يتطرق أستاذ علم التجويد والقراءات القرآنية الدكتور أيمن رشدي سويد في برنامج “الشريعة والحياة في رمضان” إلى بداية نزول القرآن العظيم على محمد -صلى الله عليه وسلم- وتدوينه وحفظه، بالإضافة إلى الحكمة من ترتيب آياته وسوره.
والقرآن العظيم هو كلام الله -عز وجل- أنزله على قلب النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- عن طريق أمين الوحي جبريل عليه السلام، وقال تعالى في سورة الحجر ﴿إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون﴾.
وطالما أن القرآن الكريم هو كلام الله -كما يواصل الدكتور أيمن رشدي- فهو مخالف لكلام البشر من كل النواحي، وهو كلام من جنس كلام العرب، لكنه مخالف لكلامهم، ولذلك قال بعض أئمة اللغة إن الكلام العربي ثلاثة: نثر وشعر وقرآن.
وفور نزول القرآن العظيم بلّغه النبي -صلى الله عليه وسلم- للأمة منطوقا صوتيا ومكتوبا، وليس بعد فترة أو بعد سنين كما يزعم بعض المستشرقين.
وعن ترتيب الآيات والسور والحكمة من ذلك، يؤكد الدكتور أيمن رشدي أن القرآن الكريم هو دستور البشرية، ولذلك لم يترك الله -عز وجل- لعباده كي يرتبوه كما يشاؤون، وقد اتفقت الأمة على أن ترتيب الآيات في السورة الواحدة توقيفي.
وآخر آية نزل بها جبريل عليه السلام على النبي -صلى الله عليه وسلم- جاءت في سورة البقرة ﴿واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون﴾، وقال جبريل -عليه السلام- ضعها على رأس 280 من البقرة.
فالسور والآيات مرتبة من عند الله -عز وجل- لأنه لا يوجد تفسير لهذا الترتيب المدهش، كما أن المسلمين لم يختلفوا في ترتيب الآيات والسور كما يوضح الدكتور أيمن رشدي في حديثه لحلقة (2024/3/25) من برنامج “الشريعة والحياة في رمضان”.
ويؤكد أستاذ علم التجويد والقراءات القرآنية أن القرآن الكريم فيه أنوار وأسرار، ويعطي مثالا بقول النبي صلى الله عليه وسلم “إن هناك 30 آية في القرآن تدافع عن صاحبها”، فسورة الملك لا يوجد فيها ما يدل على أنها تدافع عن العبد الذي يداوم على قراءتها يوم يوضع في قبره، وكذلك سورة الواقعة لا يوجد فيها ما يؤكد أن من يداوم على قراءتها لا يصيبه الفقر (الفاقة) كما قال النبي الكريم.
كما أن النبي الكريم لم يفسر معنى الحديث الشريف “إن هذا القرآن أنزل على 7 أحرف شاف كاف..”، كما أن الصحابة الكرام لم يسألوه عنه.
وعن سبب جمع الخليفة أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- القرآن الكريم وليس النبي -صلى الله عليه وسلم- من قام بذلك، يوضح الدكتور أيمن رشدي أن اكتمال نزول القرآن الكريم كان إلى قبيل وفاة النبي الكريم، وقال العلماء إنه لم يفعل ذلك خشية من أن ينزل شيء جديد، مبرزا أنه لما آلت الخلافة لأبي بكر اقترح الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- موضوع جمع القرآن المكتوب.
واختار أبو بكر -رضي الله عنه- زيد بن ثابت لجمع القرآن الكريم، وقال له “إنك شاب عاقل لا نتهمك، وكنت تكتب الوحي لرسول الله”.
وجمع زيد كل القرآن الكريم إلا آيتين وجدهما مكتوبتين عند صحابي اسمه خزيمة بن ثابت.
وكتب زيد بن ثابت القرآن الكريم على صحف من جلد الغزال، وبقيت الصحف عند الخليفة أبو بكر رضي الله عنه، ثم انتقلت إلى الخليفة عمر رضي الله عنه، ثم إلى أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب، ثم انتقلت إلى الخليفة عثمان رضي الله عنه.