تعرضت منصة “نتفليكس” لضربة قانونية كبيرة في قضية التشهير المتعلقة بمسلسلها “بيبي رايندير” (Baby Reindeer) بعد أن حكم قاضٍ فدرالي أميركي بأن العمل لم يكن دقيقًا في تصويره للأحداث، رغم الترويج له على أنه يحكي “قصة حقيقية”.
وسمح القاضي باستمرار الدعوى التي رفعتها فيونا هارفي، التي تزعم أن شخصية “مارثا” في المسلسل قد صوّرتها زورًا.
وكانت هارفي، التي تُعرف باسم “مارثا الحقيقية”، رفعت الدعوى في يونيو/حزيران الماضي، مطالبةً بتعويض قدره 170 مليون دولار ليسمح القاضي باستمرار الدعوى، رغم محاولات نتفليكس إسقاطها بناءً على قانون حماية حرية التعبير.
وعلى الرغم من أن الشبكة الأميركية نجحت في إسقاط بعض المطالبات المتعلقة بالإهمال وانتهاك حقوق الدعاية، فإن جوهر القضية بقي قائما.
الكاتب والممثل البريطاني ريتشارد غاد دافع من جانبه عن “بيبي رايندير”، قائلا إن هارفي طاردته لسنوات أثناء عمله في حانة في لندن، وأرسلت له آلاف الرسائل المزعجة دون أن تتم محاكمتها جنائيًا. وفي دفاعه، كشف أن الشرطة أصدرت بحقها “تحذيرًا من المضايقة”، لكنها لم تُسجن، على عكس ما تم تصويره في المسلسل.
لكن القاضي رأى أن المسلسل، الذي يبدأ بعبارة “هذه قصة حقيقية”، أعطى المشاهدين انطباعًا خاطئا بأن الأحداث كانت واقعية. وأشار إلى أن سلوك “مارثا” في المسلسل أسوأ بكثير مما اتُهمت به هارفي في الواقع، مضيفا أن الفروق الكبيرة يمكن أن تؤثر بشكل سلبي على المشاهد وتؤدي إلى تشويه سمعة هارفي.
ولم يُذكر اسم هارفي بشكل مباشر في المسلسل، لكن المتابعين عبر الإنترنت تمكنوا من التعرف على هويتها من خلال تفاصيل صغيرة منتشرة في العمل. ووجد القاضي أن التشابهات بين “مارثا” وهارفي كانت قوية بما يكفي لجعل المشاهدين يعتقدون أن الشخصية تستند بالفعل إلى حياة المدعية.
من جانبها، قالت نتفليكس إن المسلسل يستند إلى تجربة حقيقية، وإن هارفي لا تستطيع إثبات أن سمعتها تضررت بشكل مباشر بسبب العمل.
وفي ظل هذه التطورات، من المنتظر أن تعيد نتفليكس تقييم موقفها القانوني. وحتى الآن، لم تصدر الشركة أي تعليق رسمي بشأن قرار المحكمة، لكن هناك تكهنات بأن الشركة قد تفكر بجدية في تسوية القضية لتجنب المزيد من الضرر لسمعتها.
وكان “بيبي رايندير” حقق نجاحات كبيرة على الصعيد الفني، فظفر بأربع جوائز إيمي للعام 2024، من بينها جائزة أفضل مسلسل قصير، كما حصل مؤلف وبطل المسلسل ريتشارد غاد على جائزة أفضل ممثل رئيسي في مسلسل محدود تقديرًا لدوره المزدوج كاتبا وممثلا. بالإضافة إلى ذلك، فازت جيسيكا جونينغ التي جسدت شخصية “مارثا”، بجائزة أفضل ممثلة مساعدة في مسلسل محدود.