نجح نجوم هوليود خلال العقود الماضية في تحويل شعبيتهم الجارفة إلى علامات تجارية تحقق ملايين الدولارات، وكانت ألعاب الفيديو واحدة من بين وسائلهم لضمان زيادة الثروات وتوسع شعبيتهم حول العالم، خاصة أن نصف سكان الكرة الأرضية يستخدمون ألعاب الفيديو في السنوات الأخيرة.
ومع انتشار وسائل التكنولوجيا الحديثة بلغ عدد لاعبي ألعاب الحاسوب و”البلاي ستيشن” و”الإكس بوكس” وغيرها مليارين و700 مليون شخص حول العالم بنهاية عام 2021، ومن المتوقع أن تصل قيمة سوق الألعاب إلى 257 مليار دولار مع بداية العام القادم، لذلك تسعى الشركات الصانعة لتلك الألعاب إلى جذب أكبر كتلة بشرية إليها من خلال إستراتيجيات تسويقية محكمة يكون نجوم هوليود جزءا منها.
بداية مشاركات النجوم في ألعاب الفيديو
كانت البداية مع ظهور مجسمات النجوم في ألعاب الفيديو التي كانت تعتمد على الرسوم المتحركة مثل ظهور شخصية أسطورة البوب الراحل مايكل جاكسون في لعبة “مايكل جاسكون السائر على القمر” التي أطلقت عام 1990، وهي مستوحاة من فيديو كليب أغنيته الشهيرة “مجرم سلس”.
وتزامنا مع بداية الثورة التكنولوجية الحديثة وانطلاق النسخ الحية من ألعاب الفيديو كانت الممثلة الأميركية دانا بلاتو أول فنانة تظهر فيها في عام 1992 حين وقع الاختيار عليها من قبل شركة “سيغا” لتشارك في النسخة المتطورة من لعبة “مصيدة الليل” التي كانت تتمحور حول 5 فتيات مراهقات يقعن في مصيدة مصاصي الدماء وعلى اللاعب أن يخلصهن من هذه الورطة.
وعلى الرغم من الجودة المميزة للعبة مقارنة بإمكانيات هذه الحقبة فإنها واجهت انتقادات واسعة آنذاك بسبب اتهامها بالتشجيع على العنف غير المبرر، لتواجه حينها باعتراضات في مجلس الشيوخ الأميركي ويتم سحبها من الأسواق في ديسمبر/كانون الأول 1994، لكنها عادت مرة أخرى ولكن بصورة جديدة في عام 2017، وذلك احتفالا بمرور 25 عاما على انطلاقها، إلا لم تلقَ الرواج المتوقع.
ويبدو أن “بلاتو” فتحت بوابة لنجوم آخرين للظهور في ألعاب الفيديو، فجاءت مشاركة النجم الكندي كوري هيم في لعبة شركة “سيغا” أيضا التي حملت اسم “التبديل المزدوج” في عام 1993، إلى جانب ظهور كل من كريستوفر واكن وبول جياماتي في اللعبة التفاعلية الشهيرة “السفاح” في عام 1996، والتي تعد من أيقونات ألعاب الفيديو وأكثرها نجاحا، حيث تجاوزت مبيعاتها حينها 3 ملايين دولار.
المشاركات الأكثر شهرة شهرة للنجوم في الألعاب
ومع التطور الساحق الذي تشهده صناعة الألعاب توسع نطاق مشاركة النجوم، مثل النجم الكندي كيانو ريفز الذي يعد الوجه الأبرز في عالم الألعاب بعد مشاركته في ألعاب الفيديو الخاصة بفيلميه “ماتركس” و”جون ويك”، لكن آخر مشاركاته كانت مع اللعبة الشهيرة “سايبربانك 2077” عام 2020 التي يظهر فيها بصوته وشخصيته مجسدا دور جوني سيلفرهاند.
ورفض ريفز المشاركة في البداية، لكنه تراجع بعدما عرضت عليه شركة “سي دي بروجكت ريد” 30 مليون دولار، وعلى الرغم من ذلك فإن اللعبة لم تحظَ بالرواج المنتظر، بل واجهتها الكثير من الانتقادات بسبب بعض العيوب التقنية.
بالمقابل، كان ظهور النجمة كريستين بيل في سلسلة ألعاب “قاتل العقيدة” ضمن أسباب نجاحها، حيث تجسد شخصية لوسي ستيلمان التي تساعد ديزموند في الوصول إلى ذكرياته.
ومما لا شك فيه أن لعبة “نداء الواجب” هي اللعبة الأبرز في التاريخ، وشارك في نسخها عدد ضخم من نجوم هوليود، من بينهم الممثل كيفن سبيسي الذي لعب دور الشرير جوناثان أيرونز في نسخة عام 2014، وكذلك النجوم البريطانيون إدريس ألبا وجيثون ستاثام وهيلينا بونهام كارتر الذين أضافوا بصماتهم المختلفة إلى إصدارات اللعبة المختلفة.
من السينما إلى عالم ألعاب الفيديو
استغلت بعض الشركات المطورة للألعاب الشعبية الواسعة التي تحققها بعض الأفلام السينمائية في هوليود -خاصة التي تنتمي إلى نوعية “الأكشن” (الحركة)- لتعيد تقديمها في صورة ألعاب تفاعلية بمشاركة بعض الأبطال، ويعد فيلم “غزاة السفينة المفقودة” للمخرج المخضرم ستيفن سبيلبرغ -والذي طرح عام 1981- أول عمل سينمائي يتم تحويله إلى لعبة من قبل شركة “أتاري”، حيث سيخوض اللاعب من خلالها رحلة برفقة شخصية “إنديانا جونز” الشهيرة في شوارع العاصمة المصرية القاهرة.
كما استمد المخرج الأميركي جورج لوكاس من النجاح الكبير الذي حققته سلسلة أفلام “حرب النجوم” الفرصة لتقوم شركته “لوكاس آرت” بتطويره إلى لعبة فيديو يتم طرح إصدارات جديدة منها بصورة دورية كل عام، وهي تعد من أشهر الألعاب، حيث بيعت أكثر من 90 مليون نسخة في عام 2020.