توصلت دراسة قطرية حديثة إلى تسجيل الدول العربية معدلات إصابة أعلى من سرطانات الغدد الليمفاوية الهودجكينية وغير الهودجكينية وسرطان المثانة والثدي والكبد.
وقاد الدراسة الدكتورة مريم المفتاح والدكتور فارس العجة من معهد قطر لبحوث الطب الحيوي التابع لجامعة حمد بن خليفة، وهدفت إلى مقارنة اتجاهات السرطان في الدول الناطقة باللغة العربية مع دول العالم.
واستخدم الفريق البحثي بيانات من المرصد العالمي للسرطان، لتسليط الضوء على أنماط الإصابة والوفيات لمختلف أنواع السرطان في الدول الناطقة بالعربية.
ووجدت الدراسة اختلافات كبيرة في معدلات الإصابة بالسرطان والوفاة حول العالم، وعلى الرغم من أن المعدلات الإجمالية بدت أقل في الدول العربية في معظم أنواع السرطان فإن سرطان الغدد الليمفاوية الهودجكينية وغير الهودجكينية وسرطان المثانة والثدي والكبد أظهرا معدلات إصابة أعلى في الدول العربية.
وهناك نوعان من سرطان الغدد الليمفاوية، وهما:
- السرطان الليمفاوي الهودجكيني (Hodgkin’s lymphoma)” نسبة إلى مكتشفه العالم توماس هودجكين، ويتميز بوجود خلايا تسمى “خلايا ريد-ستيرنبرغ” (Reed-Sternberg cells) في العقد الليمفاوية وبعض الأنسجة الليمفاوية الأخرى، وعادة ما يصيب الفئات العمرية ما بين 15 و40 عاما وفوق الـ55.
- السرطان الليمفاوي غير الهودجكيني (non-Hodgkin lymphoma)، ولا توجد فيه هذه الخلايا.
نسبة الوفيات
وكذلك تشهد الدول العربية ارتفاعا في نسبة الوفيات لدى كلا الجنسين لجميع أنواع السرطان.
وقد أظهرت الأبحاث أيضا أن معدلات الإصابة بالسرطان في بعض أعضاء الجسم أعلى في فئات عمرية معينة في بعض الدول العربية مقارنة بالمتوسط العالمي.
كما تكشف الدراسة عن اختلافات في توزيع معدلات الإصابة داخل الدول العربية، فمثلا تشهد منطقة بلاد الشام انتشارا واسعا لسرطان الثدي وسرطان الغدد الليمفاوية غير الهودجكينية، وتشهد أيضا بعض دول الخليج العربي نسبا أعلى لسرطان الغدد الليمفاوية غير الهودجكينية مقارنة بالمتوسط العالمي.
ويظهر أن لسرطان الغدد الليمفاوية الهودجكينية معدلات إصابة أعلى في معظم الدول العربية.
ويبقى التدخين أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بالسرطان في المنطقة، مع ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان الرئة والحنجرة بين الشباب الذكور (تحت 50 عاما) في بعض الدول العربية مقارنة ببقية دول العالم.
وقال الدكتور فارس العجة “ما زال السرطان يشكل تحديا صحيا كبيرا على مستوى العالم، ومن المتوقع أن يزداد هذا التحدي صعوبة في السنوات القادمة، وعلى الرغم من تجاوز عدد سكان الدول العربية حاليا عدد سكان الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي فإنه لم يول ما يكفي من الاهتمام بمعدلات الإصابة والوفيات بالسرطان في الدول العربية، لذلك تأتي هذه الدراسة الشاملة لتوفير معلومات حول معدلات الإصابة والوفيات بالسرطان في الدول العربية مع الاستمرار في التأكيد على أهمية إجراء المزيد من الدراسات المماثلة في ظل جهود دولية مشتركة”.
من جانبها، أكدت الدكتورة مريم المفتاح أنه يترتب على نتائج هذه الدراسة أثر مهم على مجالات الوقاية من السرطان وعلاجه وبحوثه في الدول العربية، مضيفة أنه “من خلال فهم الأنماط الفريدة لمرض السرطان في المنطقة يمكن تطوير سبل التدخل المستهدفة، بما في ذلك برامج التطعيم المبكر، ومبادرات الكشف المبكر، بالإضافة إلى حملات التوعية المخصصة لتناسب فئات معينة من السكان بهدف تخفيض معدلات السرطان بشكل كبير وتحسين الصحة العامة للسكان”.
المصدر : الجزيرة + وكالة الأنباء القطرية (قنا)