يبلّغ العديد من الأشخاص -الذين شهدوا تفجيرات قنابل أو القصف بالصواريخ- عن فقدان للسمع، فكيف يحدث ذلك؟ وكيف تؤثر أصوات الانفجارات على صحة الأذن؟
يعاني بعض من يكونون قريبين من مكان تفجير ما يمكن وصفه بفقدان السمع “المفاجئ” ويخبرون من يحاول التحدث إليهم “لقد فقدت سمعي” أو “ما زلت لا أستطيع سماع أي شيء على الإطلاق”.
وتعد الإصابات السمعية من بين الإصابات الأكثر شيوعًا الناتجة عن التعرض للانفجارات. ومع ذلك، قد لا ينتبه لها. وتؤثر فئة وكمية المتفجرات على نوع وتوزيع الإصابات الناتجة عن التفجير.
وتنتقل موجة الانفجار بسرعة أكبر من سرعة الصوت، وتنتشر في كل الاتجاهات من موقع الانفجار. ومع زيادة المسافة من مركز الزلزال، تفقد موجة الانفجار طاقتها وتتباطأ، لتصبح موجة صوتية.
وخلف موجة الانفجار تأتي موجة ضغط سلبي، ثم المرحلة الأخيرة هي ما يعرف باسم “الريح القوية”.
وتؤدي الكمية الأكبر من المتفجرات المنفجرة إلى زيادة المسافة التي تنقلها موجة الانفجار من مركز التفجير والضرر الذي تسببه الموجة الصوتية إلى ما هو أبعد من ذلك نصف القطر، مما يؤدي على الأرجح إلى زيادة خطر فقدان السمع الدائم.
وإذا حدث الانفجار داخل مساحة محصورة، فإن انعكاسات موجة الانفجار يمكن أن تزيد من التأثير.
وهناك العديد من العوامل الأخرى من شأنها أن تحدد الأضرار على السمع مثل وجود أي حواجز، وما إذا كان الفرد داخل مبنى أو بالخارج أو في مركبة وحتى اتجاه جسم الشخص ورأسه بالنسبة لموقع الانفجار.
وعند حدوث تفجير فإن التجاويف المملوءة بالهواء، وخاصة الرئتين والأذن الوسطى والأمعاء، هي الأكثر عرضة للتلف. وعادةً ما يكون ثقب غشاء الطبلة أكثر إصابات الانفجار شيوعًا.
ويعتبر وجود ثقب في غشاء الطبلة علامة على التعرض لانفجار، ولكن غيابه لا يمنع وجود إصابة خطيرة نتيجة انفجار.
آثار الانفجار على السمع
يمكن أن تشمل تأثيرات التعرض للانفجار على الجهاز السمعي والأذن التالي:
- ضعف السمع
- طنين الأذن
- ثقب غشاء الطبلة
- تلف في عظيمات الأذن الوسطى
- إتلاف القوقعة
- يمكن أن تؤدي موجة الانفجار إلى إصابة الأذن الداخلية دون الإضرار بالأذن الوسطى، مما قد يؤدي إلى فقدان السمع الدائم.
- يؤدي الضغط الانفجاري الذي يؤثر على الأذن إلى فقدان السمع الحسي العصبي (أي مرتبط بالأعصاب) وهو أمر غير قابل للعلاج.
علاج مضاعفات التفجير على السمع
إذا وجدت نفسك معرضًا لانفجار مروع، فيجب عليك استشارة طبيب الأنف والأذن والحنجرة على الفور.
ويمكن أن يحدث شكل من أشكال الصدمة في أي مكان بالأذن الخارجية أو الوسطى أو الداخلية أو حتى الثلاثة. معظم الأضرار التي تلحق بالأذن الخارجية لن تؤثر على سمع الشخص.
ويعتبر علاج ثقب غشاء الطبلة الناجم عن التعرض للانفجار هو أكثر صعوبة من العلاج الناجم عن مسببات أخرى.
وغالبًا ما تكون الجراحة خيارا لأولئك الذين يعانون من فقدان السمع الناجم عن تلف الأذن الوسطى. ويمكن استعادة السمع كليًا أو جزئيًا بعد الجراحة.
وبالمقابل فإن المعينات السمعية (أجهزة السمع) تكون ضرورية عادةً بعد تلف الأذن الداخلية.
وإذا وجد أن فقدان السمع دائم وأن التدخل الطبي ليس خيارًا أو أنه غير ناجح، فيمكن لأخصائي السمع أن يوصي باستخدام أدوات مساعدة للسمع، كما يمكن المساعدة في إدارة الأعراض الأخرى التي تحدث نتيجة التعرض للانفجار مثل طنين الأذن أو الدوخة.
إصابات أخرى
إصابة أخرى شائعة نتيجة الانفجار هي الارتجاج. قد لا تظهر أي علامات واضحة لإصابة الرأس بالارتجاج، ولكن موجة الضغط الشديدة قد تتسبب في تحرك الدماغ داخل الجمجمة، مما يؤدي إلى إصابة دماغية رضحية تتراوح بين خفيفة وشديدة.
وتشمل الإصابات أيضا الجروح النافذة أو الصدمات الناجمة عن الحطام المتطاير، والحروق وإصابات السحق والأمراض الرئوية الناجمة عن استنشاق الغبار أو الدخان أو المواد الكيميائية.