علماء يكشفون ألزهايمر عبر اختبار دم بسيط

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

توصلت دراسة حديثة إلى اختبار سهل باستخدام الدم للكشف عن ألزهايمر، مما قد يؤدي إلى إجراء فحص ومراقبة لمن يشتبه بإصابتهم على نطاق أوسع وأسهل.

مع تقدم سكان العالم في السن، يستعد خبراء الصحة لارتفاع معدلات الأمراض المرتبطة بالعمر، بما في ذلك مرض ألزهايمر. وأصبح العثور على طرق جديدة لتشخيص الحالة أولوية أكثر من أي وقت مضى، نظرًا لأن العلاجات الجديدة تعمل بشكل أفضل في وقت مبكر من مسار المرض، وفقا لتقرير في التايم.

لكن في الوقت الحالي، تعد الطريقتان الأساسيتان لتشخيص مرض ألزهايمر – التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني أو البزل القطني- إما مكلفة للغاية أو غير ملائمة بالنسبة لمعظم الناس، مما يترك الكثير من الحالات دون تشخيص.

والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET) هو اختبار تصوير يستخدم المواد المشعة لتشخيص مجموعة متنوعة من الأمراض. يستخدمه الأطباء للعثور على الأورام وتشخيص أمراض القلب واضطرابات الدماغ وغيرها من الحالات. ويستخدم الاختبار مادة كيميائية مشعة آمنة قابلة للحقن تسمى المتتبع الإشعاعي وجهازا يسمى الماسح الضوئي، وفقا لكليفلاند كلينيك.

المتتبع الإشعاعي

يكتشف الماسح الضوئي الخلايا المريضة التي تمتص كميات كبيرة من المتتبع الإشعاعي، مما يشير إلى وجود مشكلة صحية محتملة.

وفي تقنية البزل القطني يقوم مقدم الرعاية الصحية بإدخال إبرة مجوفة في المساحة المحيطة بالعمود الفقري (الفضاء تحت العنكبوتية) في أسفل الظهر لسحب بعض السائل النخاعي (CSF) وفحصه أو حقن الدواء، وفقا لجامعة جونز هوبكنز.

في دراسة نشرت في مجلة جاما نيورولوجي  (JAMA Neurology)، أفاد الباحثون عن اختبار واعد وسهل باستخدام الدم، مما قد يؤدي إلى إجراء فحص ومراقبة على نطاق أوسع.

وعمل الباحثون في جامعة غوتنبرغ في السويد مع شركة “ألز باث” (ALZPath)، وهي الشركة التي طورت اختبار ألزهايمر المعتمد على الدم والمستخدم في الدراسات البحثية.

وقام الباحثون بالتحليل عبر إجراء التصوير المقطعي أو البزل القطني أو أخذ عينات الدم من حوالي 800 شخص في 3 مجموعات مختلفة من المرضى في الولايات المتحدة وكندا وإسبانيا، ووجدوا أن اختبار الدم كان عالي الدقة في الكشف عن ألزهايمر.

وقال نيكولاس أشتون، الأستاذ المساعد في الكيمياء العصبية بجامعة غوتنبرغ والمؤلف الرئيسي للدراسة: “لقد كان أداء اختبار الدم ممتازًا، إذ كان دقيقًا بنسبة 95% تقريبًا”.

يقيس الاختبار مادة تسمى تاو المفسفرة (phosphorylated tau)، وهو بروتين ظهر كمؤشر قوي لمرض ألزهايمر. وتميل مستويات تاو المفسفرة إلى الارتفاع عندما تبدأ كتل بروتين الأميلويد، وهي السمة المميزة لمرض ألزهايمر، في التشكل بالدماغ، وغالبًا ما يكون ذلك قبل سنوات من ظهور أعراض فقدان الذاكرة والتدهور المعرفي.

يقول أشتون إن الأطباء في السويد بدؤوا في دمج اختبار الدم في برنامج شامل لتشخيص وإدارة مرض ألزهايمر. لقد بدؤوا في إجراء دراسة وجمع عينات الدم لتحديد نسبة المرضى.

وأضاف “نأمل أن يتمكن كل من يشتبه في إصابته بالخرف من الوصول إلى هذا الاختبار، الذي يكشف عن الأمراض الكامنة وراء ما قد يسبب أعراضه”.

علاجات جديدة

إذا كان الأشخاص مصابين بمرض ألزهايمر، فقد يصبح اختبار الدم أيضًا أداة لتحديد المرضى الذين يمكن أن يستفيدوا من العلاجات الجديدة المضادة للأميلويد، مثل ليكانيماب (lecanemab)، بالإضافة إلى مساعدة الأطباء في مراقبة مدى استجابتهم للدواء.

من أجل التأهل للحصول على الدواء في الولايات المتحدة، يحتاج المرضى إلى إثبات أن الأميلويد موجود لديهم في الدماغ، ويمكن أن يكون اختبار الدم البسيط وسيلة للتعرف بسرعة على أولئك الذين قد يستفيدون منه. يقول أشتون: “بدلاً من انتظار اختبار البزل القطني أو التصوير المقطعي يمكن لأي شخص يشتبه في إصابته بالخرف أن يخضع على الأقل لفحص الدم لمعرفة ما إذا كان مؤهلاً للحصول على الدواء الآن”.

في الوقت الحالي، يتوفر اختبار “ألز باث” فقط للعلماء لشرائه للدراسات البحثية من خلال مختبرات شريكة مختارة. ولكن في وقت لاحق من هذا الشهر، سيتمكن الأطباء في الولايات المتحدة من طلب الاختبار لاستخدامه مع المرضى.

ويتوقع أندرياس جيرومين، كبير المسؤولين العلميين في شركة “ألز باث”، أنه خلال العامين أو الثلاثة أعوام المقبلة، يمكن للمختبرات الكبيرة والمختبرات الإقليمية أن تتمكن من البدء في استخدامه.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *