أعلن مهرجان الفيلم الفلسطيني في تورنتو عن إطلاق دورته الـ16 التي تعقد في الفترة من 27 سبتمبر/أيلول إلى الأول من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ويتضمن المهرجان عرض مجموعة من الأفلام، بالإضافة إلى عقد عدد من الفعاليات الخاصة التي تضم معرضا فنيا وحفلا غنائيا وحلقات نقاشية وورش عمل.
المنسقة الإعلامية للمهرجان فدوى حديد قالت للجزيرة نت إن إدارة المهرجان حرصت في الدورة الجديدة على أن يتم تجسيد الهوية الفلسطينية في كل الفعاليات.
وأضافت حديد أن الأفلام المشاركة “تنقل الواقع الفلسطيني من خلال تجسيد الهوية الفلسطينية والتحديات التي يتعرض لها الشعب بشكل يومي، وتستعرض قدرته على الصمود، ويربط المهرجان بين الثقافة والتاريخ والتحديات المعاصرة”.
وأكدت إدارة المهرجان في بيان صحفي أن مهرجان الفيلم الفلسطيني -الذي يعقد سنويا منذ 16 عاما- تلقى دعما تمويليا من حكومة أونتاريو ومجلس أونتاريو للفنون، بالإضافة إلى منحتين للمساعدة في العروض التقديمية للمهرجان، واستضافة الموسيقي الفلسطيني فرج سليمان لأول مرة في كندا مع فرقته الموسيقية.
الفعاليات
ويفتتح الحدث بفيلم “عَلَم” للمخرج الفلسطيني فراس خوري، وهو فيلم روائي طويل يحفل بالرموز والقومية وقدرة الجيل الصاعد على النضوج في وجود مفاهيم عالمية جديدة”.
وتدور أحداث فيلم الافتتاح حول المراهق الفلسطيني (تامر) الذي يعيش حياة تقليدية مع أصدقائه في المدرسة الثانوية حتى تظهر زميلته (ميساء) في حياته، ولنيل إعجابها يوافق تامر على المشاركة في عملية غامضة تحت مسمى “عَلَم” تقلب حياته رأسا على عقب.
وكان الفيلم حصد في مشواره السابق 7 جوائز، بينها جائزة أفضل عمل أول من مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط، و3 جوائز في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، حيث حصل على عرضه العربي الأول، وهي جائزة الهرم الذهبي لأفضل فيلم في المسابقة الدولية، وجائزة تصويت الجمهور “يوسف شريف رزق الله”، وأفضل ممثل لمحمود بكري.
كما فاز “علم” بجائزة لجنة التحكيم للشباب في مهرجان السينما المتوسطية في بروكسل، وبجائزتي أفضل عمل أول وأفضل عمل آسيوي في مهرجان كيرالا السينمائي الدولي.
ويعرض في حفل الختام الفيلم الروائي الدرامي “حمى البحر الأبيض المتوسط” للمخرجة مها الحاج، وهو إنتاج فلسطيني ألماني فرنسي قبرصي مشترك، وبطولة عامر حليحل وأشرف فرح وعنات حديد وسمير إلياس.
وتدور أحداث الفيلم حول رجل في الـ40 من عمره يعيش في حيفا مع زوجته وأولاده، ويحلم أن يكون كاتبا ويعاني اكتئابا مزمنا، بدأ الصداقة مع الجار المحتال لتنفيذ خطة في ذهنه، دون أن يتخيل ما ستقوده إليه الصداقة الجديدة من مواقف غير متوقعة.
وقد فازت الكاتبة والمخرجة مها الحاج بجائزة أفضل سيناريو عن “حمى البحر الأبيض المتوسط”، وذلك ضمن مسابقة “نظرة ما” على هامش فعاليات الدورة الـ75 لمهرجان “كان” السينمائي (2022).
ويعرض المهرجان ضمن اختياراته أفلاما جديدة للمخرجين الفلسطينيين المحليين، ومن ضمنها 3 أعمال بإشراف مهرجان الفيلم الفلسطيني في تورنتو.
معارض وحفلات
ويقام على هامش المهرجان المعرض التشكيلي “إلى راعية” ويستمر خلال فترة انعقاد المهرجان، ويتم خلاله عرض أعمال الفنانة نور بشوتي، ويجسد اللوحات المعروضة مفهومي الأرض والاستيطان، وتجليات كل منهما كصور ثقافية.
وتنطوي الأعمال على محاولات مستمرة للاكتشاف في التشكيل البصري، كما يقام معرض “تصوير فلسطين” الذي يضم صورا بصرية مبنية على بيانات بحثية لتعزيز السرد الواقعي للقضية الفلسطينية.
ويقام حفل الموسيقي والمغني الفلسطيني العالمي فرج سليمان مساء ثاني أيام المهرجان، ويقدم سليمان وفرقته عرضا في دار الأوبرا في تورنتو.
وتتميز موسيقى سليمان بألحان وقصص عن الأحلام الفلسطينية المخنوقة في مدينة حيفا، والصور الموسيقية التي تعبر عن الحب والإحباط والهجرة في ظل الاحتلال.
ويمزج فرج سليمان في ألحانه بين الإيقاعات العربية والشرقية، وبالإضافة إلى استلهامه من ثقافته العربية فهو متأثر أيضا بتقاليد موسيقى الجاز، كما تلقى تدريبا على الموسيقى الكلاسيكية، وبدأ في البحث عن أشكال جديدة للتعبير لجذب مستمعيه “الشرقيين والغربيين” على حد سواء.
أصدر فرج حتى الآن عددا من الألبومات والمشاريع الموسيقية، مثل “الدخول”، و”3 خطوات”، و”طين”، و”افتتاح المتحف الفلسطيني”، و”الباشق”، و”حب في السحابة”، كما ألّف موسيقى للمسرح ولعدد من الأفلام الحائزة على جوائز، بما في ذلك فيلم “200 متر” لأمين نايفة، ومؤخرا “عَلَم” لفراس خوري.
وتقام للكاتبة الفلسطينية إيزابيلا حماد حلقة نقاشية مساء اليوم الثالث، وتقدم خلالها روايتها الثانية “ادخل أيها الشبح”، والتي نالت استحسان النقاد.
وكانت إيزابيلا قد نشرت روايتها الأولى بعنوان “الباريسي” عام 2019.