فيلم “آرثر الملك”.. قصة حقيقية عن حيوان أنقذ حياة فريق من المغامرين

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

بدأ عرض الفيلم الأميركي “آرثر الملك” (Arthur the King) في دور السينما في منتصف مارس/آذار الماضي، الذي تستند أحداثه إلى قصة حقيقية تستعرض حدثا إنسانيا ينتصر فيه الوفاء والصداقة على الشدائد.

ورغم التقييمات العالية التي حاز عليها الفيلم على موقع “أيمبد” وموقع “روتن توماتوز”، فإنه لم يحقق إيرادات عالية في شباك التذاكر.

والفيلم بطولة مارك والبيرغ في دور مايكل لايت، وسيمو ليو في دور ليو، وجولييت رايلانس في دور هيلين، إلى جانب ناتالي إيمانويل في دور أوليفيا، وعلي سليمان في دور تشيك.

وفيلم “آرثر الملك” من إخراج سيمون سيلان جونز، في حين كتب السيناريو ميكائيل ليندرود ومايكل براندت.

بطولة من دون بطل

يروي الفيلم القصة الحقيقية لكلب ضال يتتبع فريقا من المتسابقين المغامرين؛ خلال مسابقة في جمهورية الدومينيكان، وهو مستوحى من أحداث حقيقية وثقها المتسابق السويدي ميكائيل ليندورد في مذكراته عام 2016.

يبدأ العمل بمشاهد فلاش باك في بطولة العالم لسباقات الرحلات الاستكشافية لعام 2015، فنشاهد الفريق الذي يقوده مايكل وقد غاص في الوحل بقوارب الكاياك، ولم يعد قادرا على التجديف، لكن مايكل يرفض الاعتراف بالفشل، فيقوم سيو أحد أعضاء الفريق بتصوير مايكل غارقا في الوحل، ثم ينشر الصورة على مواقع التواصل الاجتماعي ليعرف الجميع أنه قاد فريقه إلى الهزيمة.

يعرف المشاهد من خلال هذه المشاهد الأولى أن شخصية مايكل متغطرسة لا تعترف بالهزيمة بسهولة، وفي الوقت نفسه غارق في وهم البطولة دون قدرة على تنفيذ حلمه.

عودة إلى الواقع

يعود المشاهد مع مايكل وزوجته إلى منزلهما، بعد أن تخلى هو وزوجته عن عالم السباقات الاستكشافية تماما، وبدأ في العمل مع والده كسمسار عقارات، ويبدو أنه لم يجد نفسه في ذلك العمل.

وبعد 3 سنوات ومع الإعلان عن المسابقة الجديدة، يستعيد ذكرى هزيمته السابقة ويقرر أنه لا يريد أن يبقى البطل المهزوم في ذاكرة الجميع، وكأن الأمر ليس مجرد خسارة سباق بل محاولة لإثبات وجوده وتأكيد هويته كبطل ومغامر.

يعتزم مايكل دخول السباق مجددا، لكنه لا يجد راعيا رسميا يتحمل تكاليف مشاركة الفريق بالكامل، فيقرر جمع رفاقه القدامى وتحمل تكلفة السباق من مدخراته هو وزوجته، في إشارة إلى تهوره واندفاعه ودون رد فعل مناسب من زوجته هيلين التي يبدو دورها هامشيا في الفيلم، بينما يركز المخرج على رغبات الزوج الأنانية.

مع بداية السباق يظهر الكلب الضال “آرثر” ويعطيه مايكل بعض قطع اللحم، ثم تبدأ منافسات تلك الرياضة التي لا تحتمل أي عواطف أو مفاجآت، لكن الكلب يستمر في تتبع الفريق من طرق مختلفة، حتى يصل الجميع إلى منحدر خطر، فينبح لمنعهم من التقدم وينقذ حياة الفريق بالكامل وهنا يقرر مايكل ضم الكلب إلى فريقه.

حركة متواصلة دون ملل

يقدم “آرثر الملك” حركة متواصلة دون ملل في المناظر الطبيعية الجميلة لجمهورية الدومينيكان، ويحبس الجمهور أنفاسه في مشاهد انزلاق الفريق بين جبلين، خاصة في مشهد تعلق أوليفيا ومحاولة مايكل إنقاذها، وكلما تذكر المشاهد أن الفيلم يقدم قصة حقيقية حدثت بالفعل يتفاعل أكثر مع تلك المشاهد الشيقة ومع ما يحدث لكل شخصية.

بعدما أصبح الكلب آرثر أحد أفراد الفريق وبعدما تحمل الألم والعطش في سبيل إنقاذ رفاقه في الغابات الجبلية، يصل الجميع إلى مرحلة ركوب قوارب الكاياك، ولا يمكن للكلب أن يكون معهم على القارب، لكنه يصمم على تتبع الفريق داخل البحر حتى يكاد يغرق، وهنا يقرر مايكل تجاهل كل قواعد السلامة وينقذ الكلب آرثر ويضعه معهم على الكاياك، ليزيد تعاطف الجمهور مع تلك القصة المؤثرة ويتمنى فوز الفريق أكثر وأكثر.

بين القصة الحقيقية والفيلم

يحافظ الفيلم على جوهر القصة الحقيقية، ويصور اللقاء الأول بين مايكل والكلب آرثر كما حدث في الواقع، لكن هناك بعض التغيرات التي حدثت على القصة لتتحول إلى نسخة هوليودية من قصة الكلب، حيث دارت القصة الأصلية في الإكوادور، بينما تم تصوير الفيلم في جمهورية الدومينيكان.

أما عن مشهد نباح الكلب لمنع مايكل من المشي فوق المنحدر فهو مشهد غير حقيقي حيث توقف المتسابق الأصلي ليندورد قبل الوصول إلى المنحدر لكن ليس بسبب نباح الكلب.

يقول ليندورد -المتسابق الأصلي- إنه عندما وصل إلى مرحلة قوارب الكاياك كان الأمر خطيرا جدا، وبعد أن ترك الكلب، استمر في السباحة خلفهم حتى أركبه على متن القارب وغطاه بالسترة لحمايته من المطر، وقد كان هذا المشهد دقيقا للغاية.

أصبح الكلب جزءا من عائلة المغامر السويدي ليندورد وزوجته لمدة 6 سنوات، وفي الوقت الذي تواصل فيه صناع الفيلم معه لتحويل قصته مع كلبه إلى فيلم في عام 2020 كان الكلب قد أصيب بورم خبيث في العمود الفقري، ثم مات في ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه.

وقال ليندورد إن “فيلم (آرثر الملك) هو رسالة تكريم للكلب الذي أحبه”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *