إذا كنت تبحث عن فيلم جديد مناسب لمشاهدته مع عائلتك وأولادك الذين تجاوزت أعمارهم 13عاما لا تفوت فرصة الذهاب إلى دور العرض والاستمتاع بفيلم “بلو بيتل” (Blue Beetle) الإصدار رقم 14 بعالم الأبطال الخارقين لـ”دي سي” (DC).
أيا كانت توقعاتك، هذا العمل سوف يتفوق عليها، ليس لأنه الأفضل وإنما لأنه مختلف عن النمط السائد لهذه النوعية من الأفلام.
صدر فيلم “بلو بيتل” أغسطس/آب الماضي وما زال حتى الآن متاحا في دور العرض، وهو من إنتاج شركة وارنر برذرز بيكتشرز، أخرجه أنخيل مانويل سوتو وكتبه غاريث دونيت ألكوسر. أما البطولة فجماعية شارك بها كل من شولو ماريدونيا، وبرونا ماركيزين، وجورج لوبيز، وأيضا بيليسا اسكوبيدو، وأدريانا بارازا، وإلبيديا كاريو، وكذلك داميان ألكازار، وراؤول تروجيلو، وسوزان ساراندون.
أفضل الافتتاحيات
وبالرغم من أن التوقعات المسبقة كانت تنص على أن يجني العمل أرباحا افتتاحية بين 25-32 مليون دولار، حصد 43 مليون دولار، مما دفع مجلة “فاريتي” لوصفه بأحد أفضل الافتتاحيات بتاريخ عالم “دي سي”. وهو ما بدا مبشرا، خاصة بعد خيبة الأمل الأخيرة وفيلم “فلاش” الذي لم يحصد سوى 200 مليون دولار من أصل ميزانية وصلت إلى 268 مليونا.
ورغم الأرباح الافتتاحية المبشرة، لم يجن “بلو بيتل” حتى هذه اللحظة إلا 121 مليون دولار فيما بلغت ميزانيته 104 ملايين، وبناء على تلك الأرقام احتل المرتبة الأخيرة باعتباره الأقل ربحا بتاريخ “دي سي” وإن كان وفقا لمبدأ المكسب والخسارة وبسبب صغر ميزانيته فقد تفوق على كل من “شازام: غضب الآلهة” و”فلاش”.
يُذكر أن جزءا من تلك الخسارة يعود إلى قلة الدعاية من جهة، والمنافسة الشرسة التي لاقاها العمل من جهة أخرى، حين وقع بين فكي عملين بحجم “باربي” و”أوبنهايمر”، إذ ربما إن لم يؤجّل لفترة أو عُرض في وقت آخر خلال العام كان سيُحقق ربحا أكبر.
بطل خارق بالصدفة
تعود شخصية “بلو بيتل” إلى عام 1939، ومع ذلك فإن الصورة المعاصرة التي ظهرت بها الشخصية على صفحات الكوميكس لم تصدر إلا في 2006، وأهم ما يميزها هو ما تتمتع به من خصوصية ثقافية.
يحكي الفيلم عن رييس الذي يعود إلى وطنه بعد التخرج من الجامعة، يملؤه الحماس والأمل ويحمل في جعبته الكثير من الخطط المستقبلية، لكنه يُفاجأ بتعرّض والده -أثناء غيابه- إلى أزمة قلبية ترتّب عليها ترك الأب وظيفته، قبل أن يصبح منزل العائلة هو الآخر على وشك الضياع جراء الأزمة المالية.
يقرر رييس مساعدة أسرته بكل السبل، حتى أنه يقبل العمل مع شقيقته بأعمال متواضعة من بينها تنظيف منتجع فيكتوريا كورد الذي تديره إحدى كبرى شركات الصناعات التكنولوجية الحديثة. وهناك يلتقي جيني، الوريثة لشركة كورد، والتي ترفض الطريقة التي تدير بها عمتها الأمور، خاصة وأنها تناقض ما عاش والدها يحلم به ويؤسس له.
وبسبب خلاف بين الاثنتين، يتورط رييس ويضطر لإخفاء سلاح خطير على شكل جعران (خنفساء) دون أن يدري، ونتيجة لتطفل أسرته يخترق السلاح جسد رييس ويُسيطر عليه ومن ثمّ يمنحه قدرات خارقة، تضطر فيكتوريا كورد لمطاردته وتهديد أمن أسرته لاستعادة سلاحها الذي تريد من خلاله السيطرة على العالم.
نكهة مكسيكية أصيلة
لمزيد من التقمص والمصداقية اختار المخرج اعتماد الحبكة على عائلة مكسيكية حقيقية من حيث اللهجة والتجارب، وهو ما دفعه لاختيار ممثلين مكسيكيين لديهم شعبية بسينما أميركا اللاتينية ومعروفين كذلك بالسينما الأميركية.
الأمر نفسه ينطبق على الموسيقى التصويرية التي صبغت العمل بطابع لاتيني مميز، بالإضافة إلى تزويد الفيلم بتفاصيل أخرى مثل عرض لمحات من المسلسل المكسيكي (El Chapulín Colorado) المتمحور حول الأبطال الخارقين على التلفاز ضمن المشاهد.
للوهلة الأولى يبدو العمل أقرب إلى قصة تقليدية وحتى على الشاشة فهو أشبه بأفلام الخارقين بالتسعينيات سواء على مستوى الخيال والحبكة أو الحركة وتصميم المعارك والنكات، الأمر الذي جعل بعض النقاد يصفونه بالقابل للتوقّع. كما عابوا على السطحية التي قُدّم بها الأشرار وتواضع الرسومات الهزلية والمؤثرات البصرية.
تقييمات فنية متوسطة
رغم تقييمات النقاد المتوسطة، فقد أحب الجمهور العمل ربما للأسباب نفسها التي اعترض عليها المتخصصون، إذ أخيرا منحتهم “دي سي” فيلما عائليا عن أسرة حقيقية يتفاعل أفرادها مع بعضهم بطريقة واقعية وحميمية.
أما البطل الخارق بالأحداث فهو شاب طموح عادي للغاية، أثقلته الحياة بفعل المسؤولية والنضال من أجل الأسرة التي يرفع أفرادها شعار “الجميع للفرد والفرد للجميع”، مما جعلهم لا يتوانون عن الاتحاد والتصدّي بوجه الأشرار الذين يفوقونهم عددا وقوة، بطريقة جمعت بين السذاجة والكوميديا والفوضى الخلاقة.
هذا الأمر منح المغامرة بأكملها طابعا عاطفيا وأصيلا أكد رسالة العمل: “الحب الذي تشعر به تجاه عائلتك يجعلك قويا”.
وأمام تعلُّق الصغار والمراهقين بالعمل، صرح المخرج سوتو أن “بلو بيتل” جزء من الخطط المستقبلية لامتياز جديد لشركة “دي سي” وهو على الأغلب جزء أول من ضمن ثلاثية، مما أسعد الجمهور الذي وجد الخط الدرامي الخاص بالعائلة نقيا وثريا بما يحتمل أن يتم البناء عليه واستثماره في أجزاء أخرى.