الأنفاق التي تربط هذه الغدة المصابة بفتحة الشرج بالناسور الشرجي، وإذا لم تتم معالجة العدوى، فقد يتطور الناسور، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تورم في المنطقة.

8- بروكتالجيا فوجاكس

بروكتالجيا فوجاكس (Proctalgia fugax) هي حالة يعاني فيها الشخص من ألم مفاجئ في المستقيم أو فتحة الشرج يستمر لفترة قصيرة، غالبا ما تتراوح من بضع ثوانٍ إلى دقائق.

ويقول الدكتور الجراح برابهاكار “يمكن أن يكون الألم حادا أو شبيها بالتشنج، وقد يحدث دون سابق إنذار أو بسبب مسببات معينة مثل الإجهاد أو حركات الأمعاء، ويعتقد أن ذلك يحدث بسبب تشنجات العضلات في المستقيم أو القناة الشرجية”.

على الرغم من أنه لا يسبب ضررا على المدى الطويل، فإنه يمكن أن يكون غير مريح للغاية، وتشمل خيارات العلاج تغيير نمط الحياة أو تقنيات الاسترخاء أو الأدوية للمساعدة في إدارة الألم أثناء النوبات الشديدة.

9- متلازمة ليفاتور Levator Ani Syndrome

متلازمة ليفاتور العاني هي حالة يعاني فيها الشخص من ألم متكرر أو عدم الراحة في منطقة أسفل الحوض، خاصة حول المستقيم، ويبدو الألم وكأنه خفيف أو ضغط، وقد يحدث دون أي مشاكل واضحة في تلك المنطقة.

ويقول الدكتور برابهاكار “يعتقد أن السبب هو تشنجات العضلات في قاع الحوض، وقد تشمل مسببات الألم الإجهاد، أو الجلوس لفترات طويلة، أو بعض الأطعمة، ويتضمن العلاج إجراء تغييرات في نمط الحياة، وإجراء العلاج الطبيعي، واستخدام تقنيات الاسترخاء، وأحيانا تناول الأدوية للمساعدة في إدارة الأعراض وتحسين نوعية الحياة”.

10- التهاب المستقيم

التهاب المستقيم هو عندما تصبح بطانة المستقيم ملتهبة، مما يسبب أعراضا مثل ألم المستقيم، أو الحاجة الملحة إلى حركة الأمعاء، أو النزيف، أو الإفرازات، أو الإسهال.

يقول الدكتور برابهاكار “يمكن أن يحدث ذلك بسبب الالتهابات أو أمراض الأمعاء الالتهابية أو العلاج الإشعاعي أو بعض الأدوية”.

ويضيف “يعتمد العلاج على السبب وقد يشمل الأدوية أو التغييرات الغذائية أو علاجات أخرى لإدارة الأعراض، ومساعدة بطانة المستقيم على الشفاء”.

11- هبوط المستقيم

يحدث هبوط المستقيم عندما ينزلق المستقيم، وهو الجزء الأخير من الأمعاء الغليظة، عبر فتحة الشرج، ويحدث هذا عندما تضعف العضلات والأنسجة الداعمة للمستقيم أو تتضرر.

يقول الدكتور برابهاكار “يمكن أن يسبب الشعور بالانتفاخ أو الامتلاء في منطقة المستقيم، أو عدم الراحة، أو الألم، أو النزيف، أو صعوبة التحكم في حركات الأمعاء”.

ويضيف “تعتمد خيارات العلاج على مدى شدة الهبوط، وقد تشمل تغييرات في نمط الحياة أو التمارين أو الأدوية أو الجراحة لإصلاح أو دعم المستقيم والأنسجة المجاورة”.

والنساء فوق سن 50 عاما أكثر عرضة للإصابة بهبوط المستقيم من الرجال بـ6 مرات.

الأعراض المصاحبة لآلام المستقيم

تشمل الأعراض التي تصاحب عادة ألم المستقيم ما يلي:

  • عدم الراحة أو الألم في منطقة المستقيم.
  • الإحساس بالضغط أو الامتلاء في المستقيم.
  • نزيف بالمستقيم، والذي يمكن رؤيته على ورق التواليت أو في وعاء المرحاض.
  • حكة أو تهيج حول فتحة الشرج.
  • صعوبة في إخراج البراز أو الشعور بأن الأمعاء ليست فارغة تماما بعد حركة الأمعاء.
  • تغيرات في عادات الأمعاء، مثل الإسهال أو الإمساك.
  • تورم أو كتل أو نتوءات حول فتحة الشرج.
  • إفرازات من المستقيم قد تكون دموية أو تحتوي على مخاط.
  • تسريب لا إرادي للبراز أو المخاط من المستقيم (سلس البراز).

يمكن أن تختلف هذه الأعراض اعتمادا على السبب الكامن وراء ألم المستقيم، وقد تكون خفيفة أو معتدلة أو شديدة.

كيف يتم تشخيص آلام المستقيم؟

يتضمن التعرف على ألم المستقيم في المنزل الانتباه إلى علامات مثل الانزعاج أو النزيف أو التغيرات في عادات الأمعاء أو التورم حول فتحة الشرج، فإذا كنت تعاني من أعراض مستمرة أو شديدة، فمن المهم مقابلة أخصائي.

علاج آلام المستقيم

يعتمد علاج ألم المستقيم على سببه وقد يشمل:

  • الأدوية، مثل مسكنات الألم أو المضادات الحيوية.
  • أدوية لتخفيف الإمساك.
  • تغييرات نمط الحياة مثل التعديلات الغذائية.
  • الحمامات الدافئة لتخفيف الآلام.
  • العلاجات الموضعية لتقليل التورم.
  • تمارين العلاج الطبيعي.
  • العمليات الجراحية في الحالات الشديدة.

العلاجات المنزلية لآلام المستقيم

ينصح باستشارة الطبيب للحصول على التشخيص الصحيح قبل تجربة هذه العلاجات:

1- حمامات الماء الدافئ

يمكن أن يساعد النقع في حوض من الماء الدافئ لمدة 15-20 دقيقة عدة مرات يوميا في تقليل الالتهاب، وتهدئة الانزعاج، وتعزيز الشفاء في منطقة المستقيم.

2- استخدام الكريمات أو المناديل المبللة التي لا تحتاج وصفة طبية

إن استخدام الكريمات أو المراهم أو المناديل العلاجية التي يمكنك شراؤها بدون وصفة طبية يمكن أن يساعد في علاج الحكة والألم والتورم، ابحث عن مكونات مثل الهيدروكورتيزون أو الليدوكائين.

3- الكمادات الباردة

إن استخدام أكياس الثلج أو الكمادات الباردة على المنطقة المصابة لمدة 10-15 دقيقة في كل مرة يمكن أن يقلل التورم ويخدر المنطقة، مما يوفر تخفيفا مؤقتا للألم.

4- زيادة كمية الألياف التي تتناولها

يمكن أن يساعد تناول المزيد من الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والبقوليات على تليين البراز وتسهيل حركات الأمعاء، مما يقلل الضغط على المستقيم. وشرب الكثير من الماء يمكن أن يساعد في منع الإمساك، والذي يمكن أن يؤدي إلى تفاقم آلام المستقيم.

5- تجنب الإجهاد

حاول ألا تضغط بشدة أثناء حركات الأمعاء، ومن الأفضل ترك الأمور تحدث بشكل طبيعي.

كم من الوقت يستمر ألم المستقيم؟

تختلف مدة ألم المستقيم حسب سببه والعوامل الفردية، ففي بعض الحالات، قد يستمر لبضع ساعات أو أيام ويختفي من تلقاء نفسه، خاصة إذا كان بسبب مشاكل بسيطة مثل الإمساك أو عدوى خفيفة.

ويقول الدكتور برابهاكار “ومع ذلك، إذا استمر الألم أو أصبح شديدا، فقد يشير ذلك إلى حالة أكثر خطورة تتطلب عناية طبية. إن الحالات المزمنة مثل مرض التهاب الأمعاء أو خلل في قاع الحوض قد تسبب آلاما مستمرة أو متكررة في المستقيم تستمر لأسابيع أو أشهر أو أكثر”.

الوقاية من آلام المستقيم

للوقاية من آلام المستقيم، ينصح بالتالي:

  • حافظ على نظام غذائي صحي غني بالألياف لمنع الإمساك.
  • البقاء رطبا عن طريق شرب كمية كافية من الماء طوال اليوم.
  • تجنب الإجهاد أثناء حركات الأمعاء.
  • ممارسة النظافة الجيدة من خلال الحفاظ على منطقة الشرج نظيفة وجافة.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لتعزيز صحة الأمعاء بشكل عام ومنع الإمساك.
  • تجنب الجلوس لفترات طويلة، خاصة على الأسطح الصلبة، لتقليل الضغط على منطقة المستقيم.
  • توخي الحذر عند رفع الأشياء الثقيلة لتجنب إجهاد عضلات قاع الحوض.
  • إدارة مستويات التوتر من خلال تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق أو التأمل أو اليوغا.
  • تجنب التدخين، لأنه يمكن أن يساهم في مشاكل في الجهاز الهضمي وتهيج المستقيم.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *