زيادة إصابة الشباب بسرطان البنكرياس دون ارتفاع الوفيات.. ما السر؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

ارتفعت حالات سرطان البنكرياس بين الشباب بشكل كبير في السنوات الأخيرة، ولكن العلماء أصيبوا بالحيرة لأن الوفيات الناجمة عن هذا المرض لم تشهد زيادة مماثلة.

يُعتبر سرطان البنكرياس واحدا من أكثر أنواع السرطان فتكا. ووفقا للإحصائيات البريطانية، يعيش أقل من واحد من كل 20 مريضا بسرطان البنكرياس لعقد كامل بعد التشخيص.

لذلك، توقع الخبراء زيادة كبيرة في وفيات سرطان البنكرياس لدى الأشخاص المصابين الذين تقل أعمارهم عن 50 سنة لتتوافق مع الزيادة بنسبة 2 إلى 8% في التشخيصات خلال الـ18 عاما الماضية.

لكن العلماء يعتقدون الآن أن هذا لم يحدث لأنهم يصابون بنوع معين من سرطان البنكرياس يصيب الشباب، وهو نوع يسهل اكتشافه وعلاجه في مراحله المبكرة.

سرطان البنكرياس وسرطانات أخرى أقل فتكا

يشمل مصطلح سرطان البنكرياس أنواعا مختلفة من الأورام التي تصيب العضو البالغ طوله 25 سنتيمترا، والذي يساعد في عملية الهضم وتنظيم الهرمونات. أحد هذه الأنواع، هو “الأدينوكارسينوما”، وهو النوع الأكثر شيوعا ويمثل 90% من الحالات.

يظهر هذا النوع أعراضا قليلة أو معدومة حتى يبدأ المرضى فجأة بفقدان الوزن ويظهر لديهم اصفرار في الجلد، وعند هذه النقطة، يكون الأوان قد فات بالنسبة لمعظم الحالات. ولهذا السبب يُطلق على المرض اسم “القاتل الصامت”.

وجدت مجموعة من الخبراء، بقيادة أطباء من مستشفى بريغهام والنساء في بوسطن بالولايات المتحدة، عند تحليل البيانات أنه لم تكن هناك زيادة في حالات الأدينوكارسينوما بين الشباب. وأن الزيادة جاءت من نوع آخر من سرطان البنكرياس، يسمى “سرطانات الغدد الصماء”.

على عكس الأدينوكارسينوما، هذه الأورام تنمو ببطء وتستغرق عقودا لتظهر، وعلى الرغم من أنها قد تتحول إلى سرطانية، فإنها غالبا ما تكون حميدة.

علاوة على ذلك، يشك المؤلفون في أن السرطان لا يظهر فعليا بشكل متزايد بين الشباب، ولكن الأطباء يمتلكون الآن أدوات أفضل لاكتشافه. ويعتقدون أن الاستخدام المتزايد للفحوصات الطبية المتطورة مثل التصوير المقطعي والرنين المغناطيسي -التي أصبحت أكثر حساسية على مر السنين- يكشف عن سرطانات الغدد الصماء بشكل أفضل.

غالبا ما تكون هذه الاكتشافات عرضية، حيث لا يُوجه الفحص للبنكرياس نفسه، ولكن يلاحظ الأطباء الأورام أثناء تحليل الصور لفحص مشكلة طبية أخرى.

الدكتور جيلبرت ويلش، الباحث بالجراحة والصحة العامة في بريغهام والمؤلف في الدراسة، التي نُشرت في مجلة حوليات الطب الباطني، قال لصحيفة نيويورك تايمز: “كلما زادت الفحوصات، زادت فرص ظهور هذه الأشياء”.

سرطان البنكرياس

رغم التوجيهات التي تنص على أن الأورام الصغيرة في الغدد الصماء يجب مراقبتها بواسطة الفحوصات بدلا من إزالتها بالجراحة الخطيرة، فإن بعض الأطباء يجادلون بأنه من الأفضل إزالتها لدى المرضى الأصغر سنا. ويقولون إن لدى المرضى الأصغر، وقتا أطول لتحول هذه الأورام إلى أورام قاتلة.

كما أوضح الدكتور أديولي آدمسون، الخبير في التشخيص الزائد في جامعة تكساس والمؤلف المشارك في الدراسة الجديدة، أن طلبات التدخل غالبا ما تكون مدفوعة من قبل المرضى أنفسهم. فقال وفقا لصحيفة الديلي ميل البريطانية: “كثير من المرضى يقولون، أزيلوا الورم. عندما يخبرك أحدهم بأن لديك سرطانا، تشعر أنك يجب أن تفعل شيئا”.

أعراض لا تهملها

يقتل سرطان البنكرياس حوالي 10 آلاف شخص في المملكة المتحدة سنويا، أي ما يعادل حالة وفاة كل ساعة بالمملكة المتحدة.

تشمل أعراض سرطان البنكرياس اليرقان، حيث يتحول بياض العينين والجلد إلى اللون الأصفر، إلى جانب حكة في الجلد وبول داكن اللون. وتشمل العلامات الأخرى المحتملة فقدان الشهية، وفقدان الوزن غير المقصود، والإمساك أو الانتفاخ.

على الرغم من أن الأعراض قد لا تكون مرتبطة بالسرطان، فمن المهم فحصها من قبل طبيب مبكرًا كإجراء احترازي، خاصةً إذا استمرت لأكثر من 4 أسابيع.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *