ما مستقبل صناعة النشر في العالم العربي؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 17 دقيقة للقراءة

القاهرة- تتوقف ماكينات الطباعة في دور نشر عربية عديدة عن العمل، ثم تغلق مكتبات كبيرة وصغيرة أبوابها، وتدور مواجهات حول مصير صناعة ثقافية عريقة تعد حجر الأساس لتداول الفكر والأدب.

ومن ناحية أخرى، يقول ناشرون، إنه لم تتطور نظرة المسؤولين عن الثقافة للكتاب باعتبارها خدمة وليست سلعة استهلاكية، وتركوا المكتبات ودور النشر تناضل وحدها في حروب عاتية خفية وعلنية، مما أدى لخروج عشرات دور النشر من مهمة بناء العقل ونشر الوعي، إلى أعمال أخرى تشمل تجارة الأحذية ومعارض الهواتف المحمولة.

ومع كل صباح جديد تخسر الثقافة مزيدا من الرهانات، ويغيب عن العقل الجمعي العربي أن الثقافة من أمضى أسلحة المواجهة لدى الشعوب، حيث تقف حائطا منيعا ضد المؤامرات على عقول الشباب، وفي القلب منها يقف الكتاب كأهم عناصر القوة الناعمة التى تصنع هوية الشعوب، وتجولت الجزيرة نت في معرض القاهرة للكتاب والتقت بالناشرين من مختلف البلدان لاستطلاع رأيهم في حالة النشر وواقع الكتاب.

الصناعات الثقافية

في اللقاء الفكري بمعرض القاهرة الحالي للكتاب، يعقد برنامج “المؤسسات الثقافية” تحت عنوان “الصناعات الثقافية والتنمية المستدامة” إذ أشار الدكتور عثمان أحمد عثمان، رئيس لجنة الاقتصاد والعلوم السياسية بالمجلس الأعلى للثقافة، إلى أن الصناعات الثقافية تحقق عوائد كبيرة للدول الكبرى، حيث تحقق 756 مليار دولار في الناتج القومي الأميركي، و575 مليار دولار للناتج القومي في الصين، في حين يحقق متحف اللوفر بباريس وحده 6% من الدخل القومي في فرنسا، مشيرًا إلى أن الاقتصادي المصري الشهير محمد طلعت حرب (1867-1941) كان على وعي بأهمية الصناعات الثقافية، ولذا أنشأ “أستوديو مصر” على سبيل المثال، وغيره.

ولكن تبدل حالنا الآن وتدهورت مؤسساتنا الثقافية، وفق عثمان، حيث اضطرت دور نشر عربية كثيرة إلى إغلاق نشاطها بسبب ارتفاع تكلفة الكتاب الصادر باللغة العربية، وفي القاهرة أغلقت عدد من المكتبات ودور النشر المعروفة للقراء مثل “مكتبة التراث” ومكتبة “صبح” التي يتعدى عمرهما المئة عام، ومن بعدها أغلقت دار ومطابع “سجل العرب” ذات التاريخ الثقافي العاصف، ثم اغلقت دار “الأمين”، ودار “الرشاد” بعد ازدهار لافت، أما دار “ميريت” فتناضل من أجل البقاء، وهناك العشرات من دور النشر والمكتبات التي تقف قاب قوسين أو أدنى من التوقف على خلفية الأزمة الاقتصادية الحالية.

وفي دمشق، ليس الأمر بأفضل حالا من العاصمة المصرية، حيث تعاني حركة النشر والثقافة السورية من مشاكل مماثلة، حيث تغلق المكتبات ودور النشر أبوابها لتغير نشاطها وتستبدل الكتب بالصرافات المالية، واستبدال رفوف الكتب وغذاء العقول برفوف أخرى من الأحذية ومخازن ومعارض الهواتف.

ناشرون بلا عزاء

في الدورة الـ55 لمعرض الكتاب، استطلعنا آراء العديد من الناشرين العرب حول التحديات والأزمات التي تواجه صناعة النشر، وكانت البداية من دور النشر السورية، يقول الناشر سامي أحمد صاحب دار التكوين للتأليف والنشر “للجزيرة نت”، إنه بسبب الأزمات التي تواجه صناعة النشر في سوريا فقد أغلق عدد من دور النشر، وأوصدت الكثير من المكتبات أبوابها في وجه القراء، مثل: “مكتبة نوبل”، و”الذهبي”، و”عالم المعرفة”، و”ميسلون”، لعجزهم عن مسايرة الواقع الحالي.

وفي عام 2010 أغلقت مكتبة “ميسلون” وتحول مكانها إلى مقهى مكتبة “ميسلون” وكيلة داري نشر “رادوغا” و”التقدم” السوفياتيتين، وكانت مكتبة “ميسلون” مجايلة ومجاورة لمكتبة “نوبل” الشهيرة وافتتحتا في شارع ميلسون مقابل “فندق الشام”، في السبعينيات من القرن الـ20، ثم لحقت بـ”بميسلون” في العام ذاته 2010 مكتبة “العائلة” الواقعة في ساحة النجمة وتأسست الأخيرة عام 1980، قبل أن تغلق ويتحول مكانها إلى صيدلية. لتتبعها مكتبة “الزهراء” التي اقتسمت مكانها مع مقهى إنترنت.

ويضيف صاحب دار التكوين للتأليف والنشر: “أغلقت دور نشر كانت رائجة يوما ما، مثل دار “معابر للنشر والترجمة”، بعد نحو 10 أعوام ناجحة في العاصمة السورية دمشق، بسبب غلاء المواد الأساسية للورق والأحبار، وارتفاع الأجور، وتكلفة النقل والشحن، واضطرت “معابر” إلى اتخاذ هذا القرار الصعب في عام 2015″.

وفي غضون 5 أعوام ترجلت عدة مكتبات، وودعت تاريخا كان رائجا مع صناعة النشر والثقافة بسبب ركود عملية البيع، منها: “دار اليقظة”، ومكتبة الزهراء التي كانت من أعرق مكتبات دمشق تاريخا وإنتاجا.

ويتساءل سامي أحمد: هل تعرف إلى أي مآل آل مصير هذه الدور التي كانت من علامات الثقافة العربية في دمشق؟ يجيب قائلا: مكتبة “ميسلون” التي تشير إلى التاريخ العريق والبطولة والفداء، صارت “صرافة”، و”دار اليقظة” تحولت إلى متجر “أحذية” وبدلا من الكتب غذاء العقول وسبب النهضة أصبحت محلا للأحذية الرجالية والنسائية العالية الكعب.

وبعض الدور التي أغلقت أبوابها في سوريا، فضَّلت الهجرة إلى العراق أو الجزائر أو بيروت، وكثير من الدور قلصت نشاطها إلى حد كبير، وهذا كله بسبب الأزمة الاقتصادية التي عمت العالم قبل وبعد كورونا، ودعم ذلك نظرة المسؤولين غير العاطفية للكتاب بوجه عام.

قلعة الكتاب تتهاوى

أما لبنان قلعة صناعة الكتاب في العالم العربي، والتي كانت تتنافس مع القاهرة على من يطبع أكثر، تغير الوضع كثيرا، ودهمتهم الأزمة الاقتصادية وتراجع الدور الثقافي لبيروت عما كان عليه من قبل، وتعددت إغلاقات المكتبات ودور النشر.

كانت البداية مع مكتبة “دار أطلس” تأسست عام 1956، أول دار تغلق مكتبتها عام 2000 لتتحول إلى محل لبيع الملابس، ثم لحقتها مكتبة “دار اليقظة العربية”، التي تأسست في دمشق وبيروت عام 1939 وكانت مع مكتبة أطلس من أهم التجمعات الثقافية بدمشق الخمسينيات والستينيات.

ثم أغلقت الحرب في لبنان “اليقظة” عام 1985، وبعد عقد ونصف العقد توقفت المكتبة بدمشق ليتم تصفيتها بشكل نهائي عام 2014 وتحول مكانها إلى متجر للأدوات الكهربائية.

التقينا بالناشرين اللبنانيين في معرض الكتاب، حيث الوضع ليس بأفضل مما عليه الحال في سوريا، وبسبب الحالة السياسية التي تعيشها لبنان، اضطر عدد غير قليل إلى المغادرة إلى مجالات أخرى، يقول حسن ياغي صاحب دار نشر “التنوير” للجزيرة نت “مشاكل النشر في العالم العربي كثيرة، منها ما هو قديم، ومنها ما هو حديث، حتى جاء علينا وقت بتنا فيه عاجزين عن البيع بسبب التكلفة العالية لانتاج الكتب، وغلاء المواد الأساسية للورق والأحبار، وارتفاع الأجور، وتكلفة النقل وغيرها من الأسباب التي أدت في النهاية إلى غلق الكثير من دور النشر في لبنان”.

ويضيف “ولعدم تفهم المسؤولين لطبيعة صناعة الكتاب الذي يحتاج لدعم مستمر، نجدهم ينظرون للكتاب كسلعة استهلاكية وليس أداة ووسيلة لخلق المجتمعات وتقدم البشرية، مما حول الأزمة إلى ظاهرة يدفع الجميع ثمنها الآن؛ حتى أدى هذا الحال إلى أن ترفع كثير من المكتبات ودور النشر الراية البيضاء في مواجهة ركود عملية البيع وتغلق أبوابها، وتخسر الثقافة وعملية التنوير الجولة في مواجهة سوء الفهم وتوحش الجهل”.

ويشير ياغي إلى أن توفر الكتب بطرق غير شرعية، وانتشار الكتب الإلكترونية أدى لإضعاف الكتاب الورقي، وهذه خطوة لإنهاك وتدمير الثقافة العربية، مما يجعل الناشر غير قادر على نشر الكتب الجيدة، وعاجزا عن الاشتراك في المعارض لتوزيع كتبه، ولك أن تتصور أن في لبنان أكثر من 400 دار نشر لا يوجد منها في معرض القاهرة سوى 40 دارا فقط لأن الاشتراك في المعارض يتطلب مقدرة مالية لا تتوافر لمعظم دور النشر.

ويتابع “كل هذا أثر وبشكل مباشر على صناعة الكتاب الفكري، الذي يكاد أن يختفي، وهذا له علاقة بالقراء الجدد من الشباب الذين يتلقون ثقافتهم من الجوالات ومن لا يقرأ سوى كتب الأبراج أو الألغاز وكتب التنمية البشرية التي لا تحمل سوى الوهم، في حين يهتم الكتاب الفكري بقضايا التحولات الاجتماعية والتجديد الفكري”.

ويستطرد ياغي قائلا “كذب من يقول عن الموبايلات والجوالات وسائل التواصل، بل هي القطيعة بحد ذاتها، قطيعة اجتماعية وقطيعة فكرية، وذبح للتواصل، وقطع للرحم” بحسب وصف الناشر اللبناني.

معرض القاهرة للكتاب -2024 -3

رقابة على النشر

وإضافة لكل ما سبق، هنالك عقبات تحد من تطور صناعة النشر، مثل الرقابة المتشددة التي تفرض على الكتب وتتفاوت من بلد لآخر، والأوضاع السياسية الاستبدادية أو المضطربة في بلدان غيرها، كما حدث مع الناشر الليبي سالم الزريقاني صاحب دور نشر “الكتاب الجديد” و “المدار” و “أويا”، والتي هاجر بها إلى بيروت منذ السبعينيات.

وفي الكويت رغم الاهتمام الواضح بالكتاب، فإن شبح الإغلاق يلوح فوق الكثير من دور النشر، ولكن السبب مختلف، كما يقول نايف الحربي صاحب دار “وان إيلاف” الكويتية، الذي يقول “تختلف مشاكل النشر باختلاف البلاد، ولدينا في الكويت كثير من دور النشر أغلقت أبوابها وغادرت مجال النشر ليس بسبب ارتفاع الأسعار أو خلافه، ولكن بسبب ضعف الاقبال على القراءة، ولعل أشهر حالة إغلاق لمكتبة شهيرة في العاصمة الكويتية، ما دعى الأمير لدعمها وإعادة فتحها من جديد”.

ليلى العراقية لا تزال تقرأ

كانت هناك مقولة راسخة تفيد بأن “القاهرة تكتب، وبيروت تطبع، وبغداد تقرأ” ولكن إذا ما انتقلنا لمعرفة حالة النشر في العراق كان الوضع مختلفا إلى حد ما كما يقول الشاعر حسين نهابة صاحب “مؤسسة أبجد للترجمة والنشر” الذي يقول “لا أبالغ إذا ما قلت لك برغم الأوضاع السياسية المضطربة في العراق، فإن الحالة الثقافية وعملية النشر في صعود صاروخي، وهناك دور نشر جديدة يتم افتتاحها بعد السماح لنا بتصدير الكتاب بعد حرمان لسنوات طويلة من تصديره”.

ويتابع “فضلا عن أنه لا توجد لدينا رقابة على الكتب، والرقابة ذاتية من دار النشر نفسها، وحالة البيع جيدة، وإذا كان هناك شكوى من معرض القاهرة فهي ارتفاع القيمة الإيجارية في المعرض، لأنه يجب أن نأخذ في الحسبان ارتفاع قيمة الشحن والطيران والسكن خلال فترة المعرض”.

في حين يشير إبراهيم الفاعوري ممثل دار “يافا” الأردنية، إلى ثبات حالة النشر في الأردن إلى حد ما، ولم يشك إلا من مشكلة سعر الصرف المتقلبة خلال فترة معرض القاهرة، حيث يصبح البيع مشكلة وسعر الجني متقلبا وغير ثابت أمام الدولار.

مكتبات أوروبا.. بلا وداع

ولم يقتصر الأمر على بلدان العالم العربي، بل طارد الحظ العاثر المكتبات ودور النشر العربية في أوروبا إذ أغلقت 7 مكتبات عريقة أبوابها بصورة مفاجئة خلال السنوات الماضية، منها مكتبة “الوراق” الواقعة في منطقة همرسميث، غربي وسط لندن، والشهيرة بالكتب التراثية القيمة، بسبب ارتفاع الالتزامات المالية في بريطانيا، وتراجع القوى الشرائية، وتبعتها بقية المكتبات العربية، فأغلقت مكتبة “الكشكول”، التي كانت تتبع دار “رياض الريس” اللبنانية أبوابها.

ومن قبلها أغلقت مكتبة “الأهرام” التابعة لمؤسسة الأهرام المصرية، وكان مقرها في شارع إدغوير رود، الملقب بـشارع العرب، بالإضافة إلى إغلاق مكتبات أخرى مثل: مكتبة “الماجد” ومكتبة “الهاني” ومكتبة “الشروق” ومكتبة “الرافد”.

وكان آخر المكتبات العربية التي رحلت عن لندن، مكتبة “دار الساقي” الواقعة في شارع ويستبورن غروف التي سرعان ما أغلقت أبوابها هي الأخرى لتغيب أنوار المكتبات العربية عن سماء لندن، في انتكاسة ثقافية شكلت صدمة للسياح العرب من محبي القراءة والتسوق.

مكتبة الساقي 4

تراجع المطبوع

محرر التقرير الدوري عن حال النشر في الوطن العربي الصادر عن “اتحاد الناشرين العرب” خالد عزب، يقول “مصر التي عرفت حركة النشر من عشرينيات القرن الـ19 شهدت إغلاق عدد كبير من دور النشر، زادت في السنوات الأخيرة، وذلك يعود لعدة أسباب منها: أن الجيل الثاني والثالث من عائلات الناشرين لم يحترفوا مهنة النشر إرثا عن آبائهم وأجدادهم، والسبب الثاني: أن دور النشر لم تتحول لشركات مساهمة حقيقية، بل اعتمدت على الشكل الفردي العائلي، ولم تتوافر لها آليات تنظم دور النشر من خبراء تقييم وغيرهم”.

وثالث الأسباب، والحديث لعزب، هو الدور الغائب للعلامة التجارية لدور النشر، فضلا عن أن حقوق الملكية الفكرية تم إسقاطها بإغلاق الدار دون بيع لهذه الحقوق، وهذا يترتب عليه عدم طبع الكتب مرة أخرى نتيجة وجود علامات استفهام حول حقوق الملكية الفكرية، وهذا أدى لأزمة في كل من القاهرة وبيروت.

ويكمل “في القاهرة أغلقت مكتبة “صبح” كواحدة من أقدم دور النشر في مصر، وأغلقت “دار التراث” في شارع الجمهورية بوسط القاهرة، وكذلك مكتبة ودار ومطابع “سجل العرب” وأغلقت “دار الرائد” في بيروت، دون أن نعرف أين حقوق الملكية الفكرية لهذه الدور، والآن دار الفكر العربي في “مدينة نصر” شرق القاهرة في طريقها للإغلاق.

ويؤكد عزب أن أكبر مشكلة واجهت النشر العربي خلال السنوات الماضية، هي ارتفاع تكاليف إنتاج الكتاب لاسيما الورق، وقال عزب “إن مصر تستورد من 280 إلى 300 ألف طن من الورق لسد الفجوة بين حجم الاستهلاك الذي يصل إلى حدود 450 ألف طن سنويا، والإنتاج المحلي الذي يقارب 170 ألف طن فقط بسبب الحرب الروسية – الأوكرانية”.

لكن السبب الرئيس لارتفاع الأسعار، كان تعويم العملة، مما أدى إلى تتابع وتيرة الزيادة في أسعار الورق، وأدى هذا إلى تراجع عدد الكتب المنشورة في مصر خلال السنوات الـ3 الماضية في أغلب الدول العربية، ووصل إلى أكثر من النصف تقريبا، بقيمة بلغت 10 آلاف عنوان.

العرب يقرؤون ساعة يوميا

ويقول أستاذ المكتبات في جامعة حلوان الدكتور زين عبد الهادي “الصناعات الثقافية، وفي قلبها صناعة النشر تمثل من 6% إلى 7% من الدخل الوطني للدول الكبرى، الصين والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، في حين تعاني الدول الفقيرة للعديد من المشاكل بسبب الإهمال، في حين انتبهت بعض الدول لأهمية هذه الصناعة الثقافية وأصبح لها موطئ قدم في مجالها، والتي تضم أيضا الرياضة” مشيرا ضمن السياق إلى أن صناعة البرمجيات واعدة في عالمنا العربي إذا ما اهتم المسؤولون بها لتدعيمها في السوق لأنها ستكون من أهم الصناعات الثقافية.

مكتبات كثيرة أغلقت، وصحف كثيرة تعثرت، بسبب الاتجاه للرقمنة والاعتداء على حقوق الملكية الفكرية، وتعرضت الثقافة للخطر بسبب توقف صادرات الورق وارتفاع أسعاره، وهو أهم ما عرقل صناعة النشر العربية خلال السنوات القليلة الماضية.

معرض القاهرة الدولي للكتاب 2024

يضيف عبد الهادي “يشير التقرير الدولي لـ مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) إلى أهمية النشر كجزء أساسي من الصناعات الإبداعية ويجب دعمه، لأنها صناعة تتأثر بكل الأحداث العالمية، وهذا بدا واضحا من أحداث كورونا وأزمة أوكرانيا وحرب غزة”.

ويقول الدكتور زين عبدالهادي “منذ عامين أنتجت بحثا عن الحالة القرائية في العالم العربي، وانتهيت إلى أن الاحصائيات التي ساقتها اليونسكو عن الحالة القرائية في العالم العربي غير سليمة، وأن مثل هذه الدراسات مشبوهة القصد منها ضرب العقل العربي، وانتهيت إلى أن الإنسان العربي يقرأ في الأسبوع مالا يقل عن 6 ساعات، وأن مستوى القراءة على شبكة الإنترنت مرتفع، فضلا عن الانتشار للقراءة بين الشباب لفئة الكتاب الجدد”.

ويشير إلى أن الحالة الاقتصادية في مصر ستؤثر حتما على الوضع الثقافي الحالي، ولذا يجب أن ينتبه المسؤولون لذلك ويقول عبد الهادي “وفقا لما صرح به رئيس اتحاد الناشرين المصري سعيد عبده من 3 سنوات، أن قيمة النشر في السوق المصري تبلغ 200 مليون جنيه، كانت القيمة وقتها تعادل 14 مليون دولار، أصبحت الآن أقل من 3 ملايين دولار، ومع ذلك نجد أن دورا جديدة مثل “داون” و”بتانة” و”عصير الكتب” و “الكرمة” موجودة بقوة، وعليها إقبال كبير”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *