استطاعت الحملة الدعائية لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي بايدن أن تجمع 15 مليون دولار من هوليود وحدها في الربع الرابع من العام الماضي، رغم همسات التذمر وعدم إجماع أثرياء المدينة الأهم في صناعة السينما في العالم على تأييده.
وكانت الحملة قد جمعت إجمالي 97 مليون دولار، تم التبرع بها من جميع أنحاء الولايات المتحدة الأميركية في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي، وفقا لمجلة “هوليود ريبورتر”، وذلك بعد أن ضمت حفلات جمع التبرعات نجوما وشخصيات هوليودية كبرى في المدينة، منها المخرج ستيفن سبيلبرغ الحاصل على جائزتي أوسكار، والمخرجة شوندا ريمز، والممثل جون هام المعروف بمسلسل “رجال مجانين” (Mad Men)، والممثلة والمغنية الأشهر باربرا سترايسند.
لا بديل
وتمثل الانتخابات الرئاسية الأميركية التي تعقد في نوفمبر/تشرين الثاني أزمة كبيرة بالنسبة لمدينة هوليود، التي تتسم بطابع ليبرالي، وتميل إلى اختيار رئيس ديمقراطي دائما.
ويشير تدفق الأموال على الحملة الرئاسية لبايدن إلى أن الرئيس الأميركي لن يكون قلقا -على الأقل بالنسبة إلى لوس أنجلوس- سواء في اقتراع الخامس من مارس/آذار المقبل، أو في الانتخابات العامة المرتقبة في نوفمبر/تشرين الثاني.
ويتجاوز عدد أعضاء الحزب الديمقراطي الذي يمثله بايدن في البيت الأبيض، ضعف عدد أعضاء الحزب الجمهوري في ولاية كاليفورنيا التي تتبعها هوليود، وقد حصل بايدن في الانتخابات الرئاسية عام 2020 على نسبة بلغت 71% من أصوات ناخبي مقاطعة لوس أنجلوس التي تضم هوليود.
وباستثناء الرئيس الجمهوري الأسبق رونالد ريغان، الذي تولى الرئاسة بين عامي 1981 و1989، وحكم ولاية كاليفورنيا بين عامي 1967 و1975، فإن شعبية الجمهوريين، الذين يمثلهم ترامب في الانتخابات الرئاسية المقبلة لم تكن بالقدر الذي يجعلها تهدد شعبية أي رئيس ديمقراطي في المدينة، ولعل السبب الأهم لذلك التعاطف الذي دفع برونالد ريغان -حينها- إلى البيت الأبيض هو كونه ممثلا، ورئيسا لنقابة ممثلي الشاشة في هوليود.
نهر المال
لا تقتصر أهمية هوليود على عدد الأصوات التي يحصل عليها المرشح، ولكن على تدفق الأموال للحملات الانتخابية، وأغلبها من صناعة الترفيه والسينما.
يقول جيفري كاتزنبرغ، مؤسس شركة “دريم ووركس” (DreamWorks) لمجلة “هوليود ريبورتر”، إن الصناعة تقف بقوة مع بايدن. ويضيف: “لقد عرف مجتمع هوليود الرئيس بايدن ودعمه منذ أكثر من 40 عاما في كل انتخابات مختلفة، لكن المخاطر هذه المرة أكبر، لأن ديمقراطيتنا في خطر، والخيار بسيط للغاية بين الديمقراطية أو حكم الرجل الواحد”.
ويؤكد زاك سوكولوف، مدير “رافورد ستوديو سنتر” (Radford Studio Center)، أن “هناك مجموعة كبيرة من العاملين في صناعة الترفيه ينظرون إلى الرئيس بايدن باعتباره أول رئيس ينضم إلى إضراب هوليود”.
دعم الإضراب
يسمح قانون تمويل الحملات الانتخابية للأفراد بالتبرع بما يصل إلى 929 ألفا و600 دولار لصندوق إعادة انتخاب بايدن، وقد وصل عدد المتبرعين الأفراد من مدينة لوس أنجلوس إلى مليون شخص وفقا لسجلات الضرائب الفدرالية. ومن بين المتبرعين الكبار، قدم كيسي واسرمان، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة واسرمان الإعلامية، الحد الأقصى الذي يسمح به القانون، وهو مبلغ 929 ألفا و600 دولار.
وساهم جيفري كاتزنبرغ بمبلغ يقترب من سابقه وهو 889 ألفا و600 دولار، وتجاوز كل من الممثل الكوميدي سيث ماكفارلين والمنتجة التلفزيونية مارسي كارسي 100 ألف دولار.
وكان تضامن بايدن مع عمال السيارات في ميتشيغان قد رفع شعبيته في المدينة، حيث ربط بين إضراب هوليود وإضراب عمال السيارات، وقال: “أحث أصحاب العمل على أن يتذكروا أن جميع العمال -بما في ذلك الكتّاب والممثلون وعمال السيارات- يستحقون حصة عادلة من القيمة التي ساعد عملهم في خلقها”.
ورغم الخصومة المعلنة بين ترامب وبعض رموز هوليود، إلا أن لديه بعض الداعمين وبينهم جيمس وودز الممثل والمنتج المنفذ لفيلم “أوبنهايمر”، والممثلة والمغنية تارين مانينغ والممثل دينيس كويد والممثلة الكوميدية روزان بار، وفي المقابل لا يترك النجم المخضرم روبرت دي نيرو فرصة إلا وينتقده بشكل حاد، وكذلك ميريل ستريب، وغيرهما.