“لوبين”.. ردود فعل إيجابية إثر عودة اللص الذي أحبه الجميع

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

انتهى الموسم الثاني من مسلسل “لوبين” قبل عامين بشكل مثالي يليق بخاتمة قوية، لكن يبدو أن مؤلف العمل كان له رأى آخر، إذ قرر طرح موسم ثالث هذا الخريف لا يقل إثارة عن سابقيه، إن لم يكن جاء محملا بقدر أكبر من المفاجآت غير المتوقعة.

ومثل الموسمين الأول والثاني، بمجرد عرض الموسم الثالث على منصة نتفليكس، احتل المرتبة الأولى للأعمال الدرامية الأكثر مشاهدة لعدة أسابيع، وسرعان ما شغل رواد منصات التواصل الاجتماعي بسبب حبكته في المقام الأول، ثم نهايته المفتوحة.

مجرم أم بطل شعبي؟

في بداية الموسم الثالث من المسلسل، يضطر البطل الهارب للعودة إلى فرنسا، بالرغم من أنه أصبح أكثر الرجال مُطاردة من قِبل الشرطة، وذلك لحماية ابنه وزوجته السابقة من مطاردات الإعلام ورجال الشرطة والشائعات القبيحة، على أمل القيام بعملية أخيرة يختفي بعدها هو وأسرته إلى الأبد.

ومع أنه ينجح بالفعل في الجزء الأول من الخطة وتتم السرقة بنجاح، فإن كل أحلامه تتبدد حين يجد نفسه سقط فريسة عصابة مجهولة تُجبره على التصرّف وفق أهوائها، وارتكاب جرائم عدة لصالحها وإلا قتلوا شخصا عزيزا عليه، وهو ما يُجبره ليس على السرقة فحسب وإنما خيانة أقرب الناس إليه.

الأمر الذي يجعل الموسم الجديد مختلفا عن سابقَيه اللذين تناولا علاقة البطل بوالده، وتأثير ما جرى بينهما في الماضي على حياته في الحاضر، إذ تنتقل قطع الأحجية هذه المرة إلى علاقة البطل بوالدته وتعلّقه بها، كما نستكشف تفاصيل ومرجعية مفهوم الصداقة لديه وإلى أي مدى يمكن أن يذهب إذا تعارضت الصداقة مع مصالحه الشخصية.

لماذا يحب الجميع اللص؟

لم يقع الجمهور بحب اللص النبيل “أسان ديوب” فقط، ولكنه أحب المسلسل نفسه، لأنه -وكما يليق بنقيض البطل (Anti-Hero)- منحهم جميعا إحساسا بالعدالة الشاعرية كونه ضحية للبرجوازية والعنصرية، ومع ذلك تجرأ على سرقة الأغنياء، وجعل بعضَهم يدفع ثمن خطاياه انتصارا لمن هم على شاكلته، وكذلك لما تمتع به من مهارة وخفة يد وسرعة بديهة جعلته يبدو ذكيا بطريقة جذابة وصبغت الجرائم بالإثارة والتشويق.

والحقيقة أن نجاح الموسم الثالث بُني على أسباب أخرى، من بينها “الكاريزما” الطاغية التي يتمتع بها النجم عمر سي صاحب دور البطولة، والتمثيل الجيد والمتماسك من الأطفال والمراهقين الذين قدموا الشخصيات الرئيسية في الماضي، بالإضافة إلى ضخ خيوط درامية جديدة أغلبها جيد حتى لا يُصاب المشاهد بالملل نتيجة تركيز الأحداث على البطل وحده.

وحافظت قوة السرد الدرامي على وتيرتها المتصاعدة، وقدمت بعض الإجابات الغائبة عن السبب وراء شخصية البطل ومرجعيته والنهج الذي سلكه لتتطور شخصيته، سواء وصولا إلى ما آل إليه، أو ما قد يدفعه لاتخاذ قرارات أخرى مصيرية مستقبلا، وصولا إلى النهاية التي عوضا عن أن تُلملم الخيوط المفتوحة، لم تلبث أن فتحت بابا جديدا لقصة أخرى شائقة وشائكة ينتظرها جمهور “لوبين” منذ الآن.

هل نشهد موسما رابعا؟

عندما سئل مؤلف العمل جورج كاي عن احتمالية وجود موسم رابع في حوار أجراه مع مجلة “فارايتي”، كان رده: “من الواضح أننا عملنا بجد كبير في هذه المواسم، ومن ثم علينا أن نرى كيف يتفاعل العالم. وعندما تقوم بإنشاء الديناميكيات بين الشخصيات، فإنك تقوم بإعداد هذه العروض بحيث يمكن أن تتمتع بحياة طويلة حتى لا تحاصَر أو لا يكون لديك مشكلة في مواصلتها”.

وبالرغم من أن نتفليكس لم تُعلن شيئا عن نواياها للاستمرار بإنتاج السلسلة حتى الآن، فإن إجابة كاي السابقة وإحصائيات نسب المشاهدات وردود الفعل النقدية والجماهيرية الإيجابية التي حصدها العمل أشعلت فتيل الأدرينالين لدى المشاهدين وجعلتهم يتوقعون موسما جديدا في خريف 2024.

الدراما القصيرة

والموسم الثالث من المسلسل الفرنسي “لوبين” مناسب لهواة الدراما البوليسية، أو لهؤلاء الذين يبحثون عن عمل قصير للمشاهدة خلال العطلة الأسبوعية، خاصة وأنه 7 حلقات فقط. وهو بطولة عمر سي وسفيان كراب وشيرين بوتلة ومامادو هايدارا وهيرفي بيير وأنطوان جوي وإيتان سيمون وساليف سيسيه.

حصل المسلسل على تقييم 7.5 وفقا لموقع “آي إم دي بي” وترشّح لجائزة بافتا البريطانية، كما تربّع على عرش الأعمال الفرنسية الأكثر مشاهدة على نتفليكس، واحتل المرتبة الأولى ضمن قائمة أفضل 10 أعمال في عدة بلدان من بينها فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *