الزنجبيل يمنح الأمل لمرضى التهاب الأمعاء

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

اكتشف باحثون من جامعة تورنتو في كندا أن مركّبا في الزنجبيل -يسمى “فورانودينون” (furanodienone)- يقلل من الالتهاب لدى مرضى التهاب الأمعاء (inflammatory bowel disease).

وأجرى الدراسة فريق بحثي دولي بقيادة باحثين من جامعة تورنتو في كندا، ونُشرت في مجلة “نيتشر كومينكوشنز” (Nature Communications) في 3 فبراير/شباط الحالي، وكتب عنها موقع يوريك أليرت.

والتهاب الأمعاء “آي بي دي” (IBD) هو مجموعة من الأمراض التي تسبب التهابًا مزمنا في الجهاز الهضمي. قد تظهر أعراضه فجأة (نوبات) وتسبب تقلصات شديدة في المعدة وإسهالًا من بين مشاكل أخرى.

يذكر أن مرض التهاب الأمعاء مرض يستمر مدى الحياة ولا يوجد له علاج، وفقا لكليفلاند كلينيك.

أين يعمل مركب فورانودينون؟

لاحظ الفريق تفاعلا قويا بين فورانودينون ومستقبل نووي يسمى “مستقبل بريجنان إكس” (Pregnane X Receptor) من خلال فحص لتحديد المكونات الكيميائية للزنجبيل التي ترتبط بمستقبلات لها علاقة بمرض التهاب الأمعاء.

تعمل المستقبلات النووية كمستشعرات داخل الجسم لمجموعة واسعة من الجزيئات، بما في ذلك تلك التي تشارك في التمثيل الغذائي والالتهاب. ويلعب مستقبل بريجنان إكس دورا في استقلاب المواد الغريبة، مثل السموم الغذائية والأدوية.

يقلل فورانودينون من الالتهاب في الأمعاء عن طريق تنشيط قدرة مستقبل بريجنان إكس على قمع إنتاج السيتوكينات المشجعة للالتهابات في الجسم. وقد كان الباحثون على دراية بوجود مركب فورانودينون لعقود، لكنهم لم يكتشفوا من قبل ما يمكن أن يقوم به.

ويمكن أن يزيد فورانودينون من إنتاج بروتينات الوصلات الضيقة (tight junctions) التي تعمل على إصلاح الضرر الذي يلحق ببطانة الأمعاء بسبب الالتهاب. وقد أظهرت الدراسة أن تأثيرات فورانودينون تقتصر على القولون، مما يمنع الآثار الجانبية الضارة لمناطق أخرى من الجسم.

قال جياباو ليو، الباحث المشارك في الدراسة من مركز دونيلي للأبحاث الخلوية والجزيئية الحيوية بجامعة تورنتو، “لقد وجدنا أنه يمكننا تقليل الالتهاب في قولون الفئران من خلال إعطائها مركب فورانودينون فمويا، إن اكتشافنا لمستقبل فورانودينون النووي المستهدف يسلط الضوء على إمكانات الطب التكميلي والتكاملي لعلاج مرض التهاب الأمعاء”.

وأضاف ليو “نعتقد أن المنتجات الطبيعية قد تكون قادرة على تنظيم المستقبلات النووية بدقة أكبر من المركبات الاصطناعية، مما قد يؤدي إلى علاجات بديلة فعالة من حيث التكلفة ومتاحة على نطاق واسع”.

وقد يجد مرضى التهاب الأمعاء بعض الراحة من خلال إحداث تغييرات في نظامهم الغذائي وتناول بعض المكملات العشبية، ولكن ليس من الواضح أي المركبات الكيميائية في الطعام والمكملات الغذائية مسؤولة عن تخفيف الالتهاب المعوي.

ومع تحديد فورانودينون الآن مركبا له القدرة على علاج مرض التهاب الأمعاء، يمكن استخراج هذا المكون المحدد من الزنجبيل لتطوير علاجات أكثر فعالية.

وقال هنري كراوس الباحث في الدراسة وأستاذ علم الوراثة الجزيئية في كلية طب تيميرتي بجامعة تورنتو، إن “عدد الذين تم تشخيصهم بمرض التهاب الأمعاء في كل من البلدان المتقدمة والنامية آخذ في الارتفاع بسبب التحول نحو الأنظمة الغذائية الأكثر معالجة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون والسكر.

وأضاف كراوس “يعد المنتج الطبيعي المشتق من الزنجبيل خيارا أفضل لعلاج مرض التهاب الأمعاء من العلاجات الحالية لأنه لا يثبط الجهاز المناعي ولا يؤثر على وظائف الكبد”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *