سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. “شللية” أم فرص مستحقة؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 7 دقيقة للقراءة

يشهد موسم رمضان 2024 مشاركة الكثير من أبناء الفنانين في مختلف الأعمال الدرامية؛ إذ يشارك بعضهم للمرة الأولى، ويستكمل آخرون مشوارهم رغم الجدل الثائر حول مواهبهم.

وأثار الظهور الكثيف لأبناء الفنانين تساؤلات حول أحقيتهم في الحصول على هذه الفرص، ناهيك عن مدى إسهامهم في رفع جودة الدراما.

خالد النبوي وابنه نور

يجتمع الممثل خالد النبوي ونجله نور النبوي في مسلسل “إمبراطورية ميم”، إذ يجسد نور شخصية مروان أبي المجد الابن المتمرد على الأب، وهو العمل الثاني الذي يجمع الثنائي بعد “راجعين يا هوى” قبل عامين.

وكان نور النبوي حرص على أن يبتعد عن والده في بداياته؛ فظهر على الشاشة لأول مرة في “الاختيار 2” بشخصية أحمد شوشة، وهو الدور الذي لفت إليه الأنظار ومهّد له الطريق للمشاركة في “نقل عام” وغيره من الأعمال.

أما في “إمبراطورية ميم”، فاستغل المخرج محمد سلامة التناغم بين خالد النبوي وابنه نور لتبدو المشاهد بينهما واقعية وتحمل حميمية العائلة، خاصة وأن الابن يعتمد في فيديوهاته على منصات التواصل الاجتماعي على المشاكسات بينه وبين والده.

وعلى الرغم من نجاح نور في الفترة الأخيرة، خاصة في فيلم “الحريفة” الذي تصدر إيرادات الموسم السينمائي الماضي محققا إيرادات اقتربت إلى 72 مليون جنيه (الدولار يساوي نحو 50 جنيها)، فإنه لم يقدم حتى الآن شخصية تظهر قدراته التمثيلية، واقتصر ظهوره على شخصية الشاب خفيف الظل المشاكس.

أحمد زاهر وبناته

من جانبها، اختارت المخرجة ياسمين أحمد كامل الممثلة الشابة ليلى أحمد زاهر لتجسد شخصية “نسمة” التي تحترف عالم “تيك توك” في مسلسل “أعلى نسبة مشاهدة”، في محاولة لتغيير واقعها الصعب الذي تعيشه مع أسرتها هي وشقيقتها شيماء (سلمى أبو ضيف).

وكانت ليلى أحمد زاهر ظهرت لأول مرة مع والدها في العام 2008، مجسدةً شخصية الطفلة في فيلم “كابتن هيما” أمام تامر حسني، ثم عرفها الجمهور لاحقا في فيلم “عمر وسلمى”، قبل أن تبتعد عن التمثيل فترة وتعود في العام 2020. نالت شهرة كبرى بعد احترافها في السنوات الأخيرة تقديم فيديوهات عبر منصات التواصل الاجتماعي، مما يتفق مع فكرة المسلسل الذي يتناول قضية الاتجاه إلى الشبكات الاجتماعية للتربح السريع.

وإلى جانب تصدر ليلى بطولة “أعلى نسبة مشاهدة”، تشارك شقيقتاها الطفلة منى أحمد زاهر في مسلسل “إمبراطورية ميم”، وملك أحمد زاهر في مسلسل “محارب” مع حسن الرداد، وهو العمل نفسه الذي يشهد مشاركة محمود ياسين، حفيد الممثل المصري الراحل الذي يحمل الاسم ذاته (محمود ياسين).

أما في “سر إلهي”، فمنح المخرج رؤوف عبد العزيز لمريم أشرف زكي دورا محدودا مع والدتها الفنانة روجينا التي تقوم ببطولة المسلسل، وتخوض مريم تجربتها الثانية مع والدتها بعد أن شاركتها العام الماضي بطولة “ستهم”.

وتقدم مريم أشرف زكي دور ابنة العائلة الثرية التي تهوى عالم تيك توك ومواقع التواصل الاجتماعي، وإن لم تظهر أي قدرات تمثيلية تكشف موهبتها حتى الآن.

فرص أولى

كما يشهد الموسم الدرامي الحالي إسناد الفرص الأولى لأبناء بعض الفنانين، حيث يظهر يوسف حمادة هلال لأول مرة بدور الطفل داود في أحداث الجزء الرابع من مسلسل “المداح”، الذي يقوم والده حمادة هلال ببطولته أيضا، الذي قال في تصريحات لأحد المواقع المحلية إن المخرج أحمد سمير فرج هو الذي اختار الابن لتجسيد الشخصية.

وفي “المداح 4” أيضا، يشارك الممثل الشاب أحمد كمال أبو رية نجل الفنان كمال أبو رية، كما يشارك في “عتبات البهجة” مع الفنان يحيى الفخراني والمخرج مجدي أبو عميرة.

ويشهد “قلع البحر” مشاركة عمر نجل الفنان محمد رياض الذي يقوم ببطولة المسلسل، ومشاركة آية عبد الرحمن الأبنودي ابنة الشاعر الراحل.

وفي “حق عرب” يقدم محمد ابن الفنان أحمد ماهر شخصية شقيق البطل عرب السويركي (أحمد العوضي)، في حين تشارك بسنت ابنة الفنان أحمد صيام في “رحيل”، الذي يُعرض في النصف الثاني من رمضان وتقوم ببطولته ياسمين صبري.

فرص مستحقة أم استسهال؟

وعن مشاركة أبناء الفنانين في الأعمال الدرامية، يقول الناقد الفني رامي عبد الرازق للجزيرة نت إنها “من الظواهر المتجذرة في الوسط الفني المصري، في البداية كانت تتم على استحياء، ولكن في السنوات العشر الأخيرة تحوّل الأمر من مجرد ظاهرة إلى أمر واقع، فأصبح هناك شبه اتفاق على أن أبناء أي ممثل أو ممثلة يمتهنون الفن”.

وعن الفرص الموجودة في الموسم الحالي، أضاف أن “منطق الشللية موجود في الوسط الفني بشكل واضح، والجميع يختار من يرتاح في العمل معه، وبالتالي عملا بمنطق “الأقربون أولى” سيكون من السهل منح الأبناء فرصا وأدوارا خاصة إذا كان الأب أو الأم أبطال هذه الأعمال وليسوا ضيوف شرف أو في أدوار صغيرة”.

لكن عبد الرزاق يرى أن هناك فرزا للمواهب، “فهناك بالفعل أسماء موهوبة ولديها تجارب مثل بسنت أحمد صيام التي تملك تجارب مسرحية مهمة أظهرت موهبتها”.

ويستدرك “على العكس، مثلا ليلى أحمد زاهر هناك خلاف طوال الوقت حول موهبتها، رغم أنها بدأت مشوارها منذ كانت طفلة، لكن إسناد دور مهم لها في “أعلى نسبة مشاهدة” كان محل خلاف بسبب الافتعال الشديد في الأداء”.

من جانبه، يرى الناقد إيهاب التركي أن المشكلة تكمن في غياب الثقة في أبناء الفنانين ليقدموا أنفسهم بمجهودهم الشخصي، “يُفترض أن تكون هناك فرص للاستقلالية والاجتهاد بعيدا عن الآباء والأمهات في الأستوديو”.

واستشهد التركي بأبناء فنانين مثل دنيا وإيمي سمير غانم ومحمد سمير غانم، الذين “استقلوا عن آبائهم لكى يصنعوا نجاحهم الخاص والمستقل دون تأثير مباشر من الأب أو الأم، لكن ما يحدث الآن ليس في صالح الأبناء حتى لو كانت لديهم الموهبة بالفعل”.

أما فيما يتعلق بالاستعانة بأبناء الفنانين بأدوار قريبة من شخصياتهم الواقعية، فيرى الناقد الفني رامي عبد الرازق أن “هذا أمر متوقع لأن سياقات الكتابة في السنوات الأخيرة ليس لها علاقة بالبناء الدرامي، فأغلب الأعمال تكتب أثناء التصوير، وبالتالي تحدث تغييرات، ويكون من الأسهل إعطاؤهم فرصة الظهور بشخصية أقرب لشخصياتهم حتى لا ينكشف افتقارهم للموهبة وعدم قدرتهم على التمثيل، وليكتسبوا أيضا خبرة من خلال هذه الشخصيات بدلا من إعطائهم شخصيات مختلفة تزيد من حالة رفضهم على الشاشة خاصة أن ظهورهم يجعلهم تحت الضوء”.

واعتبر عبد الرازق الظاهرة “غير صحية وجزءا من آفات الوسط الفني في السنوات الأخيرة، لأن الموهبة لا تورث، وعدد الموهوبين من أبناء الفنانين قليل، وبالتالي إعطاؤهم كل هذه الفرص يزاحم فرص الشباب والوجوه الجديدة التي تجتهد سنوات للحصول على فرصة أو دور لتحقيق حلمهم، لكن أبناء الفنانين لا يتعرضون لهذه المتاعب”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *