في مسلسل “سيب وأنا أسيب”.. كوميديا سوداء وأزمات أسرية بلا نهاية

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

استطاع مسلسل “سيب وأنا أسيب” أن يتصدر قائمة الأعلى مشاهدة، وسط مطالبات بتصوير جزء ثان للمسلسل المأخوذ عن الفيلم الأميركي “سويت هوم ألاباما” (Sweet Home Alabama) للمخرج إندي تينانت.

نسخة عصرية لأفلام قديمة

في مسلسل “سيب وأنا أسيب”، يجسّد أحمد السعدني شخصية إبراهيم الذي يعمل في الميكانيكا بعد تخرجه من كلية الهندسة، ويقف عائقا أمام تحقيق زوجته نبيلة (هنا الزاهد) أحلامها، فتقرر السفر إلى لبنان لتصبح خلال سنوات من أشهر مصممات الأزياء في الوطن العربي، إلى جانب حصولها على شهرة كبرى من خلال تحولها إلى “بلوغر” (مدوّنة) في شبكات التواصل الاجتماعي، لتغير اسمها إلى بيلا الجندي، وتقرر العودة إلى مصر لإخبار عائلتها أنها بصدد الزواج من ممثل لبناني شهير، إلا أنها تتفاجأ بأنها لا تزال زوجة لإبراهيم، مما يضعها في مأزق وتتوالى الأحداث والمفارقات الكوميدية.

نجح كل من المؤلفة رنا أبو الريش والمخرج وائل إحسان في تقديم نسخة عصرية بشكل ذكي تتشابه مع العديد من الأعمال التي سبق أن قدمت في السينما العربية والعالمية أيضا، منها فيلم “العائلة الكريمة” المعروض في عام 1964، وقدمت خلاله هدى سلطان شخصية الزوجة التي تقرر الهرب من الزوج لإرضاء طموحها والعمل فنانة، وترتبط بممثل شهير وتقرر الانفصال عن زوجها، إلى جانب التطابق بين المسلسل وأحداث الفيلم الأميركي “سويت هوم ألاباما” الذي عرض سنة 2002، كما تم تعريب القصة بشكل يتناسب مع طبيعة الجمهور.

ويتميّز العمل، الذي يحتل المركز الثاني ضمن قائمة الأكثر مشاهدة على منصة “شاهد”، بالديكورات والحارة المصرية، وطريقة ملابس الأبطال وحتى المبالغة في ملابس البطلة (هنا الزاهد) والتي جاءت مناسبة للتحول الذي حدث للشخصية بعدما أصبحت “بلوغر” شهيرة.

يمكن اعتبار “سيب وأنا أسيب” نموذجا عصريا ومختلفا لقصة “ترويض النمرة” لويليام شكسبير، التي تم تقديمها بأكثر من معالجة في العديد من الأعمال سينمائيا ودراميا، الأمر الذي يظهر في العديد من المشاهد مثل محاولات الزوج إبراهيم ترويض بيلا الجندي، وإعادتها لحياتها بشكلها الطبيعي، لتقوم بواجباتها المنزلية.

خلطة من الأزمات الحياتية

تطرق سيناريو “سيب وأنا أسيب” لعدد من المشاكل الاجتماعية بشكل كوميدي، مثل مشاكل الشباب المقبلين على الزواج في القصة التي يجسدها أحمد السعدني وهنا الزاهد، ومشكلة الزوج (محمد جمعة) الذي يعاني من تسلط زوجته (يارا جبران).

كما يتطرق العمل إلى مساوئ الأب الذي يعيش على هامش الحياة دون أدنى اهتمام بأسرته وأبنائه، وهذا النموذج يقدمه محمود البزاوي عبر شخصية الأب “سيد الجندي”، وهو أب مدمن على الخمر والمخدرات يقرر أن يزوج ابنته في غيابها، ويضعها في مشكلة كبيرة، في مقابل الأم التي تعول الأسرة لكنها ضعيفة أمام هذا الأب.

تفوّقُ الممثلين على بطلي العمل

نجاح السيناريو والإخراج في تقديم عمل جيد وناجح صاحبه أداءٌ تمثيلي مميز لعدد من الأبطال المشاركين، على الرغم من عدم ظهور البطلين الرئيسيين للمسلسل أحمد السعدني أو هنا الزاهد بإمكانيات تمثلية مختلفة، فالسعدني لم يخرج من عباءة الشاب الكوميدي الخفيف الظل.

يقدم المسلسل هنا الزاهد في ثوب أشبه بلعبة “باربي”، مما يتناسب مع فكرة ظهورها في صورة “بلوغر” شهيرة تسعى لنيل الشهرة وحصد المعجبين، إلا أن الزاهد لم تغيّر من أدائها أو طبقات صوتها أو حتى تعبيرات وجهها لتتفاعل مع تحولات الشخصية.

المفارقة أن المخرج وائل إحسان نجح في توظيف الممثلة عارفة عبد الرسول والممثل محمود البزاوي بشكل مختلف يغير من أدائهما الدرامي بعيدا عن الكوميديا من خلال المشاهد المأساوية التي تتناسب مع شخصية الأب المستهتر والأم السلبية.

هل العمل مناسب لجميع أفراد الأسرة؟

على الرغم من الترويج للمسلسل بأنه يتناسب مع جميع أفراد العائلة، فإنه يؤخذ على صنّاعه كثرة الشتائم واللجوء إلى التغطية عليها باستخدام تشويش صوتي عليها، مما عرّض أسرة “سيب وأنا أسيب” للانتقاد، وقد علق المخرج وائل إحسان على ذلك بأنه لم يعتقد أن الجمهور سيتمكّن من تفسير الشتائم بسهولة، وإلا لوضع شريطا على فم أحمد السعدني، وأن الزيادة في هذه الألفاظ والشتائم كانت مقصودة لتوضح حجم المشاكل بين البطلين.

تظل تجربة مسلسل “سيب وأنا أسيب” خفيفة الظل بإيقاع سريع، حيث تدور الأحداث في 10 حلقات فقط، وتتناسب مع طبيعة عرضها على المنصات.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *