من علاجات الوزن مرورا بالعلاج الجيني إلى علاج ألزهايمر، هناك العديد من الإنجازات الطبية الواعدة في عام 2023 التي ستؤثر على الصحة والطب.
ونقدم في هذا التقرير أبرز الأحداث الطبية والصحية التي شهدها عام 2023:
كوفيد-19 لم يعد حالة صحية عالمية طارئة
مع اكتساب المزيد من الأشخاص مناعة ضد فيروس كوفيد-19، قررت منظمة الصحة العالمية، في 5 مايو/أيار، أن كوفيد-19 لم يعد يشكل حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقًا دوليا.
وساعدت التعزيزات المحدثة للقاحات الموجودة في تقليل عدد الحالات وحالات العلاج في المستشفيات والوفيات، وتمت الموافقة على لقاح جديد لكوفيد-19 من شركة نوفافاكس هذا العام.
أول علاج جيني قائم على تقنية كريسبر أصبح متاحا
وافقت السلطات الصحية الأميركية على أول علاج باستخدام مقص “كريسبر” (Crispr) الجزيئي، وهي تقنية للتحرير الجيني تمثل إنجازا كبيرا في الطب، يُتوقع في هذه الحالة أن تتيح تخفيف معاناة المصابين بمرض نادر في الدم. وجرت الموافقة على علاجين ضد هذا المرض الجيني الوراثي، فقر الدم المنجلي.
وبات كلا العلاجين، “كاسغيفي” Casgevy و”ليفجينيا” Lyfgenia، معتمدين من إدارة الغذاء والدواء الأميركية (إف دي إيه) للمرضى الذين تبلغ أعمارهم (12 عاما) فما فوق.
وأشاد الرئيس الأميركي جو بايدن بهذه التراخيص باعتبارها “إنجازا كبيرا”. وقال في بيان “إن هذا التقدم الطبي المهم يُعدّ واعدا جدا لتطوير علاجات أخرى”.
الموافقة على أول دواء يبطئ مرض ألزهايمر
وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية على أول دواء لمرض ألزهايمر يستهدف أحد الأسباب الكامنة وراء المرض.
ويعمل الدواء ليكيمبي Leqembi على إبطاء التدهور المعرفي للمرضى وتحديدا أولئك الذين لم يصلوا بعد إلى مراحل متقدمة من المرض.
ليكيمبي هو جسم مضاد وحيد النسيلة يعمل عن طريق استهداف لويحات الأميلويد في الدماغ التي تعد سمة مميزة لمرض الزهايمر. عندما تتجمع مستويات غير طبيعية من البروتين الموجود بشكل طبيعي، والذي يسمى بيتا أميلويد، معًا لتشكل لويحات لزجة في الدماغ، فإنها تؤدي إلى التهاب وتلف الاتصالات العصبية. يؤدي تراكم لويحات الأميلويد إلى فقدان الذاكرة والتفكير مما يسبب مرض الزهايمر.
تشير التجارب السريرية إلى أن الليكمبي يزيل لويحات الأميلويد من الدماغ، مما يبطئ تطور المرض.
علماء يعيدون الحياة إلى 13 فيروسا زومبيا في سيبيريا
اكتشف فريق من الباحثين الأوروبيين الذين ينقبون في التربة الصقيعية في سيبيريا 13 نوعا من فيروسات ما قبل التاريخ والتي كانت خاملة وأعادوا تنشيطها.
ويطلق على هذا النوع من الفيروسات مصطلح “فيروسات الزومبي” (Zombie Viruses)، وتشمل فيروسات كانت “نائمة” أو غير نشطة ومتجمدة في الجليد لعشرات الآلاف من السنين.
ومع ارتفاع درجات الحرارة بسبب التغييرات المناخية، فإن المزيد من الميكروبات التي لم تصادف البشر المعاصرين ستظهر على السطح.
10 دقائق فقط من الرياضة يوميا تقلل خطر الموت
توصلت دراسة واسعة إلى أن هناك رابطًا بين النشاط البدني وانخفاض احتمال وفاة الفرد، ولو اقتصرت هذه الحركة على بضع دقائق يوميا.
وأوضحت هذه الدراسة التي أوردتها مجلة “سبورتس ميديسين” (Sports Medicine) للطب الرياضي -ونقلتها وكالة الصحافة الفرنسية- أن “زيادة طفيفة” للحركة لدى الأشخاص غير النشطين كافية لتوفير “حماية كبيرة”.
المُحلي الصناعي الإريثريتول يرتبط بأمراض القلب والأوعية الدموية
توصلت دراسة إلى أن المحلي الصناعي “الإريثريتول” (erythritol)، الذي يعد أحد أكثر المحليات الصناعية استخداما، يرتبط بزيادة خطر أمراض القلب وتجلط الدم.
وأجرى الدراسة باحثون بقيادة الدكتور ستانلي إل هازن من ماركو من كليفلاند كلينك في الولايات المتحدة الأميركية، ونشرت في مجلة “نيتشر ميديسن” (Nature Medicine) .
وينتمي الإريثريتول إلى فئة من المركبات تسمى “كحول السكر”، ويوجد في الأطعمة المصنعة التي تستخدم في حمية “الكيتو”، وهي نظام غذائي يعتمد على الدهون بنسبة تتراوح ما بين 75% و80% كمصدر أساسي لطاقة الجسم بدلا من النشويات.
ويستخدم منتجو المواد الغذائية العديد من مركبات كحول السكر مثل “إكسيليتول” و”سوربيتول” و”مالتيتول”، وتعمل معظم هذه المواد مُحَلّيات منخفضة السعرات الحرارية في منتجات منخفضة السكر أو خالية منه، ونظرا لطريقة تنظيم هذه الجزيئات يمكنها تحفيز مستقبلات الطعم الحلو على اللسان.
تقييد السعرات الحرارية يبطئ الشيخوخة
كشف فريق دولي من الباحثين بقيادة مركز بتلر كولومبيا للشيخوخة في كلية ميلمان للصحة العامة بجامعة كولومبيا في الولايات المتحدة، أن تقييد السعرات الحرارية يمكن أن يبطئ وتيرة الشيخوخة لدى البالغين الأصحاء.
ووجد الباحثون أن تقليل ما يأخذه الشخص من السعرات الحرارية يؤدي إلى تباطؤ بنسبة 2% إلى 3% في وتيرة الشيخوخة، وهو ما يعادل انخفاضا بنسبة 10% إلى 15% في خطر الوفاة، وهو تأثير مشابه للإقلاع عن التدخين.
علماء يطورون وحدة تفكك الأفكار
طوّر علماء وحدة فك ترميز تتيح، من خلال تصوير الدماغ والذكاء الاصطناعي، ترجمة أفكار الشخص إلى لغة من دون التحدث.
ويكمن الهدف الرئيسي من “وحدة فك ترميز اللغة” هذه في مساعدة المرضى الذين فقدوا القدرة على التكلّم، على توصيل أفكارهم عبر الحاسوب.
وأشار الباحثون إلى أن أداتهم لا تعمل إلا بعد تدريب الدماغ من خلال تمضية ساعات طويلة في جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي.
دراسة تؤكد فعالية مونجارو في إنقاص الوزن
نشرت شركة الأدوية الأميركية “إلاي ليلي” (Eli Lilly) نتائج تجربة سريرية جديدة تؤكد أن دواءها “تيرزيباتيد” (Tirzepatide) الذي يباع تحت الاسم التجاري مونجارو (Mounjaro) يساعد في إنقاص الوزن.
ويُعطى الدواء مرة واحدة في الأسبوع في شكل حقنة، وخسر الأشخاص الذين تلقوا أعلى جرعة من الدواء معدّل 15.6 كيلوغرامًا على مدى عام ونصف عام تقريبًا (72 أسبوعًا).
حمية تعالج السكري لمدة 5 سنوات
توصلت دراسة إلى أن تناول حساء يحتوي على 800 سعر حراري في اليوم ونظام غذائي يركز على الطعام المخفوق، يمكن أن يعكس داء السكري من النوع الثاني لمدة 5 سنوات على الأقل.
وأظهرت البيانات المأخوذة من التجربة السريرية أن أكثر من واحد من كل 10 أشخاص تم تشخيصهم بالسكري، ظلوا في حالة “هدوء” (remission) من مرض السكري بعد 5 سنوات، بعدما فقدوا أول 6 أرطال (8.9 كيلوغرامات) في المتوسط.
ولم يعد هؤلاء الأشخاص بحاجة إلى تناول الأدوية للتحكم في مستويات السكر بالدم، ووصفوا التجربة بأنها “تغير الحياة”.
المشي 8 آلاف خطوة مرة أو مرتين أسبوعيا يقلل خطر الموت المبكر
قالت دراسة إن المشي 8 آلاف خطوة أو ما يعادل نحو 6.4 كيلومترات مرة أو مرتين في الأسبوع، يسهم في الحد بدرجة كبيرة من خطر الموت المبكر.
ومن المعروف أساساً أن ممارسة النشاط البدني المنتظم يقلل من خطر الوفاة، لكن الدراسة المنشورة في مجلة “غاما نتوورك أوبن” تتناول الفوائد الصحية للمشي القوي لبضعة أيام فقط في الأسبوع.
وتبيّن للباحثين أن الأشخاص الذين يمشون 8 آلاف خطوة أو أكثر مرة أو مرتين في الأسبوع، أقل عرضة للوفاة بنسبة 14.9% خلال فترة 10 سنوات من أولئك الذين لا يمشون هذا القدر.
أما أولئك الذين يمشون مثل هذه المسافات الطويلة 3 إلى 7 مرات في الأسبوع، فهم عرضة للوفاة بدرجة أقل بنسبة 16.5%.
منظمة الصحة العالمية: محلي أسبارتام “من المحتمل أن يكون مسرطِنا للبشر”
اعتبرت منظمة الصحة العالمية أن “أسبارتام” (Aspartame) -مُحَلٍ صناعي غير سكريّ يُستخدم في المشروبات الغازيّة- “من المحتمل أن يكون مسرطِنا للبشر”، دون أن تغيّر مقدار الجرعة اليومية الآمنة.
وأسبارتام هو مُحلّ اصطناعي (كيميائي) لا قيمة غذائية له يُستخدم على نطاق واسع في مختلف منتجات الأغذية والمشروبات منذ ثمانينيات القرن العشرين، ومنها مشروبات الحمية والعلكة والجيلاتين والمُثَلّجات ومنتجات الألبان وحبوب الإفطار ومعجون الأسنان والأدوية مثل قرص السُّعال والفيتامينات القابلة للمضغ.
وقال مدير إدارة التغذية وسلامة الأغذية في المنظمة الدكتور فرانشيسكو برانكا خلال عرضه نتائج دراستين مخصصتين لتقويم هذا المُحلّي الاصطناعي، في يوليو/تموز 2023، “لا ننصح الشركات بسحب منتجاتها، ولا ننصح المستهلكين بالتوقف تمامًا عن استهلاكهم”.
دراسة تكشف فوائد لعقار ويغوفي لإنقاص الوزن
قالت شركة نوفو نورديسك إن دراسة كبيرة أظهرت أن عقارها “ويغوفي” لعلاج السمنة له فائدة طبية واضحة بالإضافة إلى إنقاص الوزن.
وذكرت الشركة الدانماركية -في بيان- أن الحقن الأسبوعي بالعقار قلل خطر حدوث إصابة خطيرة متعلقة بالقلب والأوعية الدموية، مثل السكتة الدماغية، بنسبة 20% لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة ولديهم تاريخ من أمراض القلب.
وشملت الدراسة -التي أطلق عليها اسم “سيليكت”- 17 ألفا و500 مريض، أعمارهم 45 عاما أو أكثر، ليس لديهم تاريخ من الإصابة بمرض السكري. وبدأت الدراسة منذ ما يقرب من 5 سنوات لتختبر ما إذا كانت للحقن الأسبوعي فائدة طبية.
وقال مارتن هولست لانغ نائب الرئيس التنفيذي للتطوير في شركة نوفو نورديسك -في بيان- إن نتائج التجربة المهمة تظهر أن ويغوفي “لديه القدرة على تغيير طريقة التعامل مع السمنة ومعالجتها”.
أدوية إنقاص الوزن مثل أوزمبيك تزيد خطر مشاكل الجهاز الهضمي
حذر باحثون من أن أدوية لإنقاص الوزن التي أصبحت شائعة جدا على غرار “أوزمبيك” تزيد من خطر الإصابة بمشاكل في الجهاز الهضمي.
ومع أن هذه الآثار الجانبية نادرة، وتجب مقارنتها بالمشاكل الصحية الناجمة عن البدانة التي يمكن تجنبها بإنقاص الوزن، يشدّد الخبراء على أن هذه النتائج تُظهر ضرورة وصف هذه الأدوية لمرضى يمكن أن يستفيدوا منها فعلياً، على أن يكونوا مطلعين على مخاطرها، ويأخذوها بإشراف متخصصين في مجال الصحة.
وتوقع بيان صادر عن جامعة بريتيش كولومبيا الكندية -التي أجرى باحثوها هذه الدراسة- أن يعاني مئات الآلاف من هذه المشكلات في الجهاز الهضمي، بسبب استخدام ملايين الأشخاص هذه الأدوية في كل أنحاء العالم.
ودرس الباحثون جزيء سيماغلوتايد المستخدم في دواءَي “أوزمبيك” و”ويغوفي” الرائجين، بالإضافة إلى ليراغلوتايد الذي يقوم عليه عقار “سكسندا”، وكلها من إنتاج شركة “نوفو نورديسك”.
وأظهرت النتائج أن المرضى الذين عولجوا باستخدام سيماغلوتايد أو ليراغلوتايد أكثر عرضة بنحو 9 أضعاف لخطر الإصابة بالتهاب البنكرياس، وبما يفوق 4 أضعاف لخطر الإصابة بانسداد الأمعاء.
أما في ما يتعلق بخزل المعدة -وهو اضطراب في الجهاز الهضمي يحد من مرور الطعام ويمكن أن يسبب الغثيان والقيء والألم- فتبيّن أن الخطر أعلى بأكثر من 3 مرات.
كوب واحد من الشاي الداكن يقلل خطر السكري
توصلت دراسة إلى أن شرب كوب من الشاي الداكن (dark tea) يوميا يمكن أن يساعد في التحكم في نسبة السكر بالدم، وتقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 47%.
وأجرى الدراسة باحثون من جامعة أديلايد في أستراليا وجامعة جنوب شرق الصين.
وارتبط استهلاك الشاي الداكن بانخفاض خطر الإصابة بما قبل السكري (Prediabetes) -أو ما يسمى “مقدمات السكري”- بنسبة 53%، وانخفاض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 47%.
نوع من بكتيريا الأمعاء تقلل مقاومة الإنسولين وتحمي من السكري
توصلت دراسة إلى أن أحد أنواع بكتيريا الأمعاء تلعب دورا في تقليل مقاومة الإنسولين، وبالتالي الحماية من السكري من النوع الثاني.
وبكتيريا الأمعاء هي مجموعات من البكتيريا (gut microbiota) تعيش في الأمعاء، تشمل أنواعا متعددة، ويؤثر وجودها وتوازنها على صحة الشخص.
تقليل السعرات الحرارية أفضل من الصيام المتقطع في إنقاص الوزن
توصلت دراسة نشرت في مجلة جمعية القلب الأميركية إلى أن تقليل السعرات الحرارية أفضل من الصيام المتقطع في إنقاص الوزن.
وأجرى الدراسة باحثون بقيادة ويندي إل بينيت، الأستاذ المساعد في كلية الطب بجامعة “جونز هوبكنز” في بالتيمور، واستمرت على مدى 6 سنوات.
ووجد الباحثون أن تواتر الوجبات وحجمها كان عاملا أقوى لفقدان الوزن أو زيادته مقارنة بالوقت بين الوجبة الأولى والأخيرة.
قيّمت الدراسة العلاقة بين الوقت من الوجبة الأولى إلى الوجبة الأخيرة مع تغير الوزن. وتم تسجيل ما يقرب من 550 بالغا (18 عاما أو أكثر) من 3 أنظمة صحية في ماريلاند وبنسلفانيا مع سجلات صحية إلكترونية في الدراسة.
علماء يعيدون البصر لفئران
نجح باحثون بالولايات المتحدة في إعادة البصر لفئران مسنة مصابة بالعمى، كما قاموا بتطوير أدمغة أكثر شبابا لدى الفئران وأنسجة عضلية وكلى أكثر صحة. ويعتقد الباحثون أنه يمكن عكس مسار الشيخوخة في الفئران، ويهدفون لمحاولة تطبيق ذلك على البشر.
وأجرى الدراسة باحثون بقيادة ديفيد سينكلير، أستاذ علم الوراثة في معهد بلافاتنيك بكلية الطب بجامعة هارفارد، ونشرت في مجلة سيل (Cell).
وقال سينكلير إن التجارب تظهر أن الشيخوخة عملية قابلة للعكس، ويمكن دفعها “للأمام والخلف حسب الرغبة”. وأضاف أن أجسادنا تحتوي على نسخة احتياطية من شبابنا يمكن تحفيزها على التجدد.