من الغناء إلى الأوسكار.. أفضل الأدوار التمثيلية التي قدمها موسيقيون

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 6 دقيقة للقراءة

جرت العادة أن تجذب أضواء السينما أصحاب المواهب المختلفة، خاصة وأن الأفلام أحد أكثر الفنون التي تضمن لأصحابها خلود أسمائهم، ولهذا نجد أعمالا سينمائية من بطولة مطربين، أو لاعبي كرة قدم، وحتى عارضي الأزياء. لكن ذلك لا يعني بالضرورة تمتعهم بقدرات تمثيلية، إذ في غالبية الأحوال لا يخرج الأمر عن كونه استثمارا لشهرتهم، مما يجعل وجودهم على الساحة مرتبطا بفترة توهجهم، ومن ثَمّ يختفون.

ومع ذلك، نسرد في هذه القائمة أسماء بعض الموسيقيين الذين فاجئوا الجميع وأظهروا موهبة تمثيلية لا تقل كفاءة عن موهبتهم بالغناء، حتى إن بعضهم ترشّح إلى الأوسكار، ومنهم من فاز بها.

الكوميديا الرومانسية الأكثر سحرا

“مجذوبة القمر” (Moonstruck) أحد أشهر أفلام الكوميديا الرومانسية التي صدرت بالثمانينيات وتحديدا في 1987. حصد العمل أكثر من 122 مليون دولار وقت عرضه، بالإضافة إلى 3 جوائز أوسكار، وجائزتي غولدن غلوب.

حينذاك، كان قد مضى على مسيرة “شير” بمجال الغناء أكثر من عشرين عاما حتى باتت أحد أكبر نجوم البوب، لذا حين اقتحمت مجال التمثيل لم يبد الأمر غريبا، وإن لم يأت مصحوبا بتوقعات مرتفعة. ولهذا فوجئ النقاد والجمهور بالأداء الممتع والاحترافي الذي قدمته بفيلم “مجذوبة القمر”، وفازت عنه بأوسكار وغولدن غلوب، ضمن فئة أفضل ممثلة.

وقد دارت أحداث العمل حول “لوريتا” الأرملة الأميركية من أصل إيطالي، التي توافق على الزواج من صديق زوجها الراحل متبعة عقلها، غير أن القدر يغيّر خططها، إذ سرعان ما تقع بحب شقيق خطيبها، وهو ما تحاول مقاومته، وحين تخفق يوضع الجميع في موقف لا يحسدون عليه.

النجم الأسطورة

رغم كل اللغط الذي أصاب حياة النجم ويل سميث الحائز على الأوسكار خلال الفترة الأخيرة، لا يمكن لأحد إنكار كم هو متعدد المواهب، مما ساعده على تقديم أفلام متنوعة جمعت بين الدراما والكوميديا والرومانسية والسير الذاتية والتاريخ وحتى الخيال العلمي.

وبالرجوع إلى الثمانينيات، نجد أن سميث بدأ مسيرته فور الانتهاء من الثانوية، حيث تخلّى عن خططه الجامعية وسعى جاهدا ليصبح نجما بموسيقى الهيب هوب، وشقّ طريقه في عالم “الراب” بأغنيته الأولى في 1985، وفاز بجائزة “الغرامي” الأولى في 1989 مما جعله أول مغني راب يفوز بالجائزة.

وبسبب مسيرته الموسيقية المثيرة، لفت سميث أنظار المنتجين إليه، وكانت النتيجة مسلسل “السيت-كوم” أمير بيل إير الجديد” (The Fresh Prince of Bel-Air) الذي استمر طوال 6 مواسم استطاع سميث خلالهم الوصول إلى قلوب مشاهدي التلفزيون، وليس لمحبي الراب فقط.

ولأنه شخص يستهدف دوما المرتبة الأولى في كل ما يفعله بالحياة، لم يكتف سميث بنجاحه الموسيقي، وإنما سعى لتحقيق المكانة نفسها بمجال التمثيل، ليصبح خامس نجم أسمر يفوز بجائزة الأوسكار لأفضل ممثل، وصاحب الرقم القياسي لأكبر عدد من الأفلام المتتالية (8 أفلام)، التي تجاوزت أرباحها 100 مليون دولار في شباك التذاكر بالولايات المتحدة، وهو ما ساعده على أن يظل منذ 2012 وحتى 2022 صاحب الأجر الأعلى في هوليود.

الملكة اللطيفة

طالما عُرفت “كوين لطيفة” بكونها إحدى أشهر النجمات السمراوات بطلات الأفلام التي تنتمي لفئة الكوميديا-الرومانسية؛ مثل: فيلم “رحلة الفتيات” (Girls Trip)، وفيلم “هير سبراي” (Hairspray)، وهذا لما تتمتع به من خفة ظل.

غير أن هذا لا يعني أبدا محدودية موهبتها التمثيلية، والدليل ترشيحها لجائزة أوسكار أفضل ممثلة مساعدة عن فيلم “شيكاغو” (Chicago) في 2002 وهي الفئة نفسها التي ترشّحت عنها بكل من الغولدن غلوب وبافتا البريطانية، علما أن “شيكاغو” أول فيلم موسيقي يفوز بجائزة أوسكار أفضل فيلم منذ 1968.

ومع ذلك فإن نسبة قليلة من الجمهور تعلم أن “كوين لطيفة” بالأساس مغنية “راب”، وكاتبة أغاني أصدرت ألبومها الأول في 1989 وألبومها الثاني في 1991، أما ألبومها الثالث ففازت عنه بجائزة الغرامي، لتصبح من أوائل المغنيات اللاتي احترفن “الراب”. ورغم كل النجاح الذي حققته ممثلة، لم تتخلّ عن حلمها الموسيقي واستمرت بإصدار الألبومات الغنائية، وكان آخرها في 2009.

مولد نجمة

حين أُعلن أن المغنية الأميركية “ليدي غاغا” ستقوم ببطولة النسخة الرابعة من فيلم “مولد نجمة” (A Star Is Born) الذي صدر في 2018 وأخرجه ولعب بطولته برادلي كوبر، تحمّس كثيرون من محبي غاغا لرؤيتها على الشاشة الكبيرة، خاصة وأن غاغا تشبه بطلة الفيلم بأن كليهما نجمتا بوب تجيدان الغناء وكتابة الأغاني، الأمر الذي دفع بعض النقاد للاعتقاد بأن العمل أقرب إلى سيرتها الذاتية، وهو ما تم نفيه من صانعي العمل.

وتدور الحبكة حول شابة موهوبة تمنحها الحياة فرصة كبيرة حين يكتشفها موسيقار يعاني من إدمان الكحول والاكتئاب، ويحاول الاثنان النجاح معا. ورغم أن العمل هو التجربة التمثيلية الأولى لغاغا والإخراجية والغنائية الأولى لكوبر، فإنه حظي بجماهيرية هائلة، وتخطت إيراداته 436 مليون دولار، وترشح إلى 8 جوائز أوسكار، و7 جوائز بافتا، و5 جوائز غولدن غلوب.

بينما فازت ليدي غاغا بالغولدن غلوب والأوسكار وبافتا البريطانية لأفضل أغنية أصلية، بالإضافة إلى 3 جوائز غرامي، وقد أثنى النقاد على أدائها مشيرين إلى إجادتها لدور الشابة غير الواثقة بنفسها، التي تخلّت عن أحلامها خوفا من المجازفة، كونها قدمته بكثير من الحساسية والرهافة، مع فيض من الإمتاع الناتج عن موهبتها الغنائية المميزة.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *