تعتبر النودلز سريع التحضير نوعا من الكربوهيدرات يستمتع به كثيرون في جميع أنحاء العالم، ولها شعبية خاصة بين الشباب والأطفال. بالمقابل لهذه النودلز أضرار على الصحة، فما هي؟
تجذب النودلز سريع التحضير بشكل خاص الأشخاص الذين يمتلكون ميزانية محدودة لأنها رخيصة الثمن، ومن ليس لديهم وقت للطبخ.
وتعتبر النودلز سريع التحضير غير مكلفة، ولا تتطلب سوى دقائق للتحضير، لكنها لا تحتوي على نفس كمية العناصر الغذائية الموجودة في النودلز الطازجة. كما تحتوي على كثير من الملح.
كيف يتم تصنيع النودلز سريع التحضير؟
تحتوي النودلز سريع التحضير على دقيق القمح والزيوت النباتية المختلفة والنكهات.
ويتم طهي النودلز مسبقا، مما يعني أنها تبخَر ثم تجفف بالهواء، أو تقلى لتقصير وقت الطهي للمستهلكين.
وتباع النودلز في شكل عبوات مع عبوة صغيرة من التوابل أو في أكواب يمكن إضافة الماء إليها، ثم تسخينها في الميكرويف.
ويتضمن تحضير النودلز سريع التحضير إضافة النودلز إلى قدر من الماء المغلي. ويمكن أيضا طهي النودلز في الميكرويف، ولهذا السبب غالبا ما تكون طعاما أساسيا لطلاب الجامعات الذين يعيشون في المساكن.
ولا شك في أن النودلز لذيذ وسهل، لكن قيمته الغذائية تستحق فحصا أكثر دقة.
التغذية
على الرغم من أن المعلومات الغذائية تختلف بين المنتجات، فإن معظم أنواع النودلز سريع التحضير منخفض السعرات الحرارية، ولكنه يفتقر إلى العناصر الغذائية الأساسية.
على سبيل المثال، تحتوي حصة واحدة (43 غراما) (نصف عبوة تقليدية) من النودلز سريع التحضير بنكهة الدجاج على التالي:
- السعرات الحرارية: 188
- الكربوهيدرات: 27 غراما
- الدهون: 7 غرامات
- البروتين: 5 غرامات
- الألياف: 1 غرام
- الصوديوم: 891 ملغراما
وتفتقر النودلز إلى العديد من العناصر الغذائية المهمة، مثل البروتين والألياف وفيتامين إيه وفيتامين سي وفيتامين بي 12 والكالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم.
علاوة على ذلك، على عكس الأطعمة الكاملة الطازجة، تفتقر الأطعمة المعبأة مثل النودلز سريع التحضير إلى مضادات الأكسدة والمواد الكيميائية النباتية التي تؤثر بشكل إيجابي على الصحة بعدة طرق.
ورغم أن حصة واحدة (43 غراما) من النودلز سريع التحضير تحتوي على 188 سعرا حراريا فقط، فإن معظم الناس يستهلكون العبوة بالكامل، وهو ما يعادل حصتين و371 سعرا حراريا.
وتجدر الإشارة إلى أن النودلز سريع التحضير تختلف عن النودلز الطازجة، وهي النودلز الصينية أو اليابانية التقليدية التي تقدم عادة في شكل حساء، وتغطى بمكونات مغذية مثل البيض ولحم البط والخضروات.
أضرار النودلز سريع التحضير
تحتوي على كثير من الصوديوم
إن تناول كثير من الصوديوم من الملح الزائد في النظام الغذائي ليس جيدا لصحتك. وأحد أكبر المساهمين في تناول الصوديوم الغذائي هو الأطعمة المصنعة، بما في ذلك الأطعمة المعبأة مثل النودلز.
ويؤدي تناول كثير من الصوديوم إلى التأثير سلبا على الصحة. فعلى سبيل المثال، تم ربط اتباع نظام غذائي غني بالملح بزيادة خطر الإصابة بسرطان المعدة وأمراض القلب والسكتة الدماغية.
علاوة على ذلك، في بعض الأشخاص الذين يعتبرون حساسين للملح، قد يؤدي اتباع نظام غذائي غني بالصوديوم إلى ارتفاع ضغط الدم، مما قد يؤثر سلبا على صحة القلب والكلى.
وتحتوي النودلز سريع التحضير على نسبة عالية جدا من الصوديوم، حيث تحتوي العبوة الواحدة على 1760 ملغراما من الصوديوم، أو 88% من توصية 2 غرام التي اقترحتها منظمة الصحة العالمية.
وإن تناول عبوة واحدة فقط من النودلز يوميا من شأنه أن يجعل من الصعب جدا الحفاظ على تناول الصوديوم بالقرب من التوصيات الغذائية الحالية.
ولأن النودلز سريع التحضير لن يجعلك تشعر بالشبع بسرعة، فمن المحتمل أن يستهلك الشخص عدة عبوات منها في اليوم، مما قد يؤدي إلى تناول كميات هائلة من الصوديوم.
تحتوي على ثلاثي بوتيل هيدروكينون وغلوتامات أحادية الصوديوم
مثل العديد من الأطعمة المصنعة، تحتوي النودلز سريع التحضير على مكونات مثل معززات النكهة والمواد الحافظة، والتي يمكن أن تكون ضارة بصحتك.
ويعتبر ثلاثي بوتيل هيدروكينون -المعروف باسم “تي بي إتش كيو” (TBHQ)- مكونا شائعا في النودلز سريع التحضير. وإنه مادة حافظة تستخدم لإطالة العمر الافتراضي ومنع تلف الأطعمة المصنعة.
في حين يعتبر “تي بي إتش كيو” آمنا بجرعات صغيرة جدا، فقد أظهرت الدراسات على الحيوانات أن التعرض المزمن لـ”تي بي إتش كيو” قد يؤدي إلى تلف عصبي، ويزيد من خطر الإصابة بالورم الليمفاوي ويسبب تضخم الكبد
بالإضافة إلى ذلك، يعاني بعض الأشخاص المعرضين لـ”تي بي إتش كيو” من اضطرابات في الرؤية، وأظهرت دراسات أن هذه المادة الحافظة يمكن أن تلحق الضرر بالحمض النووي.
كما تحتوي النودلز سريع التحضير على الغلوتامات أحادية الصوديوم “إم سي جي” (MSG). وهو مادة مضافة تستخدم لتعزيز نكهة الأطعمة المالحة وجعلها أكثر قبولا.
وقد يكون بعض الأشخاص أكثر حساسية للغلوتامات أحادية الصوديوم من غيرهم. وقد ارتبط استهلاك هذه المادة الحافظة بأعراض مثل الصداع والغثيان وارتفاع ضغط الدم والضعف وتشنج العضلات واحمرار الجلد.
ورغم أن هذه المكونات مرتبطة بالعديد من الآثار الصحية الضارة بجرعات كبيرة، فإن الكميات الصغيرة الموجودة في الطعام من المرجح أن تكون آمنة باعتدال.
ومع ذلك، قد يرغب أولئك الذين لديهم حساسية خاصة للمواد المضافة مثل الغلوتامات أحادية الصوديوم في تجنب النودلز سريع التحضير، فضلا عن الأطعمة الأخرى المصنعة للغاية.
هل النودلز سريع التحضير مضر بصحتك؟
على الرغم من أن تناول النودلز سريع التحضير من حين لآخر لن يضر بصحتك، فإن الاستهلاك المنتظم يرتبط بسوء جودة النظام الغذائي بشكل عام والعديد من الآثار الصحية الضارة.
ولقد وجدت دراسة أجريت على 6440 بالغا كوريا أن أولئك الذين تناولوا النودلز سريع التحضير بانتظام تناولوا كميات أقل من البروتين والفوسفور والكالسيوم والحديد والبوتاسيوم والنياسين والفيتامينات إيه وسي، مقارنة بأولئك الذين لم يتناولوا هذا الطعام، وفقا لتقرير في هيلث لاين.
بالإضافة إلى ذلك، فإن أولئك الذين تناولوا النودلز سريع التحضير بشكل متكرر استهلكوا كميات أقل بكثير من الخضروات والفواكه والمكسرات والبذور واللحوم والأسماك.
كما ارتبط استهلاك النودلز سريع التحضير بانتظام بزيادة خطر الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي، وهي مجموعة من الأعراض بما في ذلك الدهون الزائدة في البطن وارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة السكر في الدم ومستويات الدهون غير الطبيعية في الدم.
ونتيجة لذلك، من الأفضل الحد من تناول النودلز سريع التحضير وعدم استخدامها كبديل للوجبات بشكل منتظم.
كيف تجعل النودلز سريع التحضير أكثر صحة؟
بالنسبة لأولئك الذين يستمتعون بتناول النودلز سريع التحضير، هناك عدة طرق لجعل هذا الطبق أكثر صحة:
- إضافة الخضروات: إن إضافة الخضروات الطازجة أو المطبوخة مثل الجزر أو البروكلي أو البصل أو الفطر إلى النودلز سريع التحضير سيساعد في إضافة العناصر الغذائية التي تفتقر إليها النودلز العادية.
- إضافة البروتين: نظرا لأن النودلز منخفض البروتين، فإن إضافة البيض أو الدجاج أو السمك أو التوفو سيوفر مصدرا للبروتين الذي سيجعلك تشعر بالشبع لفترة أطول.
- تخلص من عبوات الصلصة والمسحوق الجاف: اصنع مرقك الخاص عن طريق خلط مرق الدجاج منخفض الصوديوم مع الأعشاب الطازجة والتوابل للحصول على نسخة صحية ومنخفضة الصوديوم من النودلز.
ما آلية تأثير الصوديوم على الصحة؟
وتقول المراكز الأميركية للتحكم بالأمراض والسيطرة إن الجسم يحتاج إلى كمية صغيرة من الصوديوم ليعمل بشكل صحيح، ولكن الإفراط في تناول الصوديوم ضار بصحتك عبر التأثير على ضغط الدم وزيادته.
في حين أن الصوديوم له أشكال عديدة، فإن معظم الصوديوم الذي نستهلكه يأتي من الملح. كما يأتي معظم الصوديوم من الأطعمة المصنعة والمطاعم.
المخاطر الصحية للصوديوم
يمكن أن يؤدي الإفراط في تناول الصوديوم إلى زيادة ضغط الدم وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
وفي كثير من البلدان يستهلك الناس كثيرا من الصوديوم. على سبيل المثال يستهلك الأميركيون أكثر من 3300 مليغرام من الصوديوم يوميا، في المتوسط. وهذا أعلى بكثير من التوصيات الفدرالية الطبية بأقل من 2300 مليغرام من الصوديوم يوميا للمراهقين والبالغين كجزء من نمط الأكل الصحي.
يوجد الصوديوم في الأطعمة من جميع فئات الأطعمة تقريبا. وتشمل بعض المصادر الرئيسية للصوديوم:
- السندويشات.
- الأرز والمعكرونة والأطباق الأخرى القائمة على الحبوب.
- الخضروات النشوية وغير النشوية.
- أطباق اللحوم والدواجن والمأكولات البحرية.
- البيتزا.
- الحساء.
- رقائق البطاطس والمقرمشات والوجبات الخفيفة اللذيذة.
- الحلويات والوجبات الخفيفة الحلوة.
- التوابل والمرق.
- اللحوم الباردة
- الخبز والتورتيلا.
الصوديوم أم الملح؟
الملح والصوديوم ليسا الشيء نفسه. فالملح هو كلوريد الصوديوم وهو ملح الطعام. وكلوريد الصوديوم هو 40% صوديوم و60% كلوريد. وتحتوي ملعقة صغيرة من ملح الطعام على حوالي 2400 ملغرام من الصوديوم.
أما الصوديوم، فهو معدن موجود في العديد من المكونات في الأطعمة الشائعة:
- غلوتامات أحادية الصوديوم
- بيكربونات الصوديوم (صودا الخبز).
- نيترات الصوديوم (مادة حافظة).
ما آثار غلوتامات أحادية الصوديوم؟
تقول جامعة هارفارد إنه في تسعينيات القرن الـ20، طلبت إدارة الغذاء والدواء من اتحاد الجمعيات الأميركية لعلم الأحياء التجريبي “إف إيه إس إي بي” (FASEB) النظر في مدى سلامة غلوتامات أحادية الصوديوم. وخلص اتحاد الجمعيات الأميركية لعلم الأحياء التجريبي إلى أن غلوتامات أحادية الصوديوم آمنة. وأشاروا إلى أن أي آثار ضارة كانت خفيفة وقصيرة الأمد، وكانت مرتبطة عادة بجرعات كبيرة (أكثر من 3 غرامات) من غلوتامات أحادية الصوديوم التي تم تناولها بدون طعام.
ولا يتناول معظم الناس غلوتامات أحادية الصوديوم بمفردها، ونظرا لأن معظم الوصفات تتطلب كمية ضئيلة -1/4 إلى 1/2 ملعقة صغيرة لكل رطل من اللحوم (ما يكفي لإطعام 4 إلى 6 أشخاص)- فمن غير المرجح أن تستهلكها بكميات كبيرة بما يكفي للتأثر.
وفي حين يمكن لمعظم الناس تناول وجبة تحتوي على مادة غلوتامات أحادية الصوديوم دون مشكلة، فإن مجموعة فرعية صغيرة -أقل من 1% من عامة السكان- قد تكون حساسة بشكل خاص لمادة غلوتامات أحادية الصوديوم. وتظهر الأعراض عادة في أول ساعتين بعد تناول الأطعمة التي تحتوي على غلوتامات أحادية الصوديوم، ويمكن أن تشمل الصداع، واحمرار الجلد، والتعرق، والغثيان، والخدر، والتعب. حتى إن مجموعة فرعية أصغر من الناس لديهم رد فعل تحسسي خطير.
لماذا يجب أن تفكر في الحد من الأطعمة التي تحتوي على غلوتامات أحادية الصوديوم؟
في حين أن غلوتامات أحادية الصوديوم نفسها ربما لا تستحق سمعتها كمكون سام، فهناك أسباب لتجنب تناول الأطعمة التي تحتوي على غلوتامات أحادية الصوديوم. فالأطعمة التي تحتوي على غلوتامات أحادية الصوديوم غالبا ما تكون أطعمة مريحة معالجة للغاية تحتوي على كميات عالية من الصوديوم والدهون ومكونات أخرى مكررة ليست جيدة لنا. وإن رؤية غلوتامات أحادية الصوديوم في قائمة المكونات يجب أن تدفعك إلى إلقاء نظرة على المكونات الأخرى المدرجة، والتفكير في محاولة صنع هذا الطعام في المنزل، أو البحث عن بديل أكثر صحة بدلا من ذلك.
ما كمية الصوديوم التي يحتوي عليها غلوتامات أحادية الصوديوم؟
في حين أنه قد يكون من الأفضل تجنب أو تقليل الأطعمة المعبأة التي تحتوي على غلوتامات أحادية الصوديوم، فإن معزز النكهة يمكن أن يساعدك في الواقع على تقليل كمية الصوديوم التي تستهلكها عند الطهي في المنزل.
ورغم وجود كلمة “صوديوم” في اسمه، فإن أحادي غلوتامات الصوديوم يحتوي على 12.28 غراما فقط من الصوديوم لكل 100 غرام. وهذا يمثل حوالي ثلث الصوديوم الموجود في ملح الطعام (39.34 غراما/100 غرام).
وإذا استبدلت نصف ملعقة صغيرة من ملح الطعام بالكمية نفسها من أحادي غلوتامات الصوديوم، فسوف تقلل من محتوى الصوديوم في طعامك بنحو 37%، دون أن تفقد كثير من النكهة. وهذا يعني أن استخدام أحادي غلوتامات الصوديوم يمكن أن يساعد في تحسين إدراك الملوحة مع تقليل محتوى الصوديوم الفعلي في طعامك.
ثلاثي بوتيل هيدروكينون والصحة
توصلت دراسة أميركية نشرت في 2021 إلى أن مادة ثلاثي بوتيل هيدروكينون “تي بي إتش كيو” قد تؤثر سلبا على عمل الجهاز المناعي.
وأجرى الدراسة باحثون بقيادة الدكتورة أولجا نايدنكو، ونشرت في المجلة الدولية للبحوث البيئية والصحة العامة.