الجزيرة نت تحصل على سجلات مرضى السل في سجن صيدنايا

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

حصلت الجزيرة نت على سجلات مرضى السل في سجن صيدنايا، والتي تشير إلى انتشار المرض بين السجناء، في ظل ظروف السجن التي توصف بالرهيبة.

ويظهر السجل حالات السل لدى السجناء في عامي 2020 و2021، والسجل مكتوب بطريقة بدائية دون أي تفاصيل طبية عن حالة المريض أو سيرته المرضية، ويقتصر على جرعات العلاج.

وكان لافتا ان إحدى صفحات السجل كانت عليها طبعة ما يبدو أنه حذاء عسكري.

وتقول منظمة أمنستي إنه منذ عام 2011 مات في سجون النظام السوري السابق الآلاف من الناس أثناء احتجازهم في سجون التعذيب، وتعرّض عشرات الآلاف غيرهم لتعذيب مروع.

وتعرّض الناس للضرب المبرح والاغتصاب والصعق الكهربائي وغير ذلك في كثير من الأحيان لانتزاع “اعترافات” قسرية.

وكان كل من يشتبه في معارضته الحكومة السورية معرّض للخطر، وكانت الظروف في مراكز الاحتجاز وحشية.

وقالت المنظمة “يموت الناس من الجوع، وهم لا يحصلون حتى على الرعاية الصحية الأساسية، ويموتون من الجروح الملتهبة والأظافر التي تنمو تحت الجلد، ويعانون من مشاكل حادة في الصحة العقلية بسبب الاكتظاظ ونقص ضوء الشمس”.

الجزيرة نت تحصل على سجلات مرضى السل في سجن صيدنايا

المسلخ البشري

ويقع سجن صيدنايا على بعد 30 كيلومترا شمال العاصمة دمشق، ويطلق عليه “المسلخ البشري” بسبب التعذيب والحرمان والازدحام داخله، ولُقّب بـ”السجن الأحمر” نتيجة الأحداث الدامية التي شهدها خلال عام 2008.

وبُني سجن صيدنايا عام 1987، وينقسم إلى جزأين، يُعرف الجزء الأول بـ”المبنى الأحمر”، وهو مخصص للمعتقلين السياسيين والمدنيين، أما الآخر فيعرف بـ”المبنى الأبيض”، وهو مخصص للسجناء العسكريين.

الصدمة

والشهر الماضي، تحدث أطباء من منظمة أطباء بلا حدود عن المرضى الذين تم إطلاق سراحهم مؤخرا من السجون في دمشق بعد انهيار نظام بشار الأسد.

وقالت المنظمة -في بيان- إن معظم الحالات كانت تحمل علامات الصدمة، بدوا مصدومين مما حدث لهم بسبب أنواع التعذيب المختلفة، سواء كانت جسدية أو نفسية أو جنسية.

وقال الأطباء “بالإضافة إلى حرمانهم من الطعام وأشعة الشمس كان معظم السجناء يبكون بشدة وغير قادرين على النوم، وهم دائما في حالة يقظة وخائفون، إنهم يرتجفون، لا يستطيعون التركيز، لا يستطيعون التحدث بشكل صحيح، معظمهم لا يشعرون بالأمان، إنهم يخافون العودة إلى السجن، إنهم يعانون من الخوف من الأماكن المغلقة، حتى أن بعضهم طلبوا تلقي الرعاية الطبية في مكان مفتوح”.

وأضاف البيان “استقبلنا معتقلة سابقة قضت 8 سنوات في سجن صيدنايا، تبلغ من العمر 27 عاما الآن، ذهبت إلى السجن مع ابنها الصغير الذي كان يبلغ من العمر 3 أشهر، تم إطلاق سراحها مع ابنها الذي يبلغ من العمر 8 سنوات و3 أشهر الآن.. لا يعرف الصبي ما هو البسكويت أو العصير أو العصفور أو حتى لعبة يلعب بها، لا يعرف القراءة أو الكتابة، لا يعرف عائلته ولا والده، لقد شاهد والدته تتعرض للعنف الجسدي والجنسي”.

كما استقبل الأطباء مريضا خرج من السجن، كان يبكي ويرتجف، ولم يستطع أن ينطق بجملة صحيحة، لا يزال غير قادر على تصديق أنه خرج من السجن، لقد أصيب بصدمة بسبب رؤية جثة صديقه الذي كان ملقى ميتا في الزنزانة نفسها لمدة يومين بعد تعرضه للضرب حتى الموت من قبل جندي.

الجزيرة نت تحصل على سجلات مرضى السل في سجن صيدنايا

مرض بكتيري

والسل مرض بكتيري معدٍ تسببه “المتفطرة السلية”، وهي بكتيريا تهاجم الرئتين عادة، لكنها قد تلحق أضرارا بأعضاء أخرى في الجسم، وتشريحيا يؤدي السل إلى حصول تموت في الخلايا يطلق عليه اسم “التموت الجُبني” (Caseous necrosis)، إذ يأخذ النسيج مظهر الجبن.

كما يؤدي المرض إلى حدوث تجاويف في الرئة، مما يجعل البعض يصف المظهر التشريحي لرئة الشخص المصاب بـ”الجبن السويسري”، وذلك بسبب شكل الأنسجة البيضاء والفقاعات التي تشبه فقاعات الجبن.

وتنتقل بكتيريا السل عبر الهواء عندما يعطس المصاب أو يسعل أو حتى عندما يتكلم.

وتشمل مضاعفات السل عدوى الكبد وعدوى العظام، مما يؤدي إلى تدمير المفاصل، كما قد يصل السل إلى الدماغ مسببا التهاب السحايا الذي يهدد حياة المريض.

ومن المضاعفات حدوث أضرار في الكلى والتهاب الأغشية المحيطة بعضلة القلب، مما قد يؤدي إلى تجمّع السوائل حول القلب، وقد يسبب الوفاة.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *