سوء التغذية يهددك بالمرض.. كيف تحمي نفسك منه؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 6 دقيقة للقراءة

عمّان- يعد تأثير سوء التغذية كبيرا على الإنسان لما ينتج عنه من تدهور في الصحة العامة والإصابة بأمراض متعددة، فما سوء التغذية والأمراض الناجمة عنه وكيفية علاجه؟

ما سوء التغذية؟

يوضح أخصائي الأمراض الباطنية الدكتور فراس الطراونة بأن سوء التغذية ينتج إما عن زيادة في مدخولات الجسم من محتويات الطاقة والمواد الغذائية، أو نقص في تزويد الجسم، أو عدم توازن ما بين المكونات الأساسية لمداخل ومدخولات الطاقة التي تدخل إلى جسم الإنسان، وبالتالي هي تنعكس إما على شكل نقص في الوزن أو نقص في تناسب الوزن والطول، وهذا ما يسمى بالهزال.

وأضاف، في حديثه “للجزيرة نت”، أن سوء التغذية قد ينتج أيضا بسبب زيادة الوزن وما ينتج عنها من أمراض أيضية مثل السكري، فزيادة الوزن وزيادة معدل كتلة الجسم ينتج عنها بنتيجة حتمية بمرور فترة زمنية معينة، الإصابة بالسكري أو الضغط أو ارتفاع الدهون والكوليسترول في الدم، التي تلتقي في النهاية، لتشكل أمراض القلب.

وهناك حالة أخرى تقع بين هذه الفئتين وفق الطراونة، وهي التي تعاني من اختلال مستويات الغذاء، مثل النقص في بعض الفيتامينات، ونقص العوامل الحيوية والأملاح التي تشكل مصدرا غذائيا أساسيا أمام عمليات البناء والهدم، وتسمى بعملية الأيض بالجسم.

ولسوء التغذية أسباب مختلفة ومتعددة كما ذكر الدكتور الطراونة، منها:

  • زيادة كميات الدهون المشبعة والكربوهيدرات التي ستؤدي إلى اختلال النظام الغذائي.
  • نقص فيتامينات معينة دون غيرها.
  • الاضطرابات النفسية التي قد تدعو الإنسان إلى تناول الطعام غير المغذي أو غير المفيد.

التشخيص

يبين الدكتور الطراونة أن هناك طيفا واسعا من الأسباب التي قد تقود إلى حالات سوء التغذية، لذا فإن تشخيص الإصابة بحالات سوء التغذية يكون بطيئا جدا، ويحتاج لفترة زمنية وخبرة ليست بالقليلة، من خلال الأطباء المعالجين للوقوف على السبب.

وتابع أنه عند القيام بالخدمة الطبية أو العلاجية للمريض الذي يعاني من فقر الدم غير المبرر، أو نقص مخازن الحديد في الجسم، أو نقص الفيتامينات بكميات كبيرة جدا، فهذا قد يكون المؤشر الأول بأن هناك مشاكل في امتصاص هذه المحتويات، وهذا ما قد يقود إلى البحث وإجراء الفحوصات المخبرية، وتنظير الجهاز الهضمي للبحث عن مجموعة أمراض أساسية.

الفئات المعرضة لسوء التغذية

يشير الدكتور الطراونة إلى أن جميع الفئات العمرية بكلا الجنسين معرضون لسوء التغذية، كذلك المناطق الفقيرة في الدول النامية هي من الفئات الكبرى المعرضة لسوء التغذية، أيضا البلدان المتقدمة هناك بعض الاضطرابات النفسية أو الأمراض النفسية التي قد تقود إلى سوء التغذية.

ويؤكد الدكتور الطراونة أن قبل علاج المرضى المصابين بسوء التغذية، يجب الوقوف على المسبب، سواء كان مرض جهاز هضمي خفيا، أو اختلالا في عمل البنكرياس، أو اختلالا في عمل الكلى أو الكبد، فيتم عندها إصلاح المرض المسبب من خلال العلاجات الدوائية الممكنة.

أما إذا كانت مشكلة سوء التغذية نتيجة تحسس من مادة غذائية معينة، فيكون الهرم الأساسي في علاج هذه المشكلة هو الابتعاد عن المحرضات أو المواد الغذائية التي تسبب هذا التحسس قدر الإمكان.

وبخصوص الاختلالات النفسية، أشار إلى أن هذا البند يقع ضمن علاج الطبيب النفسي لهذه الحالات، فأطباء الأمراض الباطنية أو الجهاز الهضمي أو النفسية هم المسؤولون عن تشخيص حالات سوء التغذية، سواء النقص أو الزيادة أو عدم التوازن، بالإضافة لعلاجها بعد تشخيصها.

ولفت الدكتور الطراونة إلى أن العلاجات إن لم تكن دوائية، وكانت المشكلة في عدم الوصول للغذاء المناسب في حالات الفقر أو الحروب، فيجب تقديم الغذاء المتوازن ومحاولة المحافظة على كميات ليست بالقليلة من الكربوهيدرات ممثلة بالخبز والسكر والبطاطا وغيرها.

واعتبر أنه في حالة سوء التغذية الآتية من زيادة الوزن أو السمنة وتبعاتها، فيكون الحل هو من خلال تناول الغذاء المتوازن وتقليل محتوى الكربوهيدرات، وممارسة الرياضة، والمحافظة على نمط صحي في مناحي الحياة.

سوء التغذية ونقص الفيتامينات

وتشير الخبيرة في مجال التغذية والحميات المهندسة فادية عيد إلى أن من أشكال سوء التغذية نقص الفيتامينات، مثل فيتامين (أ) أو (د) أو (الفوليك أسيد) أو (الحديد)، التي تؤدي إلى فقر الدم أو نقص البروتين، أو الهزال الناتج عن نقص السعرات الحرارية عند الأطفال. وأضافت أن البدانة أيضا تعتبر نوعا من أنواع سوء التغذية.

واعتبرت فادية أن التعامل مع المصابين بسوء التغذية نتيجة نقص الفيتامينات يكون بأخذ المكملات اللازمة لذلك.

توضح المهندسة فادية أن إصابة الأطفال بسوء التغذية من الممكن أن يزيد عدد الأمراض لديهم، كما يزيد مدة المرض وأمده، فهناك حالات قد تؤدي إلى تأخر في النمو أو التقزم، كذلك المضاعفات الناتجة لعدم تناول كميات كافية من الأطعمة أو بعض المكونات الغذائية اللازمة لنمو وتطور الأطفال سواء العقلي أو الجسدي.

الأطعمة الصحية للوقاية من سوء التغذية

تدعو المهندسة فادية الأشخاص إلى تناول الغذاء المتوازن الذي يحتوي على جميع العناصر الغذائية أو المجموعات الغذائية، كتناول كميات كافية من الحليب والخضروات والفواكه، بالإضافة للحبوب الكاملة والبروتين سواء كان لحوما أو بيضا أو بقوليات أو أسماكا.

ونبهت إلى أنه قد يحتاج الشخص لتناول مكملات غذائية، بالإضافة لاتباع نمط صحي سواء بغذاء متوازن، أو ممارسة النشاط البدني، وإدارة الضغوط النفسية.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *