مع بلوغ الشخص سن الخمسين، يزداد خطر تعرضه لارتفاع ضغط الدم، وهو مرض خطير وقاتل صامت إذا لم يتم علاجه، فما أسباب ذلك؟ وما العلاج؟
ويحدث ارتفاع ضغط الدم عندما يضغط الدم على جدران الأوعية الدموية بقوة شديدة، وهذا يمكن أن يؤدي إلى الضرر مع مرور الوقت. ويمكن أن يزيد أيضا من خطر الإصابة بعديد من الحالات الصحية، مثل النوبة القلبية والسكتة الدماغية وفشل القلب وأمراض الكلى وفقدان البصر وعدم القدرة على الانتصاب.
توضح منظمة الصحة العالمية أن هناك عديدا من عوامل الخطر للإصابة بارتفاع ضغط الدم، بما في ذلك الوراثة، وزيادة الوزن أو السمنة، وعدم الحركة، وتناول الكثير من الملح.
وتعد الشيخوخة عامل خطر آخر، إذ تشير الرابطة الأميركية للمتقاعدين إلى أن ارتفاع ضغط الدم من بين الحالات الشائعة بين الأشخاص عند بلوغهم الخمسينيات من العمر.
ماذا يحدث لضغط الدم عندما تبلغ سن الخمسين؟
الجواب هو أن الضغط -عموما وغالبا- يصبح أكثر عرضة للارتفاع، إذ يزداد خطر ارتفاع ضغط الدم في الخمسينيات من العمر، وأحد أسباب انتشار ارتفاع ضغط الدم بين الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 50 عاما -وفقا لدراسة أجريت عام 2015 ونشرت في مجلة “فرونتيرز إن جينيتكس”- هو حقيقة أن نظام الأوعية الدموية لدينا يتغير.
تصبح ألياف الإيلاستين في الأوعية الدموية أقل قدرة على أداء وظيفتها، ويتحول العمل الذي كانت تقوم به إلى ألياف الكولاجين الأكثر صلابة. ونتيجة لذلك، تصبح شراييننا أكثر صلابة، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وفقا لتقرير في موقع هيلث دايجست.
أيضا نميل إلى زيادة الوزن مع تقدمنا في العمر، إذ يتباطأ التمثيل الغذائي لدينا وتنخفض مستويات الهرمونات لدينا. نشهد أيضا تغيرات في تكوين الجسم مع انخفاض كتلة العضلات وزيادة كتلة الدهون.
يمكن أن تؤدي هذه التغييرات إلى زيادة الوزن، حتى لو لم نفعل أي شيء بشكل مختلف. يمكن أن يسهم حمل الوزن الزائد في ارتفاع ضغط الدم عن طريق زيادة المقاومة في الأوعية الدموية لدينا وجعل قلوبنا تضخ بقوة أكبر.
لحسن الحظ، يمكن التحكم في ارتفاع ضغط الدم من خلال تغيير نمط الحياة وكذلك الأدوية.
قد يوصي طبيبك أولا بمحاولة إدارة ضغط الدم دون الحاجة إلى تناول الأدوية عن طريق تحسين نظامك الغذائي واستهلاك كميات أقل من الملح.
وبعد الحصول على موافقة الطبيب، يمكنك أيضا البدء في برنامج تمرين. وتشمل التغييرات الأخرى التي يمكنك إجراؤها عدم التدخين والحصول على قسط كافٍ من النوم.
إذا كان نمط الحياة وحده لا يكفي لتنظيم ضغط الدم لديك، فقد يُنصح أيضا ببدء العلاج.
يعتمد نوع الدواء الذي يصفه طبيبك على صحتك ومدى ارتفاع ضغط الدم لديك. ففي بعض الأحيان، سيستغرق وقتا من التجربة والخطأ حتى العثور على ما يناسبك، وقد يكون من الضروري تناول أكثر من دواء واحد.
تشمل الأنواع الشائعة من أدوية ضغط الدم:
- مدرات البول
- مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE)
- حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين II (ARBs)
- حاصرات قنوات الكالسيوم
قد يختار طبيبك أنواعا أخرى من الأدوية إذا لم تكن فعالة.
قياس ضغط الدم
يقاس ضغط الدم باستخدام جهاز خاص، قد يكون يدويا مثل جهاز قياس الضغط الزئبقي، أو آليا كأجهزة قياس الضغط الإلكترونية. وبينما قد يكون الأول أدق، فإن الثاني أسهل من حيث الاستعمال.
يسجل الجهاز قراءتين، الأولى -وهي الأعلى- تمثل ضغط الدم الانقباضي، والثانية -وهي الأقل- تمثل الانبساطي. وتكتب القراءة على شكل كسر، البسط هو الانقباضي والمقام هو الانبساطي. فمثلا إذا كان الضغط الانقباضي 115 والانبساطي 75، فيكتب ضغط الدم لهذا لشخص على صورة 115/75.
أما وحدة القياس فهي المليمتر الزئبقي، وتعني أن الضغط الانقباضي مثلا مساو لارتفاع عمود من الزئبق طوله 115 مليمترا.
وتصنف جمعية القلب الأميركية قراءات ضغط الدم وفق الآتي:
- ضغط الدم الطبيعي: الانقباضي أقل من 120 والانبساطي أقل من 80.
- ما قبل المرضي: الانقباضي ما بين 120 و139 والانبساطي ما بين 80 و89.
- ارتفاع ضغط الدم في المرحلة الأولى: الانقباضي 140-159 والانبساطي 90-99.
- ارتفاع ضغط الدم في المرحلة الثانية: الانقباضي 160 أو أعلى، والانبساطي 100 أو أعلى.
- إذا كان ضغط الدم الانقباضي أعلى من 180 أو الانبساطي أعلى من 110 فهذا يعني أن المصاب يمر بنوبة “فرط ضغط”، ويجب عندها التوجه إلى عيادة الطوارئ فورا، لأن هذا الارتفاع يهدد حياة المريض. وفي الطوارئ سوف يقوم الطبيب بتخفيض ضغط دم المريض بسرعة، وقد يبقيه في المستشفى إلى حين السيطرة عليه.
من بين القراءتين العلوية والسفلية، يولي الأطباء اهتماما أكبر لضغط الدم الانقباضي (القراءة العلوية) كأحد عوامل الخطر الرئيسية للإصابة بالأمراض القلبية الوعائية لمن جاوزوا سن الـ50. ويرتفع الضغط الانقباضي عادة مع التقدم في العمر نتيجة فقدان الشرايين الكبيرة مرونتها، وتضيق الأوعية الدموية. ويرتبط ذلك بارتفاع احتمال الإصابة بأمراض القلب.