هل نجحت الدراما المغربية في تجاوز أخطاء الماضي بموسم رمضان 2024؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 6 دقيقة للقراءة

وضع التلفزيون الحكومي المغربي -المتمثل في القناتين الأولى والثانية- إستراتيجية لتطوير الإنتاج الدرامي في رمضان 2024، فاستخدم إمكانات مادية واحترافية لتفادي الانتقادات المتكررة التي لاحقت الأعمال المحلية في الأعوام السابقة.

وكانت الدراما المغربية في رمضان خلال السنوات الماضية تعرضت لانتقادات بسبب سيطرة مسلسلات الـ”سيتكوم” (كوميديا الموقف) وتقديمها كوميديا متواضعة، إلى جانب تصدر أسماء معينة للبطولات والاستغناء عن بعض الخبرات التمثيلية واللجوء إلى مشاهير شبكات التواصل الاجتماعي، إلى جانب تضمن بعض الأعمال للمشاهد جريئة لا تتناسب مع قيم المجتمع.

ونتج عن العوامل السابقة غضب جماهيري دفع البعض لإطلاق حملات عبر شبكات التواصل الاجتماعي لمقاطعة أعمال التلفزيون الحكومي في رمضان 2019، ثم بلغت الانتقادات ذروتها في رمضان الماضي بسبب تكرار معظم الأخطاء.

إستراتيجية إنتاجية جديدة

الجهات الإنتاجية المغربية حاولت تفادي الانتقادات خلال موسم 2024، من خلال تقديم خطة جديدة تضمنت إلغاء فقرة الكاميرا الخفية التي كانت تعرض وقت الأفطار بسبب اتهامات الفبركة، وتقليص عدد مسلسلات الـ”سيتكوم” (كوميديا الموقف) إلى 3 أعمال فقط: “أولاد إيزة” و”جيب داركم” و”آش هذا”.

كما تم استعداء بعض النجوم الذين لم يشاركوا في الدراما منذ فترة مثل الممثلة هدى الريحاني التي تشارك في مسلسل “بين لقصور”، والممثل أمين الناجي نجم مسلسلين “بنات لحديد” و”دار النسا”، بجانب عودة الممثل الكوميدي حسن الفد إلى مسلسل “الفد تي في”.

ورغم هذه التحوّلات، يبدو أن المشاهد المغربي لم يتصالح مع الأعمال المحلية بعد، خاصةً مع استمرار ظاهرة سيطرة نفس الممثلين على الأعمال الدرامية كل عام إلى جانب عوامل أخرى سنستعرضها في السطور التالية.

“ولاد إيزة” يخلق أزمة.. والجرأة حليفة “بنات لحديد”

مع عرض الحلقات الأولى من “ولاد إيزة”، واجه المسلسل الكوميدي موجة من الانتقادات من قبل الأوساط التعلمية في المغرب الذين اتهموا صناعه بالإساءة إلى المعلم من خلال شخصية علي (فتاح الغرباوي)، وجعله موضوعا للفكاهة عوضا عن تقديمه كقدوة للأجيال.

وتجاوزت هذه الأزمة حاجز مواقع التواصل الاجتماعي، فأصدرت نقابة التنسيق الوطني لقطاع التعليم بيانا ناشدت فيه رئيس الهيئة العليا للاتصال السمعي والبصري “لطيفة اخرباش” بضرورة التدخل من أجل وقف عرض العمل عبر القناة الأولى وإلزام صنّاعه بالاعتذار إلى رجال ونساء التعليم في المملكة.

وبدوره علق الغرباوي على الأمر من خلال منشور عبر حسابه على “إنستغرام” كتب فيه: “يسمعون نصف الحديث، ويفهمون ربعه، ويتكلمون عليه أضعافه”، وأضاف: “كاد أبي أن يكون رسولا على ما يسالي المعلم من إضراب”.

 

بوستر مسلسل ٢ وجوه

ومن جانبها حاولت شركة “سبيكتوب” المنتجة للعمل إخماد الأزمة بإصدار بيان توضيحي يفيد بأن المواقف الدرامية التي خرجت بها شخصية المعلم في المسلسل تدخل في خانة الفكاهة وبعيدة كل البعد عن كل أشكال تقليص وتحقير صورة المعلم ولا تمس للواقع بصلة فهي من وحي الخيال.

وبعيدا عن هذه الأزمة لم يُرضِ العمل الكوميدي تطلعات بعض النقاد، حيث كان للناقد الفني المغربي أحمد سجلماسي منشور على صفحته على موقع فيسبوك يفيد بأنه لم يحترم أبسط مقومات العمل الفني بسبب ما سماه “التهريج”، علاوة على غياب السيناريو المقنع وعدم التروي في اختيار الممثلين.

ويشارك في بطولة “ولاد إيزة” دنيا بو طازوت، وسكينة درابيل، وأحمد الشركي، وهو من إخراج إبراهيم الشكيري.

أما الموجة الثانية من الانتقادات، فكانت من نصيب المسلسل الدرامي “بنات لحديد” بسبب تضمنه مشاهد جريئة مثل وصلة الرقص التي قدمتها الممثلة سلوى زرهان، ما اعتبره البعض غير مناسب للعرض خلال رمضان وخاصة على القنوات العمومية.

كما تعرض العمل للانتقاد بسبب تشابه أحداثه مع مسلسل “2 وجوه” الذي يشارك في الماراثون الرمضاني الحالي أيضا، وتدور أحداث العملين داخل سوق الخردة الشعبي.

يذكر أن مسلسل “بنات لحديد” من بطولة فاطمة الزهراء بناصر، وابتسام العروسي، وعادل أبا تراب، وغيرهم، وهو من تأليف فاتن اليوسفي وإخراج علاء أكعبون.

أما مسلسل “دار النسا”، فنال حصته من الانتقادات بسبب إخفاق ممثليه فاطمة الزهراء قنبوع وابتسام العروسي وربيع الصقلي في الحديث بلكنة أهل الشمال، خاصةً أن أحداثه تدور في مدينة طنجة بالرغم من انحدار أصول مخرجته ومؤلفته سامية أقريو من مدينة شفشاون الشمالية.

مشاهدات مرتفعة

وفي ظل الانتقادات الموجهة للموسم الدرامي في المغرب، خرجت إحصائيات شركة “ماروك متري” لتؤكد ارتفاع نسب المشاهدة للأعمال الدرامية المحلية المعروضة على القنوات الرسمية خلال الأيام الأولى من رمضان، والتي كان في صدارتها مسلسل “جيت داركم” الذي حققت حلقاته الأولى 12 مليون مشاهدة، تلاه مسلسل “2 وجوه” وذلك بالنسبة للأعمال المعروضة على القناة الأولى.

أما أعمال القناة الثانية، فكان في صدارتها مسلسل “إش هدا” بعدد مشاهدات اقترب من حاجز الـ11 مليون مشاهدة، تلاه مسلسل “دار النسا”، في حين جاء مسلسل “ولاد إيزة” في المرتبة الثالثة.

ومن جانبه علق الباحث والناقد الفني إدريس القري لموقع “هسبريس” المغربي بالقول: “إذا كانت مقاييس المشاهدة تعتمد آليا على تشغيل التلفاز، فالمعروف أن هذه المسألة غير ذات مصداقية على الإطلاق ونوع من النصب؛ لأن المغاربة، بصفة عامة، يشغلون الشاشة فور الدخول إلى بيوتهم فقط من أجل الرواج، وهناك من يشغل التلفاز رغم عدم رضاه على ما هو مقدم. لذلك، فإذا كان هناك 10 ملايين تلفاز مشتغل (هل) نقول إن 10 ملايين أسرة تتابع!”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *