كيف نجح “خيوط المعازيب” في السيطرة على المشهد الدرامي الخليجي؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 3 دقيقة للقراءة

نجح المسلسل التاريخي السعودي “خيوط المعازيب” في الانتقال من محافظة الأحساء التي تجري فيها أحداثه، ليعبر حدود المملكة ويصل إلى أغلب البيوت الخليجية بعد تحقيقه نسب مشاهدة مرتفعة.

ورغم تصنيف “خيوط المعازيب” ضمن الدراما التراثية الخليجية التي لا تحظى عادة بإقبال جماهيري كبير، فإنه أصبح ضمن أكثر 5 مسلسلات خليجية مشاهدة خلال موسم رمضان 2024.

حالة النجاح الاستثنائية التي صنعها العمل تعود إلى عدة عوامل، لعل أبرزها تناوله حقبة تاريخية في التراث السعودي لم يتطرق إليها أي عمل فني من قبل على هذا النحو، حيث تدور أحداثه في حقبة الستينيات، ويرصد صناعة “البشوت” التي كانت رائجة في تلك الفترة، بالإضافة إلى تسليط الضوء على العلاقات الإنسانية بين أصحاب التجار وعمّالهم.

انتظار دام 24 عاما

وكان حلم تقديم عمل فني عن الحياة في محافظة الأحساء الغنية بالفنون التراثية راود الكاتب حسن بن أحمد العبدي قبل 24 عاما، لكن معظم شركات الإنتاج رفضت المشروع بسبب كلفته الإنتاجية المرتفعة.

وقع النص المبدئي للسيناريو في يد الفنان إبراهيم الحساوي في عام 2011، والذي أعجب به، خاصة أنه كان على علم أن العبدي كان يعمل في مهنة حياكة “البشوت”، وعمل على إقناع شركة “نون فنون” لإنتاجه.

تم تطوير النص، ليناسب المشاهد الحالي وذلك عبر أكثر من 5 ورش كتابة ضخمة، احتوت على 20 كاتبا متخصصا في مجال الكتابة التلفزيونية مثل محمد البشير والروائية بشاير محمد والصحفي محمد البشير وأشرفت هناء العمير على الكتابة.

من ثم جاء الوقت لاختيار مخرج هذه الملحمة الاستثنائية، لتسند إلى المخرجين مناف عبدال وعبد العزيز الشلاحي، الذي سبق أن أخرج عدد من الأفلام السينمائية المميزة أبرزهم “المسافة صفر” و”هو بال”.

الواقعية أهم شيء

تم اختيار ممثلين تعود أصول كثير منهم إلى المنطقة الشرقية أو الأحساء، لذلك جاءت اللهجة نقية، ومن بين هؤلاء الممثلين إبراهيم الحساوي، وعبد المحسن النمر، بالإضافة إلى مشاركة بعض نجوم الخليج العربي، الذين عملوا لشهور على الإتقان اللهجة، وأبرزهم الإماراتي عبد الله الجريان، ونجمات البحرين ريم أرحمة، ودانة آل سالم.

ويحسب لصناع العمل الواقعية الشديدة التي طغت على كل شيء، فعلى سبيل المثال، جاء تصميم المواقع دقيقا لدرجة جعلت أبناء الأجيال السابقة يشعرون أنهم داخل مدينة الأحساء في الستينيات، وعمل عليها مهندس الديكور المصري كريم عبد النعيم لـ6 أشهر، حيث تم بناؤها بالكامل باستخدام الطوب والإسمنت.

تصاعد الأحداث

لم يعتمد “خيوط المعازيب” على سياسة المط والتطويل، التي أصبحت عادة لصيقة بالدراما العربية، وجاءت الأحداث متصاعدة ومشوقة لتترك المشاهد في حالة ترقب مستمر، لذلك كان هناك تفاعل كبير بين رواد شبكات التواصل الاجتماعي حول أحداثه، وتشهد سعادة بعض الجمهور بالسقوط الصادم لشخصية “أبو عيسى” التي أحدثت صراعات داخل الأحساء على ذلك.

ويعد المسلسل بمثابة درس تاريخي ينقل التغيرات التي تركت على المجتمع السعودي ككل وليس فقط بمحافظة الأحساء التراثية.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *