مع حلول الساعات الأخيرة من عيد الفطر المبارك، أعلن شريف سيف النصر شقيق الفنانة شيرين سيف النصر، عن وفاة شقيقته الصغرى غير الشقيقة عبر حسابه الشخصي على منصات التواصل، عن عمر ناهز 57 عاما، وكتب خلال المنشور: “توفيت إلى رحمة الله اليوم أختي الصغيرة غير الشقيقة الفنانة شيرين هانم إلهام سيف النصر، تمت الصلاة والدفن في مقابر العائلة في هدوء وسكينة كما طلبت الراحلة، وتقتصر المراسم على ذلك بدون عزاء طبقا لوصيتها، برجاء الدعاء لها بالرحمة والمغفرة وإنا لله وإنا إليه راجعون”، ووفقا للتقارير الصحفية فإن سبب الوفاة يعود إلى هبوط حاد في الدورة الدموية.
حياة هادئة ورحيل أكثر هدوءا
وُلدت الممثلة شيرين سيف النصر في الأردن عام 1967 لأب مصري هو الصحفي إلهام سيف النصر وأم فلسطينية، ومثلما عاشت في هدوء، رحلت أيضا في هدوء وسكينة.
واقتصرت مراسم الوفاة على الصلاة والدفن في مقابر العائلة دون عزاء حسب وصيتها، ورغم اعتزالها الفن وابتعادها عن الشاشات والفعاليات لسنوات، إلا أن خبر رحيلها أصاب جمهورها القديم بغصة، خاصة أنها كانت إحدى أشهر نجمات الدراما بالتسعينيات.
بدايات شيرين سيف النصر
تخرجت شيرين سيف النصر من كلية الحقوق في مصر، وعاشت لسنوات في فرنسا بدون أن يطاردها حلم التمثيل إلى أن التقت الفنان يوسف فرنسيس، والذي صادف أنه كان يعمل في السفارة المصرية في فرنسا. وبسبب ملامحها الأرستقراطية وجاذبيتها اللافتة قرر فرنسيس اكتشافها فنيا، وكان أول أعمالها مسلسل “ألف ليلة وليلة” بعام 1986.
ومع أنها قدمت عدة أعمال بعد ذلك، لكن شهرتها وارتباط الجمهور بها بدأ مع مسلسل “غاضبون وغاضبات” عام 1993، وهو عمل من حلقات منفصلة شاركها بطولته النجم شريف منير، ورغم مرور أكثر من 30 عاما على المسلسل إلا أنه لا يزال يُعرض حتى الآن بالقنوات العربية ومحببا للجمهور.
وبسبب الكيمياء المتوازنة التي جمعت بين شيرين وشريف على الشاشة فصدقها الجمهور، شاركته أيضا مسلسل “على باب الوزير” في 1995، أما عملهما الأجمل والأقرب لقلب المشاهدين فهو مسلسل “اللص الذي أحبه” الذي حقق نجاحا كبيرا وقت عرضه في 1997.
ثنائيات في حياة شيرين سيف النصر
لم يكن شريف منير النجم الوحيد الذي كررت شيرين العمل معه أكثر من مرة، وإحدى أهم الثنائيات في مشوارها الفني التلفزيوني والتي ساهمت في بناء نجوميتها، الأعمال التي شاركت بها مع النجم أحمد عبد العزيز، والذي كان حينذاك أهم وأشهر نجم تلفزيوني مصري، إذ قدما معا كلا من مسلسل “من الذي لا يحب فاطمة”، وهو أحد أفضل أدوارها على الإطلاق، كذلك شاركا معا بالجزء الثاني من مسلسل “المال والبنون”.
أما سينمائيا فقد ذاع صيت شيرين سيف النصر بسبب مشاركتها الزعيم عادل إمام بطولة فيلم “النوم في العسل”، كذلك أُسندت إليها بطولة مسرحية “بودي جارد” مع عادل إمام بعد اعتذار رغدة، ولهذا لم يكن غريبا أن يكون الزعيم هو شريكها بآخر أفلامها في 2002 وفيلم “أمير الظلام”.
3 زيجات ونهاية وحيدة
رغم أن شيرين لم تقدم إلا 31 عملا فنيا تنوعت بين المسلسلات والأفلام وحتى الفوازير وألف ليلة وليلة واختفت منذ سنوات طويلة، لكنها بقت بذاكرة الجمهور باعتبارها إحدى جميلات التسعينيات وصاحبة بصمة، ربما ليست الأقوى فنا أو موهبة، لكنها قريبة إلى الروح ووجدان جيل السبعينيات والثمانينيات.
أما عن حياتها الخاصة، فتزوجت شيرين سيف النصر 3 مرات انتهت جميعها بالطلاق، وبعد انفصالها الأخير توفيت والدتها وهو ما تسبب في انهيارها نفسيا ونتج عنه إصابتها بحالة من الحزن الشديد لقوة علاقاتها مع والدتها الراحلة.
وقد كانت الأزمة قوية للدرجة التي دفعتها للاعتزال فنيا؛ وهو ما بررته بعدم قدرتها على العودة للتمثيل، وإن كانت خرجت بعد سنوات لتعلن أنها ربما تعود يوما للفن إذا ما وجدت عملا مناسبا من بين ما يُعرض عليها، وهو ما لم يتحقق، حيث كان آخر أعمالها هو مسلسل “أصعب قرار” في 2007.
أهم أعمالها
بالإضافة إلى الأفلام والمسلسلات سابقة الذكر، شاركت الراحلة شيرين سيف النصر بأعمال أخرى حظيت بالاهتمام وحققت مشاهدات مرتفعة على رأسها فيلم “سواق الهانم” مع الراحلين أحمد زكي وسناء جميل وعادل أدهم، والغريب أنها اعتذرت عن المشاركة بالفيلم أكثر من مرة بسبب القبلات، لكن أحمد زكي أكد لها أنها لن تكون حقيقية، وأمام وقوعها بغرام القصة والسيناريو، لم تملك أن تتردد أكثر من ذلك، وبالفعل حقق العمل نجاحا فنيا كبيرا وقت عرضه.
كذلك شاركت عام 1992 بمسلسل “العرضحالجي” مع فريد شوقي وكريمة مختار ووائل نور وماجدة زكي، ومسلسل “سنوات الغضب” في 1996 وهو تأليف الكاتب المصري جمال الغيطاني وبطولة عزت العلايلي وصلاح السعدني وزيزي مصطفى وجليلة محمود.