فنان حركات التحرر.. الشرطة الإسبانية تفكك شبكة لتزييف أعمال بانكسي الفنية

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

أعلنت الشرطة في إسبانيا تفكيك شبكة لتزييف الأعمال الفنية يشتبه في أنها باعت أعمالا منسوبة إلى فنان الشارع البريطاني بانكسي، ووصل سعر بعض القطع إلى 1500 يورو أو أكثر.

وقالت الشرطة في إقليم كتالونيا أمس الخميس إنها داهمت ورشة عمل داخل شقة في مدينة سرقسطة استخدمها المزورون لتزييف الأعمال الفنية قبل بيعها في قاعات المزادات أو متاجر التحف أو عبر منصات على الإنترنت.

وأوضحت الشرطة في بيان أن المحققين صادروا 9 أعمال وسجلوا ما لا يقل عن 25 عملية بيع لضحايا في إسبانيا وألمانيا وسويسرا والولايات المتحدة وأسكتلندا. ويخضع 4 أشخاص للتحقيق بتهمة الاحتيال وارتكاب جرائم تعدٍ على الملكية الفكرية.

وفقا للشرطة، صنع “اثنان من المتابعين الشباب لفن الشارع لبانكسي يعانيان من مشاكل مالية”؛ أعمالا فنية على شاكلة أعمال بانكسي، وذلك بطباعة الرسم بالتفريغ وبواسطة طوابع الحبر في ورشة سرقسطة، وباعوها في البداية بأسعار لا تزيد على 80 يورو.

لكن موزعا تعاون مع هيئة توزيع لصنع شهادات مزورة تنسب الأعمال إلى بانكسي، فنان الشارع الذي لم تُكشف هويته من قبل.

واكتشفت شركة بيست كونترول، وهي الجهة الوحيدة التي تصدر شهادات التصديق على أعمال بانكسي، أن الأعمال الفنية والشهادات مزيفة.

وقالت الشرطة: “التحقيق لا يزال مفتوحا ولا يستبعد وجود المزيد من الضحايا وإجراء اعتقالات جديدة”.

غرافيتي ضد الرأسمالية والدكتاتورية والحروب

ويصف رسام الغرافيتي العالمي “بانكسي” نفسه بأنه متحدٍ للسلطة، ويُعرف برسومه الاحتجاجية ونقده اللاذع للحروب والأنظمة الدكتاتورية، وللرأسمالية بكل أشكالها، بدأ الرسم بجدارياته الداعمة لانتفاضة سكان المكسيك الأصليين عام 1994. وخلال 5 سنوات، لم يخل حائط في مدينة بريستول من عمل من أعماله.

طور أيقوناته المفعمة بالسخرية لتنقل رسالته المعادية للسلطات، وأثار العديد من التساؤلات حول شخصه وأفكاره، عندما رسم صورة الموناليزا تحمل قنبلة، ورسم على أجساد خنازير حقيقية، وأطلق 200 فأر حية في معرض مقام بلندن عام 2005.

وهو العام الذي نفذ فيه أعماله المتميزة على جدران المتاحف الكبرى بمدينتي نيويورك ولندن، وغزت رسوماته أستراليا وأميركا وكندا والمكسيك، وصولا إلى الجدار العازل بين إسرائيل والضفة الغربية في فلسطين، وأصبح واحدا من مشاهير الغرافيتي، وتباع أعماله بمئات الآلاف من الدولارات.

الفرصة الصحيحة

اهتم بانسكي كثيرا باللاجئين، وحرص على تصويرهم على أنهم بشر وليسوا مجرد ضحايا، ففي الذكرى الثالثة للحرب السورية، رسم بانسكي إحدى أشهر لوحاته الفنية “فتاة ببالون أحمر”.

وعلى جدران قبالة السفارة الفرنسية بلندن، رسم جدارية لفتاة مسرحية البؤساء “كوزيت” تبكي متأثرة بقنبلة غاز مسيلة للدموع، منتقدا تعامل السلطات الفرنسية مع اللاجئين في مخيم كاليه بشمال البلاد. بل وفي مخيم كاليه نفسه رسم صورة “ستيف جوبز” باعتباره ابنا لمهاجر سوري في الأصل.

كما زار بانسكي غزة في أعقاب حرب 2014، وأصر على دخولها عبر الأنفاق، ورسم أعماله على جدران وأبواب البيوت المهدمة، ونشر فيلما قصيرا يلفت أنظار العالم إلى أن عملية “الجرف الصامد” دمرت 18 ألف منزل.

عام 2017، افتتح فندق “وولد أوف” (Walled Off) في بيت لحم، وهو الذي بناه بجوار الجدار الذي يفصل إسرائيل عن الأراضي الفلسطينية، واحتوى على غرف مزينة بالأعمال الأصلية له.

عام 2018 شهد مهرجان تريبيكا السينمائي المقام في نيويورك عرضا للفيلم الوثائقي “الرجل الذي سرق بانكسي” للمخرج الإيطالي ماركو بروسيربيو الذي صرح قائلا “إن معظم الأشياء التي شاهدتها عن الفلسطينيين تصورهم وكأنهم ليسوا بشرا، لكن فن بانكسي كان الفرصة الصحيحة لتصويرهم كبشر”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *