فوجئ جمهور مسابقة الأغنية الأوروبية “يوروفيجن” التي احتضنتها العاصمة النرويجية أوسلو، بدخول سيدة تحمل عَلم فلسطين وترتدي قميصا كتب عليه “قاطعوا إسرائيل” إلى المسرح، احتجاجا على حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ أكثر من 3 أشهر.
وأظهر مقطع فيديو نشرته صفحة “يوروفيجن من الداخل” على منصة “إكس” -تويتر سابقا- أمس السبت، صعود عضوة مجلس مدينة أوسلو جورون فولكفورد على خشبة المسرح مع قرب نهاية الدور نصف النهائي الأول من “يوروفيجن” التمهيدية في أستوديوهات هيئة الإذاعة العامة النرويجية في أوسلو.
🇳🇴 The Palestinian protestant walked in green room during the MGP 2024 host break#Eurovision #Norway pic.twitter.com/FBmZG0sp1E
— Eurovision Insider (@escinsiders) January 13, 2024
وقالت صحيفة “معاريف” العبرية إن “جورون فولكفورد عضوة مجلس مدينة أوسلو نظمت احتجاجًا ضد إسرائيل نيابة عن الحزب الأحمر الشيوعي”.
وبعد الاحتجاج قالت فولكفورد، “أشعر أنني بحالة جيدة. لقد كان عملا جماعيا وتم تكليفي بمهمة أن أكون الشخص الذي يقوم بذلك. أردنا أن نوصل رسالة مهمة إلى العديد من الأشخاص – مقاطعة إسرائيل فيما يتعلق بنهائي يوروفيجن، لكن النرويج تحتاج أيضًا إلى وقف هذه الحرب القاسية”، وفق الصحيفة.
كما نظم ناشطون من منظمة “العمل من أجل فلسطين” مظاهرة خارج القاعة للمطالبة بمنع إسرائيل من المشاركة في مسابقة الأغنية الأوروبية التي ستقام نهائياتها في السويد خلال شهر مايو/أيار المقبل.
وفي 26 ديسمبر/كانون الأول الماضي، قُتل المغني الإسرائيلي شاؤول غرينغليك في معارك قطاع غزة، بعد أيام قليلة من مشاركته في برنامج المواهب “النجم الصاعد” الذي يمثل الفائز فيه دولة إسرائيل في مسابقة الأغنية الأوروبية “يوروفيجن”.
وكان شاؤول غرينغليك من بين المتسابقين المشاركين في مرحلة اختبارات الأداء ببرنامج المواهب “النجم الصاعد” وظهر في البرنامج وهو يرتدي زي جيش الاحتلال، حين كان في إجازة من تعبئته في الحرب على قطاع غزة.
واجتاز شاؤول الاختبار، لكنه اختار عدم استكمال باقي مراحل المسابقة والعودة إلى الخدمة الاحتياطية.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، طلبت الجمعية الآيسلندية للملحنين وكتاب الأغاني من أعضائها عدم المشاركة في المسابقة الأوروبية ما لم يتم حظر إسرائيل.
وقتها، أصدر اتحاد البث الأوروبي بيانا قال فيه إن “مسابقة الأغنية الأوروبية هي مسابقة لمذيعي الخدمة العامة من جميع أنحاء أوروبا والشرق الأوسط. إنها مسابقة للمذيعين -وليس الحكومات- وقد شاركت هيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية في المسابقة منذ 50 عامًا”، وفق ما ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية.
وقال البيان “إن هيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية (كان) تفي بجميع قواعد المنافسة وستكون قادرة على المشاركة في مالمو. إن مسابقة الأغنية الأوروبية تظل حدثًا غير سياسي يوحّد الجماهير في جميع أنحاء العالم من خلال الموسيقى”.
وانضم أكثر من 1400 فنان فنلندي إلى الموسيقيين الآيسلنديين في المطالبة بمنع إسرائيل من المشاركة في مسابقة “يوروفيجن” لهذا العام بسبب الحرب على غزة.
وقال الفنانون إنه إذا لم يتم استبعاد إسرائيل من المسابقة، التي ستقام في مدينة مالمو السويدية في شهر مايو/أيار، فيجب على شركة الإذاعة الفنلندية مقاطعة المسابقة ورفض إرسال مشاركة فنلندية.
وجاء في العريضة التي وقعها فنانون مقيمون في فنلندا، “منح بلد يرتكب جرائم حرب ويواصل احتلاله العسكري منصة عامة لتلميع صورته باسم الموسيقى لا يتوافق مع قيمنا. وفي الوقت نفسه، ينتهي الأمر بالدول المشاركة الأخرى إلى تقديم دعمها لسياسات إسرائيل”.
ومن بين الفنانين الذين وقّعوا على العريضة الفنلندية أولافي يوسيفيرتا، وباليفاس، وأكسيل إهنستروم، الذين مثلوا فنلندا في نسخة عام 2011 من “يوروفيجن”.
وقال لوكاس كوربيلاينن -أحد معدي العريضة- لصحيفة “هوفودشتادسبالدت” السويدية الأكثر انتشارا في فنلندا، إنه من غير المقبول أن تشارك إسرائيل في مسابقة يوروفيجن “لتلميع صورتها”.
يذكر أن ممثلي آيسلندا رفعوا عَلم فلسطين خلال نهائي مسابقة “يوروفيجن” التي أقيمت في تل أبيب في عام 2019، حيث حمل أعضاء فرقة “هاتاري” الغنائية الآيسلندية أوشحة عليها العَلم الفلسطيني.
وكذلك أثارت المغنية الأميركية مادونا ردود فعل غاضبة من الإسرائيليين، خلال تقديمها عرضا كضيفة شرف في الليلة الختامية، حيث ظهرت عضوة بفرقتها وعلى ظهرها علم فلسطين، ووضع عضو آخر علم إسرائيل على ظهره.
وقتها، قال منظمو الحفل إن ما قامت به مادونا كان دون علمهم، ولم يظهر خلال فترة التدريبات السابقة، وأضافوا أن ذلك يمثل “رسالة سياسية في مسابقة غير سياسية”.
وفي مايو/أيار 2016، حظرت المسابقة رفع أعلام كل من فلسطين وكوسوفو، وإقليم الباسك، وإقليم ناغورني قره باغ، ودونيتسك، وإقليم ترانسنيستريا في مولدوفا، وشبة جزيرة القرم، وشمال قبرص.
و”يوروفيجن” مسابقة غنائية ينظمها الاتحاد الإذاعي الأوروبي منذ عام 1956، وتعد أكبر حدث غير رياضي من حيث عدد المشاهدين، الذي يقدر بما بين 100 و600 مليون شخص حول العالم في السنوات الأخيرة.
المصدر : الجزيرة + الصحافة الإسرائيلية + الصحافة البريطانية + مواقع التواصل الاجتماعي