يحقق الممثل الأميركي دينزل واشنطن حلمه القديم بتجسيد شخصية المحاسب القرطاجي هانيبال، وذلك مع المخرج أنكوان فوكوا الذي أنجز معه عددا من الأعمال الناجحة، بينها “يوم التدريب” (2001) و”العظماء السبعة” (2016) والأجزاء الثلاثة لفيلم “المعادل” (2014). وأغرت الإمبراطورية الرومانية وحروبها صناع السينما لتقديم أعمال ملحمية ناجحة، ولعل أشهر تلك الأعمال فيلم “تيتوس” (1999) من بطولة أنطوني هوبكنز، وفيلم “يوليوس قيصر” (1953)، وفيلم “سبارتاكوس”(1960)، وفيلم “كليوباترا” (1963)، وفيلم “غلاديتور” (2000) وغيرها الكثير.
لكن تلك الحقبة التاريخية حافلة بالأحداث والشخصيات التي لم تقدم بعد، مثل شخصية القائد القرطاجي هانيبال الذي اختاره دينزل واشنطن.
ويشارك واشنطن حاليا في الجزء الثاني من فيلم غلاديتور للمخرج ريدلي سكوت الذي توقف تصويره في الفترة السابقة بسبب إضراب هوليود، ومن المقررعرضه في نوفمبر/تشرين الثاني القادم 2024.
دينزل واشنطن يرهب روما
“هانيبال” هو المحارب القرطاجي الذي هزم الرومان وما زالت خططه العسكرية تدرّس حتى الآن، حيث كانت الإمبراطورية الرومانية واحدة من أقوى الإمبراطوريات وأطولها عمرا، لكنها تعرضت للهزيمة على يده بعد سلسلة من الحروب بين روما ومدينة قرطاج في شمال أفريقيا امتدت لما يقرب من 80 عاما.
وبقى هذا الدور حلما لواشنطن منذ ما يقرب من 20 عاما، لكن شبكة فوكس أرادت إنتاج هذا الفيلم في وقت لم يناسب واشنطن لأنه لم يرغب في الانشغال عن أبنائه مدة طويلة. وبما أنهم الآن يشقون طريقهم الخاص في هوليود، اعتبر واشنطن أن هذا هو الوقت المناسب للعودة إلى ذلك الحلم القديم.
طرحت فكرة إخراج فيلم يدور حول القائد العسكري القرطاجي هانيبال من قبل النجم فان ديزل منذ عام 2002، وأراد ديزل إخراج الفيلم وتمثيل دور البطولة فيه، حتى إنه اختار موقع التصوير في جزيرة سانتو دومينغو الكاريبية.
يقول ديزل في حوار له عام 2021: إن سلسلة “سريع وغاضب” هي العائق الوحيد بينه وبين إخراج ثلاثية هانيبال. ولا يمكن معرفة هل سيتراجع ديزل عن حلمه بعد صدور فيلم هانيبال لدينزل واشنطن أم أنه سيقدم الشخصية مرة أخرى بطريقته الخاصة.
معارك جبال الألب
يدور الفيلم حول المعارك الرئيسية التي شهدها الصراع بين روما وقرطاجنة، والتي استمرت بين عامي 218 و201 قبل الميلاد، وأهم حدث فيها وهو قيادة هانيبال لجيش قوامه عشرات الآلاف من الجنود عبر جبال الألب وإعلانه الحرب على الجمهورية الرومانية.
ونظرا لسيطرة روما على البحر، قاد هانيبال جيشه برا عبر إسبانيا وبلاد الغال في أوروبا الغربية وجبال الألب، حتى وصل إلى سهل وادي نهر بو شمال إيطاليا عام 218 قبل الميلاد، وذلك برفقة 20 ألفا من جنود المشاة و6 آلاف من الفرسان.
حاولت قوات روما منع تقدم هانيبال وجيشه، لكنه تغلب عليهم وفرض سيطرته على شمال إيطاليا، وكان المحارب القرطاجي يقوم بمناورات غير متوقعة لم تجرَّب عسكريا من قبل، بما في ذلك عبوره مع جيشه جبال الألب في الشتاء، وإجبار الرومان على القتال في الشتاء القارس.
وأثبت هانيبال أن الانتصار لا يتعلق بحجم الجيش بقدر ما يتعلق بمدى استعداده العسكري. ونظرا لأن جيشه كان دائما الجيش الأصغر عددا في المعركة، فقد عززه بأسلحة الطبيعة مثل إخفاء جيشه في ضباب بحيرة تراسيميني، وربط المشاعل في الماشية ليعتقد الرومان أنه يتحرك ليلا في اتجاه معاكس لما يتحرك فيه بالفعل، واختياره لأرض المعركة بما يتناسب مع قدرته على إخفاء جيشه عن أعين الرومان. ومن المتوقع أن يكون الفيلم علامة جديدة في أفلام التاريخ الروماني.