بعد النجاح الذي حققه مسلسل “الهرشة السابعة” العام الماضي، انتظر الكثيرون العمل الجديد الذي يقدمه النجمان علي قاسم ومحمد شاهين، لهذا كان خبرا جيدا أن يضمهما معا مسلسل “لحظة غضب” يشاركهما البطولة صبا مبارك ومحمد فراج. لكن هل جاء العمل على قدر التوقعات؟
بداية مبشرة
بعد بداية مبشرة، وحلقات أولى اتسمت بالتشويق والإثارة والقصة الواعدة، انجرف مسلسل “لحظة غضب” نحو تيار هجين جمع بين الكوميديا والمبالغة مما أصاب البعض بخيبة أمل، وإن كان ذلك لم يمنعه من الاستمرار بالمتابعة لمعرفة ما سيؤول إليه مصير الشخصية الرئيسية، الأمر الذي جعل العمل رائجا على منصات التواصل ومحركات البحث.
قصة العمل تحكي عن يمنى (صبا مبارك) الزوجة التي تعمل طاهية بأحد المطاعم وتعيش حياة مليئة بالقهر والإحباط بسبب زوجها النرجسي الذي لا يُفوّت فرصة دون التقليل منها، وفي لحظة غضب غاشمة تُصيب رأسه بإحدى أدوات الطبخ فيخر صريعا ويصبح عليها التخلص من الجثة وإخفاء كافة الأدلة لإبعاد الشبهة عنها.
لكن الأمور تسوء تماما تارة حين يرى أحد أطفال العائلة الجثة قبل التخلص منها، وتارة حين تكتشف البطلة أن جارها صوّر الجريمة ويسعى لابتزازها وعليها إما تنفيذ طلباته أو تسليم نفسها لحبل المشنقة، كل تلك الأحداث تجري بالتزامن مع محاولة أقارب الزوج المختفي العثور عليه أو معرفة من وراء غيابه كل على طريقته.
الجريمة الضاحكة
رغم أن العمل غير مُقتبس من أي مسلسل آخر فإن طريقة تناول الحبكة بدت أقرب للدراما الأجنبية وتحديدا مسلسل “فارغو” (Fargo) من حيث الجريمة التي جرت لسبب عشوائي تلاها الكثير من الكوميديا السوداء والأفعال التي اضطر الأبطال لارتكابها والتي لا تلبث أن تقودهم لارتكاب أفعال أخرى أشد سوءا مثل كرة ثلج تدحرجت ولم يعد من الممكن إيقافها.
ومع توالي الأحداث تحول العمل إلى مسلسل كوميدي ساخر لا كوميديا سوداء، إذ جاءت الحبكة متخمة بالمصادفات السعيدة والمشكلات سريعة الحل، بداية من قتل البطلة زوجها وإخفائه في خزانة المطبخ بينما تحتفل بعيد ميلادها مع أسرته، مرورا بالجار الذي يأمرها بتنفيذ مهام عسيرة لا نعرف الهدف منها وتتحقق كلها في بساطة ويُسر بين ليلة وضحاها، وصولا إلى صديقة البطلة العاملة بإحدى جمعيات حقوق المرأة والتي تساعدها على إخفاء جريمتها حتى ولو كان ذلك يقتضي ارتكاب جرائم أخرى.
وحتى النهاية بدت مُضحكة وساذجة وإن راعى صانعوها انتصار العدالة، وفي هذا الإطار غير المتناسق بدا أداء الأبطال نفسه باهتا وغير منطقي، وبالرغم من أن غالبيتهم يشعرون إما بالقلق أو التوتر أو الخوف، فإنهم جسدوا شخصياتهم بقدر لا بأس به من الاستخفاف والاستهانة ظنا منهم أن هذا هو ما يعنيه أن تكون كوميديا.
مبالغات أفسدت كل شيء
بجانب التمثيل والحبكة، جانب المؤلف والمخرج الصواب في عدة أمور فنية أخرى مثل المكياج وتحديدا الهيئة التي خرج عليها محمد شاهين بشاربه الكث وسارة عبد الرحمن بشعرها المستعار الأحمر الطويل ومكياجها الصارخ وإكسسواراتها الكثيرة.
ويمكن قول إن شخصية سارة بأكملها تبدو مُقحمة على الجو العام للعمل، كونها شابة تحترف قراءة أوراق التاروت وتؤمن بالكثير من الخرافات وتستغلها للوصول إلى الجاني، والأغرب أن ما تفعله يؤتي ثماره.
كذلك ضم “لحظة غضب” شخصيات ضعيفة فنيا، مثل حسن أبو الروس الذي لعب دور شاعر يُلقي قصائد ضعيفة ويقول جملا بلا معنى طوال الوقت بطريقة لا تمت للكوميديا بصلة، أو تلك التي قدمتها الممثلة اللبنانية وعارضة الأزياء ريم خوري باعتبارها زوجة شاهين التي تصغره بسنوات، دون أن يكون هناك ما يُبرر الحاجة دراميا لأن تكون لبنانية الجنسية، خاصة وأنها محدودة القدرات التمثيلية والغريب أنها شاركت أيضا هذا الموسم بمسلسل “أشغال شقة”.
المجد للموسيقى
أما النقطة الإيجابية الأبرز بالعمل فهي موسيقاه التصويرية التي لم تتضمن موسيقى فقط وإنما بعض أغنيات الأندرغراوند التي اُستخدمت بخلفية المشاهد بديلا للحوار وللتعبير عن التحولات الداخلية التي تمر بها الشخصيات مثل أغنية “مسرح جريمة” وأغنية “انتهت صلاحية العسل” لدنيا وائل والوايلي، وحتى تتر النهاية وأغنية “لمّا” التي عبّرت عن الحبكة وشدت بها دنيا.
جدير بالذكر أن دنيا وائل والوايلي سبق وتألقا عند تعاونهما سويا لتقديم أغنيات بمسلسل “الهرشة السابعة” كذلك نجح الأخير برفقة سمر طارق عبر أغنيات لمسلسل “سفاح الجيزة”.
“لحظة غضب” عمل درامي من 15 حلقة جمع بين التشويق والإثارة والكوميديا، من تأليف مهاب طارق وإخراج عبد العزيز النجار، قام ببطولته كل من صبا مبارك، وعلي قاسم، ومحمد شاهين، وناردين فرج، وسارة عبد الرحمن، وريم خوري، وصفوة بالاشتراك مع النجم محمد فراج.