رغم كل الإمكانيات الإنتاجية والفنية والتكنولوجية المتوفرة لصانعي أفلام هوليود مما يضمن لها شعبية جارفة معظم الوقت، فقد بات الكثيرون يبحثون عن أعمال من جنسيات أخرى تحمل دماء سينمائية جديدة وأفكارا وطرق طرح مختلفة بعيدة عن المألوف خاصة مع انتشار منصات البث في المنازل.
وهو ما أدركه صانعو تلك الأفلام وقرروا استغلال الفرصة، وجاءت النتيجة دراما يحبها الجميع. ومع حلول إجازة عيد الفطر المبارك الطويلة هذه المرة، قررنا أن نرشّح لكم أحدث وأفضل الأفلام غير الأميركية التي صدرت مؤخرا.
الصين
الترشيح الأول مناسب للأطفال والمشاهدة العائلية ولمحبي الطبيعة الآسيوية الخلابة المليئة بالغرائبيات والماورائيات، وهو فيلم رسوم متحركة إنتاج صيني-إسباني مشترك يجمع بين المغامرة والتشويق بعنوان “حارسة التنين” (Dragonkeeper).
العمل مُقتبس عن رواية بنفس الاسم، تدور أحداثه في الامبراطورية الصينية، حيث نشهد إحدى المغامرات التي تقع بها الفتاة اليتيمة “بينغ” برفقة تنين قديم سبق أن نُفي من المملكة، وتحديدا حين تعثر على بيضة من شأنها إنقاذ كافة التنانين من الانقراض.
فرنسا
ومن أجل الدراما الخالصة، نُرشِّح لكم الفيلم الفرنسي “تشريح السقوط” (Anatomy of a Fall) الحائز على جائزة أوسكار أفضل نَص أصلي من بين 5 ترشيحات أخرى، وهو أحد الأفلام الدرامية القوية التي صدرت مؤخرا خاصة، وله أبعاد متعددة جعلته ممتعا على أكثر من مستوى.
وتستعرض حبكته مُحاكمة علنية وصعبة تتعرض لها كاتبة مشهورة تتَّهم بقتل زوجها؛ بسبب كتابات ولقاءات سابقة لها، لكنها تنفي كل تلك المزاعم وتؤكد قيام زوجها الراحل بالانتحار.
إسبانيا
بالتزامن مع العيد، تطرح منصة نتفليكس الفيلم الإسباني “حب منقسم” (Love, Divided) وهو عمل رومانسي يحكي عن عازفة بيانو شابة تنتقل إلى محل سكني جديد، وما لم تحسب حسابه أن يفصلها عن جارها الشاب جدار رقيق للغاية وأن يكون هذا الشاب باحثا عن الهدوء وكارها للأصوات حتى لو كانت موسيقى.
العمل يُعيد للأذهان أجواء الأفلام الخفيفة التي اعتادت أن تصدر بين التسعينيات وأول الألفية الثانية، مما يجعله مناسبا لجيل الثمانينيات وذائقته الفنية البسيطة المصاحبة للإجازات.
الهند
ومن الأفلام الهندية، نُرشّح لكم فيلم “تهانينا على جريمة القتل” (Murder Mubarak)، الذي يجمع بين المغامرة والرومانسية والغموض حيث يدور حول جريمة قتل مروعة ومثيرة تعقبها الكثير من التحقيقات ينتج عنها بدورها دخول الضابط المُحقق إلى بؤرة مظلمة وغير متوقعة تضم المشتبه بهم.
ورغم أن الفيلم يبدو عاديا وأشبه بالأفلام الهندية التقليدية، إلا أن صانعيه حاولوا تقديم الحبكة بشكل أكثر ذكاء فيما سلطوا الضوء وبطريقة ساخرة على النظام البيئي ومشاكله الحالية.
اليابان
هل سمعتم يوما عن فيلم مليء بالعاطفة والمشاعر الإنسانية، يدور بالأصل حول الأشباح وفي عالم يسكنه الموتى؟ هذا ما يقدمه الفيلم الياباني “المسيرات” (The Parades).
“المسيرات” فيلم درامي يحكي عن حادثة مدمرة يعقبها محاولات حثيثة من إحدى الأمهات للعثور على ابنها المفقود، قبل إدراكها حقيقة كونها ماتت وأن العالم الذي تسكنه حاليا لا يحوى سوى الأرواح المضطربة والنفوس الضائعة لأشخاص عاديين يُشبهون الجميع، وهناك تلتقي بالأشخاص الذين يشكلون عائلتها بينما نتعرّف إليهم وإلى أحلامهم وقصصهم الخاصة.
ألمانيا
ومن ألمانيا، يأتي الفيلم الكوميدي الرومانسي “عيادة القلوب المكسورة” (The Heartbreak Agency)، أحداث العمل تدور حول صحفي يحاول فضح مؤسس عيادة معنية بالقلوب المكسورة وغير القادرين على الحب.
ومع استمرار الحديث بين الاثنين، يلاحظان اشتراكهما في مناهضة الرومانسية، واعتناق نفس الأفكار الواقعية التي تسخر من الحب الساذج والطريقة التي تصوره بها الأفلام السينمائية عبر قصص وأغنيات مُبتذلة.
الطريف أن نظرتهما الموضوعية للحب وسخريتهما اللاذعة من الواقعين فيه هي نفسها التي تُقرّب بينهما وتحولهما مع الوقت إلى اثنين من أبطال القصص التي يستخفون بها.
جدير بالذكر أن النهج الذي استخدمه صانعو الفيلم، أثار استياء البعض ممن التمسوا به عملا مختلفا وناضجا، وتمنوا لو كانت القصة سلطت الضوء على حقيقة المشكلات الجوهرية والأسئلة الوجودية لدى الأبطال والتي انتهت بهما لهذه الانطباعات والسلوكيات عوضا عن تحويله إلى مجرد فيلم مكرر آخر.
النرويج
الفيلم الأخير بهذه القائمة مناسب لعشاق أفلام الرعب والغموض، وهو من النرويج بعنوان “التعامل مع الموتى الأحياء” (Handling the Undead) والمقتبس عن رواية بالاسم نفسه.
أحداثه تدور ذات صيف في أوسلو، حين يعود فجأة ودون مقدمات بعض الموتى إلى الحياة ويجدون أنفسهم مضطرين إلى مواجهة العديد من الأحداث المريعة وغير المتوقعة برفقة الأحياء من عائلاتهم القديمة.