يشارك فيلم “لا أرض أخرى” (No Other Land) الفائز بجائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان برلين، في الدورة الـ31 لمهرجان شيفيلد للأفلام الوثائقية، الذي يعقد في الفترة من 12 إلى 17 يونيو/حزيران المقبل.
ويسلط المهرجان مشروع أرشيف الحرب الأوكرانية وغير ذلك، حيث كشف المنظمون اليوم الجمعة أن شعار الدورة الـ31 من المهرجان الإنجليزي سيكون “تأملات في الواقع”.
ويشمل المهرجان، أيضا، قسما خاصا من الأفلام والحوارات تحت عنوان “أيام التأملات” حول موضوعات المقاومة المشتركة، وحرية الصحافة، وأراضي الأجداد، وأرشفة الحاضر، والتي تشهد عروضا أولى لأفلام “لا أرض أخرى”، و”حالة صمت”، (State of Silence) و”ينته” (Yintah)، و”شهود: الأسر الذي يقتل” (Witnesses: Captivity That Kills).
وقالت منظمتا المهرجان المخرجتان مارينا روشينا وتتيانا سيمون لموقع “هوليود ريبورتر”: “يؤمن مهرجان شيفيلد للوثائق والأفلام الوثائقية إيمانا راسخا بقدرة الأفلام الوثائقية على إثارة الفضول وإشراك الجمهور وتعزيز المناقشات الهادفة”، وإدراكا منا للتحديات المترابطة المتمثلة في الاستقطاب المتزايد، وأزمة حرية الصحافة، والهجمات على الصحافة المستقلة، والصراعات العنيفة العديدة حول العالم، فقد فكّرنا بعمق في موقفنا ومسؤوليتنا كمؤسسة خيرية ملتزمة بتطوير فن الأفلام الوثائقية”.
وأضافت المنظمتان: “نحن ندين جميع أشكال العنف والتمييز في جميع أنحاء العالم. وفي ضوء الحرب في فلسطين، وتصاعد الصراع في الشرق الأوسط، فإننا نؤيد الدعوة إلى وقف إطلاق النار. نحن ندين هذه الحرب وجميع الحروب التي تؤثر على الملايين في جميع أنحاء العالم، ونشكر صانعي الأفلام الشجعان من الشرق الأوسط وأوكرانيا والسودان الذين ينقلون لنا قصصهم هذا العام”.
المقاومة المشتركة
ويعرض المهرجان أفلاما تعالج مساحة واسعة من القضايا، تبدأ من المزارعين الهنود وعائلاتهم الذين يحتجون على القوانين الجائرة إلى مناطق الصراعات المختلفة في العالم، ويهدف في جلساته الحوارية إلى تعميق الحوار وتعزيز التفاهم.
ويوثق فيلم “لا أرض أخرى” الاختلاف الواضح في الحقوق بين أهل الضفة وصانع الفيلم نفسه “باسل عدرا”، وبين الناشطَين والصحفيَين الإسرائيليين اللذين ينضمان لفريق الفيلم “يوفال أبراهام” و”راشيل سزور”. وفي حين يستمر هدم منازل الفلسطينيين نهارا، يحاول أهل الضفة بناء منازلهم مرة أخرى ليلا.
وفي الفيلم نتتبع توثيق “باسل عدرا” عبر كاميرا هاتفه المحمول ما يتعرض له أهل قرى “مسافر يطا” الفلسطينية منذ عام 2019 من تدمير لأراضيهم وبيوتهم وتهجيرهم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
حرية الصحافة
ويرى المهرجان أن الصحفيين “يواجهون في جميع أنحاء العالم استهدافا من قبل الحكومات والشركات، وهو ما يعيق قدرتهم على أداء أدوارهم الحيوية”، لذلك يقدم فيلم “حالة الصمت” من إخراج سانتياغو مازا، الصحفيين، الذين يناقشون التهديدات التي يواجهونها بسبب تغطيتهم الصحفية من الخطوط الأمامية في سينالوا وتاباتشولا وموريلوس ومدن أخرى في المكسيك.
وأكد مهرجان شيفيلد دوك فيست على أن “واقع الصحفيين المكسيكيين، بالإضافة إلى أولئك الذين يظهرون في الأفلام الأخرى في الاختيار، سيكونون في قلب النقاش الذي يلي ذلك حول الوضع الحساس للصحافة في جميع أنحاء العالم”.
ويعرض المهرجان أعمالا لمخرجين من مجتمعات السكان الأصليين في كولومبيا وكندا وغرينلاند، الذين يستخدمون الأفلام الوثائقية “كوسيلة للتعبير عن واقعهم الحالي والماضي ونقده وتوثيقه”، كما يبرز قضية ملكية السكان الأصليين لأراضيهم “فقد تطورت حقوق الأرض لتصبح قضية محورية ذات أهمية اجتماعية واقتصادية، وهو ما يتجلى في الأفلام التي تتعمق في الهوية الاجتماعية، إلى جانب الأوضاع الحالية وما بعد الصراع” وذلك من خلال فيلم “ينته” من إخراج جينيفر ويكهام وبريندا ميتشيل ومايكل توليدانو، الذين يرسمون تفاصيل “محنة شعب ويتسويتن” الذي يناضل من أجل أرضه في كندا.
شهود الحرب
وتستكشف هذه الجلسة عمل أرشيفات الحرب في تشكيل فهم التاريخ، وحفظ شهادات شهود العيان، والاعتبارات الأخلاقية لتخزين الأرشيف، وإمكانات الذكاء الاصطناعي.
وسيكون فيلم “شهود عيان” هو محور جلسة نقاش، ويدور حول الأسر، ويعرض شهادات فريدة من نوعها عن الحرب الروسية التي تم جمعها في الفترة 2022-2023، وفقا لمنظمي مهرجان شيفيلد للوثائق. ومخرجتا الفيلم الوثائقي هما مارينا روشينا وتتيانا سيمون.