“متأكد أن جمهوري عارف إني مستحيل أحجر على رأيه”.. هكذا علّق النجم محمد فرّاج عبر حسابه على إنستغرام، بعد الجدل الذي أثاره على منصات التواصل الاجتماعي والغضب الذي أثاره بين الجمهور، إثر اتهامه منتقدي أداء الممثلة داليا شوقي -شقيقة زوجته- بتلقّي الأموال وإنشاء حسابات وهمية بغرض النكاية بها.
تعود القصة إلى الأسبوع الأول من الشهر الجاري، حين عُرضت حلقتين جديدتين من مسلسل “سفاح الجيزة” وظهرت داليا شوقي خلال أحد المشاهد الرئيسية حيث تكتشف (سلمى) أن زوجها هو السفاح، وأنه من اختطف شقيقتها فتنهار وتبدأ بالبكاء والعويل عبر أداء وصفه الكثيرون بالمبالغ، مما دفع البعض للسخرية منها وانتقادها.
في المقابل، ألقى البعض باللوم على المخرج هادي الباجوري الذي لم يُحسن إدارة ممثليه، خاصة وأن داليا سبق وقدمت أداء مميزا بالحلقة التي ظهرت خلالها في مسلسل “خارج السيطرة”، كما نالت إعجاب الجمهور في مسلسل “وبينا ميعاد”.
كافر أم مأجور؟
كسرت داليا حالة الصمت مُصرحةً “أتمنى أن يعرف الجميع أني من لحم ودم، وأن النقد السلبي غير بنّاء ولا يفيد بشيء وإنما يسبب جرحا”.
وهو ما تزامن مع دفاع الكثيرين عنها، من بينهم عاملون بالفن مثل الممثلة نشوى مصطفى والنجم صبري فواز والناقدة ماجدة خير الله، لكن التصريحات التي أثارت غضب الجمهور كانت من نصيب والدتها الفنانة منال الفطاطري التي وصفت مهاجمي ابنتها بـ”معشر قريش وعبدة الأصنام”!
قبل أن يُقرر النجم محمد فراج الانضمام لفريق عائلة زوجته، متهما المعارضين بأنهم لا يفهمون في صناعة الدراما وأنهم أصحاب حسابات وهمية على منصات التواصل الاجتماعي، وأشار إلى أنهم قد يتقاضون أموالا مقابل الهجوم على الفنانين.
رد فعل فراج أثار غضب متابعين، وسخرية آخرين، وتساءل أحدهم: هل صار من المُفترض أن يكون المُشاهد دارسا للفن ليصبح جديرا بالإفصاح عن رأيه؟ والأهم إلى مَن يُوجّه النجوم أعمالهم، إلى زملائهم من الفنانين والأكاديميين أم إلى المشاهدين العاديين في البيوت؟
ومع انتقال الهجوم بأكمله إلى كفة فراج الذي يُعرض له حاليا فيلم “فوي فوي فوي” بأول بطولة مطلقة له، مما يجعله في حاجة ماسة لمساندة النقاد والجمهور، قرر الفنان الاعتذار بطريقة غير مباشرة، مُرجعا اللوم إلى المونتاج الذي حذف السؤال الذي وُجّه إليه بالأساس واقتطع إجابته من سياقها، إذ طالبه المحاور بالرد على حملات الإهانة والتجريح الموجهة لداليا شوقي وليس للحديث عن الجمهور بوجه عام.
مع أم ضد الجمهور؟
لم يقف الأمر عند حَد استشاطة الجمهور غضبا، وإنما أثارت المسألة برمتها استياء بعض صناع الدراما كذلك، على رأسهم السيناريست عبد الرحيم كمال، الذي علّق على ما يجري -عبر حسابه الشخصي على “فيسبوك”- قائلا “ظاهرة أن الفنانين وأهالي الفنانين وأقاربهم يشتمون الجمهور، ظاهرة عجيبة جدا”، أما الكاتب والسيناريست محمد سليمان عبد المالك، فقد طرح تساؤلا ساخرا، وقال “مع أم ضد أن يبدي الجمهور رأيه في الأعمال الفنية؟!”.
قد يتصور البعض أن الجمهور يُغالي في غضبه أو يأخذ تصريحات النجوم بجدية أكثر مما ينبغي، إلا أن تَكَرُّر الاتهامات الموجهة لكل مُشاهد يُعبر عن عدم إعجابه بالعمل الفني أو أداء ممثل ما واعتباره مُنتميا للجنة إلكترونية، صار نغمة أقرب إلى النشاز وحُكما يُعيب الفنان قبل أن يُعيب المشاهد.
“اللجان مرعبة والله مرعبة”، كان هذا أحد التصريحات الكثيرة التي جاءت على لسان الفنان كريم فهمي بالشهور الأخيرة، والذي يمكن اعتباره أحد أكثر المؤمنين بفكرة “اللجان الممولة”، حيث زعم أن بعض الفنانين يدفعون للجان الإلكترونية لمديحهم، وطالبهم بعدم إيذاء الممثلين في أرزاقهم.
عادة ما يُرجع فهمي الانتقادات السلبية التي تُوجّه إلى أعماله لتلك اللجان، فعلها أثناء عرض فيلمه “أنا لحبيبي” ومسلسل “أزمة منتصف العمر”، وكررها حين أعاب البعض على المسلسل الرمضاني “سره الباتع” الذي لعب بطولته شقيقه أحمد فهمي.
وأعلنه كذلك حين تعرضت الممثلة رحمة أحمد للهجوم بعد دور “مربوحة” بالجزء الأخير من مسلسل “الكبير أوي”، وهو ما أفقد تلك الاتهامات مصداقيتها، فإن كانت كل أعمال نجم ما مُعرّضة للانتقادات، يبدو ذلك سببا أدعى لمراجعة الفنان نفسه واختياراته وليس اتهام المشاهدين بأنهم مأجورون.
الاحتكام للقضاء
أما النجم مصطفى قمر فقد تجاوز مسألة اتهام الجمهور وشرع بتوجيه الاتهامات للنقاد المتخصصين، فبعد تصريح الناقد طارق الشناوي أن فيلم “أولاد حريم كريم” من أسوأ الأفلام السينمائية خلال هذا الموسم وأنه عمل ليست له علاقة بفن السينما وبطله لا يزال يعيش في زمن السينما القديمة من دون مراعاة للتطورات التي طرأت على السينما، رد قمر بهجوم حاد على الناقد.
وجاء حديث قمر الموجه للشناوي مُحملا بالعبارات النابية والتهديدات، فما كان من الشناوي إلا أن أعلن نيته اللجوء للقضاء مُتهما قمر بالسب والقذف، كذلك أشرك نقابة الصحفيين بالأمر مُطالبا بمعاقبة قمر قانونيا، واصفا الهجوم عليه بأنه شخصي، بينما لم يفعل هو سوى ممارسة مهنته وانتقاد فنيات العمل.