الكاتبة الفرنسية من أصول مغربية ليلى السليماني: تراجع الثقافة الغربية في أفريقيا تحرر من التبعية

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

اعتبرت الكاتبة والأديبة الفرنسية ليلى السليماني المولودة في المغرب أن تراجع الثقافة واللغة الفرنسية في عدد من الدول الأفريقية الناطقة بها على حساب اللغات الأم أو لغات أخرى “أمر طبيعي في فترة ما بعد التحرر من الاستعمار”.

وقالت ليلى السليماني -المولودة في الرباط عام 1981 من أب مغربي وأم جزائرية فرنسية- إن “انحسار الأدب الفرنسي في أفريقيا، أو في العالم الناطق بالفرنسية، يعود إلى مرحلة ما بعد التحرر”.

وفي مقابلة مع رويترز، على هامش مشاركتها في الدورة الـ20 للمهرجان الدولي للفيلم المقام حاليا بمراكش، أضافت الكاتبة -الحائزة على أرفع جائزة أدبية في فرنسا عام 2016- أن “هنالك جيلا جديدا يريد أن يكون فخورا بهويته، وأن يكون مستقلا وغير مستعد لأن يبقى تابعا للغرب وثقافته، وهذا بالنسبة لي تطور طبيعي”.

وتحضر ليلى المهرجان بصفتها عضوا في لجنة تحكيم أفلام المسابقة الرسمية، وعددها 14 فيلما.

وانطلقت هذه الدورة في الـ24 من الشهر الجاري وتنتهي في الثاني الشهر المقبل بمشاركة 36 بلدا و75 فيلما.

“أغنية هادئة”

وحولت المخرجة الفرنسية لوسي بورليتو رواية ليلى السليماني “أغنية هادئة” إلى فيلم سينمائي عام 2019، وهي الرواية الحائزة على جائزة “غونكور” عام 2016، وهي أرفع جائزة أدبية في فرنسا.

واعتبر النقاد أن ليلى -التي نشأت بوسط فرنكفوني ودرست بالثانوية الفرنسية في الرباط قبل أن تدرس الإعلام بالمدرسة العليا للتجارة بباريس- حققت إنجازا غير مسبوق بحصولها على هذه الجائزة، إذ تعدّ أول امرأة من أصول عربية وأفريقية تفوز بها بعد كل من الأديبين المغربي الطاهر بن جلون عام 1987 عن روايته “ليلة القدر”، واللبناني أمين معلوف عام 1993 عن روايته “صخرة طانيوس”.

وقالت ليلى “عندما أكتب لا أفكر في أصلي وهويتي الأفريقية أو العربية، الفكر يسمو على كل شيء”.

وأضافت أن “الصعوبات التي تواجهها هي نفسها بالنسبة لكل فنان أو كاتب أو مفكر في العالم، إنما أحاول أن أكتب بصدق إلى أبعد الحدود، أحاول أن أكتب ما أفكر وأشعر به، وما هو متعلق بروحي”.

الثقافة المغاربية في فرنسا

وأشارت إلى أن الثقافة العربية، وخاصة المغاربية من دول المغرب والجزائر وتونس، “تفرض نفسها بقوة في فرنسا، حيث هنالك عدد من الكاتبات المغربيات اللواتي فرضن أنفسهن بقوة في مواضيع كان مسكوتا عنها في السابق كالجسد”.

وعن روايتها “أغنية هادئة” التي توحي بالهدوء والسكينة لكنها تخفي جريمة بشعة لمربية قتلت طفلين كانت تتولى رعايتهما، قالت إن “العالم مصنوع من مشاعر وأحاسيس متناقضة، فالنعومة ليست غريبة عن إنسانيتنا.. لكن العنف موجود أيضا للأسف”.

وعبرت عن تفاؤلها بخصوص مستقبل القراءة والكتاب، وأنها لا ترى أي تراجع في ظل انتشار التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، قائلة “أنا متفائلة، لا أظن أن هنالك أي تراجع في القراءة، أظن أن الكتاب لا يزال يحتفظ بقيمته، فالناس لا تزال تقرأ وتسافر وتنتقل من أجل اقتناء الكتب”.

وعن تحويل رواياتها إلى أعمال سينمائية، قالت ليلى السليماني إنها التقت بمخرجين أرادوا تحويل قصصها إلى أفلام و”كنت متشوقة لأعرف إلى ماذا يتطلعون وماذا سينتج عن هذا المزج بين الأدب والسينما؟ لكن هنالك بعض الروايات لا أريد إخراجها للسينما”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *