عمان – في بعض الأحيان تحدث آلام في مفصل الرسغ، وقد تصبح شديدة، فما أسبابها؟ وما علاجها؟ وما دور العلاج الطبيعي فيها؟ وكيف يمكن الوقاية منها؟
يوضح اختصاصي جراحة العظام والمفاصل الدكتور مظفر الجلامدة، في تصريحات للجزيرة نت، أن الرسغ يتكون من عدة مفاصل وعدد من العظام وعدد أكبر من الأربطة والعضلات والأوتار، بالإضافة إلى الأعصاب والشرايين التي تعبر من خلاله، لذلك تكون مصادر الألم مختلفة، مما يجعل التشخيص بحاجة إلى تقييم جيد وفحص دقيق من قبل طبيب جراحة العظام.
ما أسباب آلام الرسغ؟
يشير الدكتور الجلامدة إلى أن هناك أسبابا مختلفة لآلام الرسغ، منها:
1- متلازمة النفق الرسغي
تعد متلازمة النفق الرسغي، وفق الجلامدة، من المشكلات الصحية المتزايدة في وقتنا الحالي التي تسبب آلام الرسغ، بسبب طبيعة استخدام الأجهزة والتكنولوجيا الحديثة، فكثرة الحركة على الرسغ قد تؤدي إلى الضغط على العصب الأوسط في الرسغ، مما يسبب الشعور بالألم والخدر وضعفا في اليد وفي قبضتها، وذلك بسبب الضمور في عضلات قاعده الإبهام.
وأضاف الجلامدة أن مخاطر الإصابة بمتلازمة النفق الرسغي تزداد لدى الأشخاص الذين يعانون من بعض الأمراض، مثل السكري والسمنة وقصور الغدة الدرقية وكسور المرفق، كما ترتبط بالأعمال المتكررة مثل كثرة الكتابة أو تحريك اليد باستمرار.
وبالنسبة للتشخيص يكون من خلال الفحص السريري، بالإضافة إلى تخطيط العصب الأوسط. وبالنسبة للعلاج فقد يكون بسيطا بالراحة، أو يتطلب الجراحة لتحرير العصب عندما تكون درجة الضغط عالية.
2- التهاب المفاصل العظمي (الفصال العظمي Osteoarthritis)
يبيّن الدكتور الجلامدة أن التهاب المفاصل العظمي يحدث عندما يتآكل الغضروف الذي يحمي العظام، ويمكن أن يؤثر على عدة مفاصل بما فيها منطقة المعصم، وغالبا ما يحدث عند الأشخاص في مراحل متقدمة من العمر، أو نتيجة وجود تاريخ عائلي لهذه الحالة.
3- التهاب المفاصل الروماتويدي
يشير الجلامدة إلى أن التهاب المفاصل الروماتويدي يعد من أمراض المناعة الذاتية، التي يمكن أن تؤثر على الرسغ، حيث يتم تفتيت الأنسجة السليمة بواسطة جهاز المناعة في الجسم.
4- الاستخدام المتكرر لليد
يرى الجلامدة أن بعض الأعمال تتطلب الاستخدام المتكرر لليد، مثل الكتابة على الحاسوب أو الحياكة أو رفع أشياء ثقيلة باستمرار، مما يسبب الشعور بألم في المعصم نتيجة الضغط على الأعصاب المحيطة به.
وينوه الدكتور الجلامدة إلى أنه يمكن أن يحدث التهاب الأوتار في المعصم نتيجة تهيج والتهاب أوتار الرسغ، وعادةً ما ترتبط هذه المشكلة بالحركات المتكررة التي تعتمد على المعصم، ومن أمثلتها الشائعة التهاب “وتر دي كيرفان”، وهو ما يطلق عليه اسم متلازمة دي كيرفان.
وتابع أنه في هذه الحالة تصاب الأوتار بالتهابات وانتفاخات نتيجة حدوث إصابة في هذه المنطقة أو الإفراط في استخدامها وتحريكها، مما يؤدي للشعور بالألم والتورم والضعف في المعصم والساعد كذلك.
علاج آلام الرسغ
يؤكد الدكتور الجلامدة أن العلاجات الخاصة بمشكلات الرسغ تختلف بشكل كبير بناءً على نوع الإصابة وموقعها وشدتها، وكذلك بناء على العمر، فهناك بعض الحالات تحتاج إلى الراحة لتخفيف الألم، إن كان ناتجا عن إصابة بسيطة، أما إذا كانت هناك مشكلة في العظام أو الأعصاب، فيمكن أن يصف الطبيب بعض الأدوية أو الحقن لتهدئة الالتهابات وعلاج المشكلة، كما تحتاج بعض الحالات إلى تدخل جراحي مثل متلازمة النفق الرسغي، أو وضع الجبص.
ففي حالة متلازمة النفق الرسغي، وإذا كانت أعراض المريض شديدة، فقد يحتاج الطبيب إلى عملية فتح الرباط الذي يشكل سقف النفق لتخفيف الضغط على العصب. كما أن الجراحة ضرورية أحيانا لإصلاح الأوتار أو الأربطة الممزقة.
الوقاية من آلام الرسغ
ينصح الدكتور الجلامدة من أجل الوقاية من ألم الرسغ بالحفاظ على الرسغ في وضع مريح، حيث لا يجب رفع اليد طوال الوقت، بل أن تكون في وضعيتها الطبيعية في حالة عدم استخدامها، بالإضافة إلى الاستخدام المريح لوسائل التكنولوجيا من هواتف متنقلة وأجهزتها المحمولة، كذلك عدم النوم على اليد، فكثير من الأشخاص يميلون للنوم على البطن واليد، مما يسبب ضغطا على منطقة المعصم وإصابتها بالتهابات وآلام.
كما نصح بعدم الإفراط في استخدام اليد، لأن عظام اليد والمعصم تحتاج للراحة، ولذلك يجب عدم استخدامها لفترات طويلة في العمل، أو أي أنشطة أخرى، وأخذ فترات راحة منتظمة، وضرورة تعلم استخدام اليد بشكل صحيح، فأثناء الكتابة على لوحة المفاتيح، يجب أن تكون اليد والمعصم مدعومة من أسفل.
العلاج الطبيعي
يؤكد أخصائي الطب الطبيعي والتأهيل الدكتور طارق الخطيب أن طب التأهيل يهدف إلى تحسين واستعادة وظائف الجسم وتقليل الألم، وفي حالة آلام الرسغ، يمكن لأخصائي طب التأهيل تقييم الحالة وتشخيصها، وبناء عليه يقدّم برامج علاج تأهيلية.
وأضاف في تصريحات للجزيرة نت، أن هذه البرامج تتضمن تمارين تقوية وتحسين مرونة المعصم، بالإضافة إلى تقنيات العلاج الطبيعي والوظيفي، والتدريب على استخدام الرسغ بشكل صحيح.
ويبيّن الخطيب أن مدة العلاج التأهيلي في حالات إصابة الرسغ تعتمد على خطورة الإصابة واستجابة المريض للعلاج، فقد يستغرق الأمر بضعة أسابيع إلى عدة أشهر، حيث يشمل برنامج العلاج تقوية العضلات، وتحسين التوازن والمرونة، والتدريب على التقنيات الصحيحة لاستخدام الرسغ.
وأشار إلى أنه يجب تنفيذ العلاج بانتظام، وضرورة وجود التزام من المريض بتوجيهات الأخصائي لتحقيق أفضل نتائج.