خريجو جامعة كولومبيا يحتجون على حظر مجموعات طلابية مناصرة لفلسطين

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 7 دقيقة للقراءة

عبّر العشرات من خريجي جامعة كولومبيا الأميركية عن احتجاجهم على قرار إدارة الجامعة تعليق أنشطة مجموعات طلابية مناصرة لفلسطين قبل أسبوعين.

وأظهر مقطع فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي يوم 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 إلقاء الخريجين قبعاتهم وعباءاتهم على بوابة الجامعة، احتجاجًا على إبعاد الإدارة مجموعة “طلاب من أجل العدالة في فلسطين” و”الصوت اليهودي من أجل السلام”.

جاء ذلك خلال وقفة نظمها العشرات من خريجي الجامعة رددوا خلالها شعارات مناهضة لقرارات الإدارة، معتبرين أنها تدعم إسرائيل في حربها على قطاع غزة ولا تقف مع المظلومين.

ورفع الطلاب لافتات كتب عليها شعارات من مثل “نحن من سلالة الأحرار وأنتم من سلالة دعم الفصل العنصري”، و”يمكنكم تعليق نشاط الجمعيات المساندة لفلسطين لكن فلسطين ستحيا”.

وقالت إحدى الطالبات في الوقفة “كل من يرتدي العباءات والقبعات منكم، سنذهب مباشرة إلى تلك البوابة وسنرميها لأنها لا تعني شيئا بالنسبة لنا”.

وأضافت “قبل أسبوع أو أكثر بقليل وبعد مرور شهر على الإبادة الجماعية التي لا هوادة فيها ضد الشعب الفلسطيني في غزة، واجهت جامعة كولومبيا مجموعة كبيرة من الخيارات وطرق التنصل من تواطئها في الإبادة الجماعية، وحوّلت أنظارها نحو أصوات التحرر في فلسطين في هذا الحرم الجامعي لهدف واحد هو إسكاتهم”.

وتابعت “الآن أقول إنني خريجة فخورة لأنني أضع نفسي ضمن سلسلة من المنظمين الشجعان الذين ناضلوا من أجل الحرية في فلسطين والعالم لأجيال عديدة، أنتم تنتمون إلى سلالة من الطلاب الذين انتفضوا في الستينيات والسبعينيات من أجل تحرير السود ومن أجل الحقوق المدنية، وانضموا إلى حركة ضخمة مناهضة للحرب في فيتنام، أنتم من تلك السلالة”.

وناشدت الطالبة إدارة جامعتها قائلةً “قفي على الجانب الصحيح من التاريخ.. قفي مع طلابك.. قفي مع فلسطين.. حتى ذلك الحين فإننا نعيد قبعاتنا وأثوابنا، لن ننخرط في أي شكل من أشكال التعاون والدعم لهذه المؤسسة”.

كما وجهت الطالبة حديثا لزملائها قائلة “أطلب منكم جميعا رفع قبعاتكم وعباءاتكم عاليا في الهواء حتى يتمكنوا من رؤيتكم، سنذهب مباشرة إلى تلك البوابة وسنقوم بإيداعها لأنها لا تعني شيئا بالنسبة لنا، وأثناء ذلك أريدكم أن ترددوا كلمتين: تحيا فلسطين”.

وفي 10 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري علقت جامعة كولومبيا عضوية مجموعة “طلاب من أجل العدالة في فلسطين” و”الصوت اليهودي من أجل السلام” على خلفية احتجاجات منددة بالمجازر الجماعية في قطاع غزة، حيث عدت الجامعة سلوك هاتين المجموعتين انتهاكا لسياسات الجامعة.

وفي 15 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أصدرت 43 منظمة تابعة لجامعة كولومبيا بيانًا طالبت فيه الإدارة بالتوقف عن “دعم نظام الفصل العنصري الإسرائيلي” والتوقف عن قمع النشاط المؤيد لفلسطين.

وتضمن البيان توضيحًا للجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، من قصف للمستشفيات والمدارس وقطع للغذاء والمياه وقتل أكثر من 10 آلاف شخص، أغلبهم من الأطفال والنساء.

وأكد البيان أن هدف الحركة هو سحب الاستثمارات التي تقدمها الجامعة للشركات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي، كما طالبوا بتوجيه دعوة للرئيس الأميركي جو بايدن ونواب الكونغرس من أجل إقرار وقف فوري لإطلاق النار استجابة لطلب أغلب الأميركيين.

وامتدت المطالب إلى إلغاء افتتاح مركز الجامعة المقرر في تل أبيب، ووقف الشراكة التي عقدتها الجامعة مع جامعة تل أبيب.

واختتمت المنظمات مطالبها بضرورة التوقف عن قمع وتشويه النشاط المؤيد لفلسطين، وحماية حرية التعبير، وكذلك رفع الحظر المفروض على مجموعتي “طلاب من أجل العدالة من أجل فلسطين” و”الصوت اليهودي من أجل السلام”.

وفي 12 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أغلقت جامعة كولومبيا حرمها الجامعي أمام الجمهور قبل احتجاجيْن مخطط لهما، أحدهما من قبل “طلاب من أجل العدالة في فلسطين”، والآخر من قبل طلاب يدعمون إسرائيل.

يذكر أن جامعة كولومبيا طلبت إصدار أمر من المحكمة بالاستبعاد القسري للطلاب الذين كانوا يحتجون على الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، وهددتهم بالإيقاف والطرد في العام 1985.

حينها، طالب الطلاب المحتجون بسحب الاستثمارات الكاملة من نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، وبدؤوا إضرابا عن الطعام لـ15 يوما، وقيدوا أنفسهم بالسلاسل إلى طوابق قاعة هاميلتون ثم المبنى الإداري الرئيسي.

جامعة كولومبيا

ويعود تاريخ تأسيس جامعة كولومبيا في نيويورك إلى العام 1754 حين أسسها ملك بريطانيا جورج الثاني تحت اسم “كلية الملوك”، وتحوّل اسمها بعد حرب الثورة الأميركية إلى “كلية كولومبيا” في العام 1874، ثم تغيّر مرة أخرى عام 1886 إلى اسم “جامعة كولومبيا”.

وتشغل جامعة كولومبيا مساحة 13 هكتارا في حي مرتفعات “مورنينغ سايد هايتس”، وتعدّ خامس أقدم الجامعات الأميركية، وتشتهر بأنها احتضنت لأول مرة تأسيس علم الوراثة الحديث.

وتقدر الأصول المالية للجامعة بـ9.6 مليارات دولار، وتمتلك مقرين رئيسيين، أحدهما بجوار “مورنينغ سايد هايتس”، والآخر في “واشنطن هايتس”.

وتعمل الجامعة من خلال 3 كليات لدرجة البكالوريوس، و13 كلية للدراسات العليا والدراسات المهنية، إلى جانب كلية للتعليم المستمر.

وتدعم البرامج الدراسية بالأبحاث في المجالات الطبية والعلوم والآداب والعلوم الإنسانية، وتركز البرامج الأكاديمية المقدمة فيها على مجالات الآداب والعلوم والأعمال والطب والصحافة والعمل الاجتماعي والقانون والتمريض والصحة العامة.

ومن أشهر خريجيها ألكسندر هاملتون (أحد مؤسسي الولايات المتحدة)، ووارن بافت (أشهر مستثمر في بورصة نيويورك)، ووزيرة الخارجية الأميركية الأسبقة مادلين أولبرايت، وماوريسيو ماكري (رئيس الأرجنتين الـ56)، وميخائيل ساكاشفيلي (الرئيس الثالث لجورجيا)، والمفكر الفلسطيني الأميركي إدوارد سعيد.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *