يعرف اضطراب تشوه صورة الجسم بأنه اضطراب نفسي يتميز بانشغال المصاب وقضائه كثيرا من الوقت في قلق بشأن العيوب في مظهره، وغالبا ما تكون هذه العيوب غير ملحوظة للآخرين، حيث يعتقد المريض أنه يبدو قبيحا أو مشوها، مثل أن يعتقد أن لديه أنفا كبيرا ومثيرا للاشمئزاز أو جلدا فيه ندوب شديدة، في حين أنه في الواقع يبدو طبيعيا.
وأصدر مجلس الصحة الخليجي دليلا توعويا بشأن هذا الاضطراب، والذي يهدف إلى التوعية حول ظاهرة اضطراب تشوه صورة الجسم الذي يؤثر على الذكور والإناث.
ويوضح الدليل أن اضطراب تشوه صورة الجسم يؤثر على كلا الجنسين وقد يصابون به في أي عمر لكنه أكثر شيوعا عند المراهقين والشباب، وقد يعود السبب في ذلك إلى بدء الشخص باكتشاف ذاته وتكوين صورة عن جسمه خلال هاتين المرحلتين، حيث تشير الدراسات إلى أن واحدا من كل 50 شخصا مصاب باضطراب تشوه صورة الجسم.
ويوضح الدليل أيضا أنه ليس كل شخص غير سعيد بمظهره مصابا باضطراب تشوه صورة الجسم، فمعظم الأشخاص غير راضين عن بعض الجوانب في مظهرهم، لكن ليس معظم الأشخاص مصابين باضطراب تشوه صورة الجسم.
الأعراض
وحتى يمكننا التمييز بين المخاوف الطبيعية المتعلقة بالمظهر والاضطراب علينا النظر إلى أعراض معينة كأن يقضي وقتا طويلا في التفكير بمظهره، مثلا يقضي ساعة على الأقل يوميا في التفكير في عيوب مظهره، وتكون مسببة لاضطرابات عاطفية كبيرة مثل القلق والحزن، ومتعارضة مع مهام الحياة اليومية وتعطلها نتيجة الانعزال عن المجتمع، ومؤدية إلى ممارسة سلوكيات قهرية متكررة مثل النظر للمرآة.
كما يؤثر اضطراب تشوه صورة الجسم بشكل سلبي على جودة حياة المصابين من جوانب عديدة، وتتضمن هذه الآثار السلبية تأثيره على الصحة النفسية والمزاج وإصابته بالاكتئاب واضطراب الوسواس القهري وتطور اضطرابات الأكل، مثل فقدان الشهية العصبي والشره العصبي والشعور بالقلق والحزن أو الاشمئزاز من الذات وانخفاض احترام الذات وفقدان القدرة على الاستمتاع بالأشياء المحببة له سابقا.
وينبغي على الوالدين اصطحاب ابنهم أو ابنتهم إلى طبيب نفسي في حال ملاحظة هذه الأعراض من أجل الخضوع للعلاج النفسي كالعلاج السلوكي المعرفي.