مشاهير العالم ونجوم هوليود يتراجعون عن دعم الاحتلال الإسرائيلي

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 8 دقيقة للقراءة

لم يكن تبرع المطرب والكاتب الكندي أبيل تسيفي “ذا ويكند” بمبلغ مليونين ونصف المليون دولار للجهود الإغاثية في غزة الأسبوع الماضي إلا تتويجا لتحولات حقيقية في مواقف مشاهير العالم، وخاصة في هوليود، التي اكتشف نجومها زيف سردية الاحتلال الإسرائيلي، وكذب ادعاءات قتل الأطفال واغتصاب الأسيرات الإسرائيليات في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي في عملية “طوفان الأقصى”.

وقد تحول عدد كبير من نجوم هوليود عن مواقفهم التي اندفعت لدعم إسرائيل، وطالب الكثيرون بوقف الحرب على غزة بعد إدراكهم بشاعة الممارسات العسكرية ضد غزة.

وقد جاءت أكثر المواقف تأييدا للاحتلال عبر منصات التواصل الاجتماعي من قبل مادونا، وإيمي شومر، وسارة سيلفرمان، وناتالي بورتمان، وهي الأسماء نفسها التي قادت تغيير المواقف، وانضم إلى قافلة الأصوات المطالبة بوقف الحرب، كل من دواين جونسون “ذا روك”، وجيري سينفيلد، وباربرا سترايسند، وسلمى بلير، وريس ويذرسبون، وجاستن بيبر، وجوش جاد، وجيمي لي كورتيس، وكيم كارداشيان، وجيسيكا سينفيلد، وليندا كارت، ومايكل ستيب، وكارولين بولاشيك، كيلر ومايك، دوا ليبا، وفيك مينسا، وميغيل، كايت راندا، وماكليمور، وكيت بلانشيت، وخواكين فينيكس، وجون كوزاك، ولينا وايث، ودريك، وجينيفر لوبيز وآدم لامبرت.

وأدى هذا التحول الكبير في المواقف إلى ظهور أصوات تعلن خوفها من تصاعد معاداة السامية بين العاملين في هوليود رغم الجهود التي بذلها اللوبي الإسرائيلي في عاصمة السينما العالمية.

ومن هذه الأصوات الناقدة ليبا نيسيس، الكاتبة الترفيهية في موقع “الصوت اليهودي”، التي قالت -في فيديو مصور- إنها تدق ناقوس الخطر من أن تقديم المشاهير أي شيء أقل من الدعم الكامل لإسرائيل يمثل مشكلة.

قلب مادونا وقتل وديع

وفي تناقض صارخ مع موقفها الداعي لدعم الاحتلال الإسرائيلي، أظهرت مادونا تعاطفا غير محدود مع أطفال غزة، ونشر موقع “الغارديان” الكلمة التي ألقتها على أحد مسارح لندن في ثالث أيام جولتها الغنائية الأخيرة.

وكانت مادونا قد قالت في منشور سابق لها على منصة إنستغرام عقب عملية طوفان الأقصى: نحن نعيش في عالم تمزقه الكراهية. قلبي مع إسرائيل… أنا أدرك أن هناك الكثير من الأبرياء في فلسطين. إن هذا الهجوم المأساوي لن يؤدي إلا إلى المزيد من المعاناة للجميع.

وجاء قتل الطفل الأميركي “وديع الفيومي”، ليدفعها إلى إعادة قراءة مشهد الحرب الإسرائيلية على غزة، فعادت لتقول “أريد إعادة صياغة عبارة الكاتب الأميركي جيمس بالدوين التي تقول “لقد كان مصدر إلهام كبير لي طوال حياتي. إن أطفال العالم ملك لنا جميعا، لكل واحد منهم. لا يهمني من أين أتوا، وما هو غطاء رأسهم، وما هو لون بشرتهم، وما هو دينهم، فالأطفال ينتمون إلينا. ونحن مسؤولون عنهم”.

ووصفت مادونا مقتل الطفل “وديع” البالغ من العمر 6 سنوات في شيكاغو على يد جوزيف تشوبا (71 عاما) مالك العقار الذي تسكن فيه أسرة وديع، والذي طعن الصبي، وهاجم والدته، بسبب كونهما مسلمين وبسبب تأثره بالموقف الإعلامي الغربي من تلك الحرب، بـ”جريمة كراهية”، وقالت “علينا أن نتذكر أننا بشر هنا، ولا يمكننا أن نفقد إنسانيتنا. يمكن أن تنكسر قلوبنا، ولكن أرواحنا لا تستطيع ذلك”.

آيمي شومر والحب

هاجمت آيمي شومر المطالبين بوقف الحرب على غزة، وكتبت عن هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي: “فقدت الكثير من الأصدقاء في الأسابيع القليلة الماضية، لكني أشعر بالقوة والحرية عندما أعلم أنني أدافع عن الحقيقة وسأقاتل من أجلها دائما”، ولكنها تلقت ردود أفعال سلبية من جمهور مواقع التواصل الاجتماعي.

وقالت شومر ردا على الهجوم “ما أريده هو عودة كل رهينة. أريد الأمان والتحرر لكل الشعوب. أريد الأمان للشعب اليهودي والمسلمين أيضا. أريد السلام”، وتابعت قائلة “لن تراني أبدا أتمنى الأذى لأي شخص. إن القول إنني كارهة للإسلام أو إنني أحب الإبادة الجماعية هو جنون”. وفي منشور آخر كتبت: “أنا أحب إخوتي وأخواتي في غزة. أحب المسلمين. أحب الجميع. أنا فقط أتوسل إليكم ألا تكرهوا كل اليهود”.

وشاركت الممثلة الكوميدية سارة سيلفرمان في عاصفة التعليقات التي دعمت سردية الاحتلال، لكن تعليقات رواد مواقع التواصل كانت عنصرا حاسما في ضبط موقفها، خاصة بعد دعمها لقرار قطع الإمدادات عن غزة في 18 أكتوبر/تشرين الأول، إذ أعادت نشر بيان على موقع إنستغرام يؤيد القرار، وجاء فيه “يقول الكثيرون إنه من غير الإنساني أن تقوم إسرائيل بقطع المياه والكهرباء عن غزة”. وقالت الممثلة اليهودية الأميركية: إذا لم تنفق حماس مليارات الدولارات على الإرهاب، فإنها ستكون قادرة على بناء البنية التحتية.

وبعد ساعات قليلة، حذفت سيلفرمان المنشور، لكنه بدأ بالفعل في الانتشار على شبكة “إكس”، واتهمها المستخدمون بأنها مؤيدة للإبادة الجماعية. وفي حوار مع صحيفة لوس أنجلوس تايمز، قالت سيلفرمان إنها تأسف لمشاركتها هذا البيان.

دواين جونسون وأرواح الأبرياء

الممثل دواين جونسون “ذا روك” شارك بيانا طويلا على حسابه على إنستغرام، أعرب فيه عن حزنه وغضبه، مشيرا إلى أنه “حزين، وغاضب، ومشمئز من عمليات القتل الوحشية”. وقال “إن الخسارة المتزايدة في أرواح الإسرائيليين والفلسطينيين الأبرياء أمر يفطر القلب مع تصاعد هذه الحرب إلى أبعاد هائلة”.

واعترف قائلا “أنا لا أدعي أنني أعرف كل شيء عن الصراع المعقد في الشرق الأوسط. فهو يتطلب فهما عميقا وسياقا ودقة دقيقة، لكن ما أعرفه هو أن قلبي يتوجه إلى جميع الضحايا الأبرياء والعائلات الحزينة على أحبائهم الذين فقدوهم”. ورغم ذكر جونسون الخسائر في أرواح الفلسطينيين، فإنه لا يذكر على وجه التحديد الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة.

وفي لقاء مع المذيع والكاتب ستيفان كولبيرت، أكدت الممثلة باربرا سترايسند، بمناسبة صدور كتاب يتضمن مذكراتها، أنه “من العيب الترويج للكتاب في الظروف التعيسة التي يعيشها العالم”. وعبّرت نجمة الأوسكار عن حزنها لسقوط آلاف القتلى في فلسطين، ومخاوفها من امتداد نيران الحرب إلى العالم كله قائلة “يحدث هذا الشيء القاتل القابل للاشتعال في العالم”.

وقالت “إنها حقيقة نحن جميعا نريد نفس الشيء. نحن جميعا نريد الحب في قلوبنا. نحن جميعا نريد الأسرة. نحن جميعا نريد أن نشعر بالأمان. أتمنى الأفضل لأن ما يحدث الآن مع هؤلاء الأشخاص، الأطفال والأمهات، أمر مفجع… ومن الجنون ألا نتعلم كيف نعيش معا في سلام”.

كيت بلانشيت تدعو لوقف إطلاق النار

ودعت الممثلة كيت بلانشيت، سفيرة النوايا الحسنة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في خطاب ألقته أمام البرلمان الأوروبي إلى وقف إطلاق النار في غزة، وحثت البرلمان الأوروبي على الدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتسليط الضوء على وحشية الحياة في غزة تحت الاحتلال الإسرائيلي. ودعت إلى التدخل الدولي الفوري لوقف استهداف السكان الفلسطينيين العزل.

وقالت الممثلة الأسترالية “أنا لست سورية. أنا لست أوكرانية. أنا لست يمنية أنا لست أفغانية. أنا لست من جنوب السودان. أنا لست من إسرائيل أو فلسطين. أنا لست سياسية. أنا لست حتى محللة. لكني شاهد”.

وأعربت عن أسفها للتكلفة البشرية للحرب والعنف والاضطهاد في جميع أنحاء العالم، وخاصة في إسرائيل وغزة خلال الأسابيع القليلة الماضية، وأنهت الممثلة الأسترالية كلمتها قائلة “لقد كلف الصراع ولا يزال يودي بحياة الآلاف من الأبرياء”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *