يشهد شبّاك التذاكر الهندي حاليا عرض فيلم “غات” (Jaat) الذي يمثل عودة النجم الكبير ساني ديول إلى الساحة السينمائية، بعد غياب دام قرابة عامين منذ آخر أعماله الناجحة “غادار 2” (Gadar 2) الذي صدر عام 2023 وحقق أرقاما قياسية في الإيرادات، إلى جانب إشادات نقدية وجماهيرية واسعة.
بَيد أن التوقعات العالية اصطدمت بواقع مختلف مع “غات”، إذ سجل الفيلم بداية متوسطة، محققا نحو مليوني دولار أميركي في أول يومين من عرضه، قبل أن تتراجع إيراداته بشكل حاد بنسبة قاربت 70% خلال الأسبوعين التاليين.
حملة مقاطعة تؤثر على الإيرادات
واجه “غات” تحديا كبيرا تمثل في حملة مقاطعة أطلقها بعض المسيحيين في الهند، احتجاجا على مشهد اعتُبر مسيئا لمشاعرهم الدينية. واضطر صناع الفيلم إلى حذف المشهد وتقديم اعتذار رسمي لمحاولة احتواء الأزمة، إلا أن الضرر كان قد لحق بالفعل بأداء الفيلم في شباك التذاكر.
لم تكن هذه العقبة الوحيدة أمام الفيلم، إذ أجبرت الرقابة الهندية صناع “غات” على حذف 22 مشهدا بسبب احتوائها على ألفاظ نابية ومشاهد عنيفة، مما أدى إلى فوضى في السرد وترتيب الأحداث، وأضعف تدفق القصة التي كان يفترض بها أن تحمل رسالة اجتماعية قوية تنتقد استغلال الحكومات للفقراء.
حبكة تقليدية وعودة إلى الأبطال الخارقين
يروي الفيلم قصة مزارع بسيط يُدعى جاغتاب (ساني ديول)، ينتمي إلى طبقة “الغات” الزراعية، يعيش حياة هادئة قبل أن يحاول أصحاب النفوذ الاستيلاء على أراضي قريته. يتصدى لهم جاغتاب وينتصر عليهم، في سردية مألوفة تكررت مئات المرات في تاريخ السينما العالمية.
رغم أن المخرج وكاتب السيناريو جويبشاند مالينيني قدّم بعض الحوارات اللافتة، فإن اعتماده الكامل على شعبية ساني ديول وسيناريو “البطل الأوحد” أسقط الفيلم في فخ السطحية والنمطية، في وقت باتت فيه مثل هذه الحبكات غير قادرة على جذب الجمهور العصري.
ويعد تسطيح الشخصيات الثانوية، لا سيما النسائية منها، واحدة من أبرز مشكلات “غات”. فعلى الرغم من احتفاء الجمهور بمشاركة الممثلة سايامي خير بدور شرطية، إلا أن شخصيتها تعرضت للتهميش في النصف الثاني من الفيلم لصالح إبراز شخصية البطل فقط، مما أفقد القصة توازنها وأثر على مصداقيتها.
كما ركز “غات” بشكل مفرط على مشاهد الأكشن، التي جاءت ضعيفة التنفيذ ومبالغا فيها، مُحضِرة إلى الأذهان المبالغات التي ميزت أفلام الحركة الآسيوية خلال الخمسينيات والستينيات.
وعانى العمل من مونتاج فوضوي، حيث الانتقالات بين المشاهد جاءت مفاجئة وغير منطقية، مما أدى إلى تشويش بصري منع المشاهد من الانغماس في القصة.
الفيلم افتقر أيضا إلى ثبات الإيقاع، فبينما سارت بعض أجزائه بسرعة مفرطة، تباطأت مشاهد أخرى إلى حد الملل، مما انعكس سلبا على تفاعل الجمهور مع تطور القصة.
كما لم تفلح الموسيقى التصويرية في دعم أجواء الفيلم، إذ اتسمت بالنمطية، مع استخدام مفرط وغير متناسق، مما أضعف التأثر العاطفي للمشاهد.
منافسة شرسة وضعف ترويجي
وجاء عرض “غات” في ظل منافسة قوية مع أفلام هندية أخرى نالت استحسان النقاد والجمهور، ما زاد من صعوبة مهمته في تحقيق النجاح.
أضف إلى ذلك أن الخطة الترويجية للفيلم كانت ضعيفة وغير مدروسة مقارنة بحجم التوقعات، مما فاقم من أزمة الإيرادات.
ويضم فريق “غات” نخبة من النجوم، أبرزهم: ساني ديول، وسايامي خير، وريغينا كاساندرا، وفينيت كومار، وأورفاشي راوتيلا، فيما كتب نص الفيلم وأخرجه جويبشاند مالينيني، بالتعاون مع المؤلف المشارك سوارب جوبتا.