فائدة مذهلة لعصير الملفوف الأحمر لعلاج التهاب الأمعاء ومرض كرون والتهاب القولون التقرحي

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 6 دقيقة للقراءة

اكتشف فريق من الباحثين في أميركا كيف يمكن لعصير الملفوف الأحمر أن يخفف من الحالات الصحية الهضمية المرتبطة بالالتهاب، مثل مرض التهاب الأمعاء (IBD)، مما يوفر الأمل للملايين الذين يعانون أمراض التهاب الأمعاء، ومن بين ذلك مرض كرون والتهاب القولون التقرحي.

وأجرى الدراسة باحثون في جامعة ميسوري-كولومبيا في الولايات المتحدة، بقيادة ساتيانارايانا راشاجاني، الأستاذ المشارك في قسم الطب والجراحة البيطرية. وأجريت على الفئران، ونشرت في المجلة الدولية للعلوم الجزيئية، وكتب عنها موقع يوريك ألرت.

وفي مرض التهاب الأمعاء (IBD)، يحدث التهاب مزمن في الجهاز الهضمي. وتشمل الأعراض الأولية آلام البطن الحادة، وفقدان الوزن، وفقر الدم والإسهال. في الحالات القصوى، يمكن أن يزيد مرض التهاب الأمعاء من خطر الوفاة إذا تُرك من دون علاج.

المركبات النشطة بيولوجيا

ووجد فريق راشاجاني أن عصير الملفوف الأحمر يحتوي على مجموعة متنوعة من المركبات النشطة بيولوجيا التي تعمل على تحسين صحة الأمعاء وتخفيف أعراض مرض التهاب الأمعاء لدى الفئران.

وقال راشاجاني إن “عصير الملفوف الأحمر يغيّر تكوين الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء عن طريق زيادة وفرة البكتيريا الجيدة، مما يؤدي إلى زيادة إنتاج الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة وغيرها من المستقلبات المشتقة من البكتيريا التي تخفف الالتهاب”.

وأضاف أن “هذه التغييرات في الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء ترتبط بتحسين وظيفة حاجز الأمعاء (الحاجز بين الأمعاء والأوعية الدموية التي تنقل المغذيات منه إلى مجرى الدم والجسم)، وتعزيز إصلاح القولون والتأثيرات المضادة للأكسدة، مما يؤدي في النهاية إلى تخفيف تلف الأمعاء والتهاب القولون”.

تستخدم الفئران على نطاق واسع لدراسة مرض التهاب الأمعاء، لأن التهاب القولون في الفئران يشبه إلى حد كبير التهاب القولون التقرحي البشري. ونتيجة لذلك، توفر النتائج رؤى قيمة محتملة حول فوائد عصير الملفوف الأحمر لدى البشر المصابين بالتهاب القولون وأعراض أخرى من مرض التهاب الأمعاء.

وقال الباحث المشارك ناجابهيشيك سيربو ناتيش إن العلاج بعصير الملفوف الأحمر يزيد من بكتيريا الأمعاء الجيدة، مما يؤدي بدوره إلى تحفيز مستقبل مضاد للالتهابات في قولون الفئران.

علاوة على ذلك، فإن عصير الملفوف الأحمر يعزز الخلايا التائية التنظيمية (نوع من الخلايا المناعية)، مما يعزز التوازن المناعي المضاد للالتهابات، مما يقلل من التهاب القولون.

النهج الدوائي الأساسي الحالي لعلاج مرض التهاب الأمعاء هو الأجسام المضادة وحيدة النسيلة التي تعالج الالتهاب. ومع ذلك، يجد معظم المرضى أن هذا العلاج يفقد فعاليته مع مرور الوقت. ونتيجة لذلك، يبحث الباحثون بشكل متزايد عن حلول تعالج الآلية الجزيئية في الأمعاء التي تسبب مرض التهاب الأمعاء في المقام الأول.

وقال راشاجاني إن “هذه النتائج تقدم رؤى جديدة عن الآليات الكامنة وراء الفعالية العلاجية لعصير الملفوف الأحمر في تحسين مرض التهاب الأمعاء”.

وأضاف أن “قدرتها على تعديل الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء، وتنشيط المسارات المضادة للالتهابات وتعزيز تنظيم المناعة تؤكد إمكاناتها بوصفها عاملا علاجيا قيما لمرض التهاب الأمعاء والاضطرابات الالتهابية ذات الصلة”.

لا تعمل المركبات النشطة بيولوجيا على تعزيز نمو بكتيريا الأمعاء الجيدة فحسب، بل يعد عصير الملفوف الأحمر أيضا مصدرا ممتازا للألياف الغذائية، مما يزيد من تعزيز إمكاناته لصحة الأمعاء.

مزيد من المعلومات عن مرض كرون

داء كرون هو مرض مزمن يؤدي إلى التهاب في بطانة الجهاز الهضمي. وقد يؤثر الالتهاب على أي جزء من الجهاز الهضمي، بدءا من الفم وحتى القولون، وفقا لخدمات الصحة الوطنية في المملكة المتحدة.

ومع ذلك فإن التأثير الأكثر شيوعا لمرض كرون يكون في القسم الأخير من الأمعاء الدقيقة والأمعاء الغليظة “القولون”.

من غير المعروف تحديدا أسباب مرض كرون، ولكن يعتقد أن هناك عوامل تلعب دورا مثل:

أعراض داء كرون

  • إسهال.
  • مغص.
  • تعب.
  • فقدان وزن غير مبرر.
  • ظهور دم ومخاط في البراز.
  • بمرور الوقت يمكن أن يؤدي الالتهاب إلى تلف أجزاء من الجهاز الهضمي، مما قد يؤدي إلى مضاعفات مثل تضيق الأمعاء أو تشكل قناة بين نهاية الأمعاء والجلد بالقرب من الشرج أو المهبل (ناسور). وهذه المشاكل تتطلب عادة العلاج الجراحي.

ولا يوجد حاليا علاج شاف لمرض كرون، ويهدف العلاج لوقف العملية الالتهابية وتخفيف الأعراض. وفي بعض الحالات قد تكون هناك حاجة لعملية جراحية لإزالة الجزء الملتهب من الأمعاء.

التهاب القولون التقرحي هو مرض مزمن يحدث فيه التهاب في الأمعاء الغليظة (القولون) والمستقيم (الجزء الأخير من الأمعاء والذي يتم تخزين البراز فيه قبل تفريغه). وفي المرض تتطور تقرحات صغيرة في بطانة القولون، ويمكن أن تنزف وتفرز القيح، وفقا لخدمات الصحة الوطنية في المملكة المتحدة.

والتهاب القولون التقرحي هو نوع من أمراض المناعة الذاتية، وفيه يهاجم جهاز المناعة أنسجة الجسم.

ويعتقد أنه خلال المرض يتعرف جهاز المناعة بشكل خاطئ على البكتيريا غير المضرة في الأمعاء على أنها مصدر خطر، ومن ثم يهاجم أنسجة القولون، مما يؤدي لالتهابها.

وغير معروف تحديدا ما الذي يسبب مهاجمة جهاز المناعة أنسجة القولون، لكن يعتقد أنه مزيج من العوامل الجينية والبيئية.

أعراض التهاب القولون التقرحي

  • إسهال متكرر، قد يحتوي على الدم أو المخاط أو القيح.
  • مغص.
  • الحاجة للذهاب للحمام والتبرز بشكل متكرر.
  • تعب.
  • فقدان الشهية.
  • فقدان الوزن.

وقد تختفي أعراض المرض أو تكون خفيفة لأسابيع عدة أو أشهر فيما يسمى “تراجع الأعراض” (remission) تليها مدد تشتد فيها الأعراض وتعرف باسم “مرحلة عودة الأعراض” (flare-ups)، وخلالها قد تظهر على الشخص أعراض إضافية مثل:

  • التهاب المفاصل.
  • تقرحات في الفم.
  • احمرار وألم في مناطق بالجلد.
  • احمرار العين.
  • في الحالات الحادة قد يحتاج الشخص إلى تفريغ الأمعاء لـ6 مرات أو أكثر في اليوم، وقد يصاحب ذلك ضيق في التنفس وتسارع ضربات القلب أو عدم انتظامها وحمى.
  • ويمكن أن يظهر المرض في أي عمر، ولكن عادة يتم تشخيصه خلال عمر 15 إلى 25 عاما.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *