علاء قدوحة شهيدا.. هل استهدف الاحتلال أبطال “قبضة الأحرار”؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

غزة – “أصبح الفنان والممثل هدفا لإسرائيل”، عندما قالها الفنان الفلسطيني علاء قدوحة في 23 ديسمبر/كانون الأول الماضي، إثر اغتيال رفيق دربه المخرج محمد خليفة، لم يكن يعلم أنه سيلحق به شهيدا.

مع ساعات فجر اليوم الثلاثاء استشهد علاء مع آخرين من أفراد عائلته، في غارة جوية إسرائيلية استهدفته وعائلته في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

وخلال السنوات الثلاث الماضية نال الفنان الشهيد علاء قدوحة شهرة واسعة، إثر مشاركته في الجزء الثاني من مسلسل “بوابة السماء” من إنتاج العام 2021، وأتبعه بالمشاركة ببطولة مسلسل “قبضة الأحرار” الذي أخرجه الشهيد محمد خليفة، وبمشاركة ممثلين وفنانين آخرين قضى عدد منهم خلال الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

استهداف الفن المقاوم

تقول أوساط محلية فلسطينية إن اغتيال الفنان الشهيد علاء قدوحة، الذي تعود أصوله لأسرة لاجئة من مدينة يافا داخل فلسطين المحتلة عام 1948، وبعد عمليات اغتيال مماثلة لـ”أبطال” مسلسل قبضة الأحرار، يظهر بأنه “استهداف ممنهج” لصنّاع الفن المقاوم.

وعقب عملية “طوفان الأقصى” التي نفذها مقاومون من كتائب عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، باجتياحهم مستوطنات غلاف غزة، استدعى مراقبون ونشطاء على منصات التواصل الاجتماعي مسلسل قبضة الأحرار، بوصفه محاكاة تمثيلية للعملية.

ويستند هذا المسلسل الذي أنتجته حركة حماس، ويصنف بأنه “عمل فني استخباراتي”، إلى قصص حقيقية، تبرز ما يطلق عليه “صراع الأدمغة” بين المقاومة وأجهزة استخبارات الاحتلال الإسرائيلي.

وفي العاشر من فبراير/شباط عام 2022، نشرت الجزيرة نت تقريرا استبقت به بث قبضة الأحرار في شهر رمضان من ذلك العام، وآنذاك قال رئيس دائرة الإنتاج في حركة حماس الدكتور محمد ثريا إن الهدف من وراء هذا المسلسل تقديم رواية فلسطينية مضادة للرواية الإسرائيلية، وإبراز تطور أداء المقاومة فيما وصفه “بصراع العقول”.

وأضاف ثريا: “نجتهد بإمكاناتنا المتواضعة لمجابهة الكذب والتضليل الإسرائيلي، إدراكا لحجم تأثير الدراما على وعي الجمهور”.

وباغتيال قدوحة ومن قبله مخرج قبضة الأحرار محمد خليفة، والمصور مصطفى ثريا، وسبقهم الفنان علي نسمان الذي كان سيشارك في الجزء الثاني من المسلسل، ترجّح أوساط فنية فلسطينية أن تكون عمليات الاغتيال ممنهجة وتهدف إلى “الانتقام” من أبطال عمل فني حولته عملية طوفان الأقصى إلى واقع.

وأبدى فنانون شاركوا في قبضة الأحرار حزنا كبيرا على فراق قدوحة ورفاقه، لكنهم فضلّوا عدم الحديث عن المسلسل، وإذا ما كان سببا في اغتياله ومن سبقوه.

وعقب اغتيال المخرج خليفة في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، قال الفنان الشهيد علاء قدوحة وهو يشير إلى أنقاض منزل المخرج الشهيد إن الاحتلال شن غارة على المنزل وكأنه يستهدف أحد كبار قادة المقاومة، مضيفا أن “المخرج والممثل والفنان هو هدف لإسرائيل، وهذا ما يفضح كذب الاحتلال وادعاءه بأنه يستهدف المقاومين”.

وبالنسبة لقدوحة فإن من وصفه بـ”جيش الاحتلال المهزوم”، تأثر بشكل كبير من المسلسلات والأفلام التي أخرجها خليفة والتي كان لها صدى كبير في العالم العربي والإسلامي، وباغتياله يؤكد الاحتلال أن “الرسالة وصلت”.

“الجنرال موشي”

ونال الفنان الشهيد علاء قدوحة شهرة واسعة محليا وعربيا بمقطع مصور قصير نشره على حسابه بمنصة “تيك توك” وظهر فيه بشخصية ضابط إسرائيلي يدعى “الجنرال موشي”، مرتديا زيا عسكريا يشبه زي جيش الاحتلال وبمظهر اعتقد كثيرون أنه بالفعل ضابط إسرائيلي قبل أن تتأكد شخصيته الحقيقية لجمهوره كفنان فلسطيني ساخر.

وفي هذا المقطع كان قدوحة يعلق على مشهد انتشر كالنار في الهشيم على منصات التواصل الاجتماعي لغراب يسقط علم إسرائيلي، وافتتح مقطعه بآية قرآنية واختتمه بمطالبة الإسرائيليين بالهروب من فلسطين.

وارتفع عدد متابعي الفنان قدوحة، الذي يعرف نفسه على حساباته بمنصات التواصل بأنه فنان شامل يقدم برامج سياسية ساخرة، صيف العام الماضي، عندما نشر مقطعا بعنوان “باي باي إسرائيل” للتعقيب على استشهاد الجندي المصري محمد صلاح الذي اشتبك مع جنود الاحتلال الإسرائيلي وقتل وأصاب عددا منهم بعد تسلله عبر الحدود المصرية الإسرائيلية، ووصفه قدوحة بأنه “فخر العرب”.

واشتهر قدوحة كذلك بمواقفه الوطنية والقومية التي تعكسها حلقات مصورة قصيرة يبثها على حساباته ويعلق من خلالها بأسلوبه الساخر على قضايا الساعة فلسطينيا وعربيا.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *