حصل المخرج كوينتن تارانتينو على منحة تقدر بنحو 20 مليون دولار، وذلك دعما لفيلمه الجديد “نقد السينما” (The Movie Critic)، وتمنح ولاية كاليفورنيا كل عام 330 مليون دولار دعما حكوميا للأفلام والبرامج التلفزيونية من أجل الحفاظ على الإنتاج في الولاية.
وكان المخرج الهوليودي الأبرز كوينتن تارانتينو صاحب أفلام “اقتل بيل” (kill Bill)، و”خيال رخيص” (Pulp Fiction)، قد أكد أن الفيلم القادم -وهو العاشر في مسيرته الإخراجية- سيكون الأخير.
وقال تارانتينو لمجلة “فارييتي” إنه يحب التصوير في كاليفورنيا، وأضاف “لقد بدأت بإخراج الأفلام هنا، ومن المناسب أن أصور فيلمي السينمائي الأخير في عاصمة السينما في العالم. لا يوجد شيء أفضل من التصوير في البلد الذي ولدت فيه، أنا والمنتجون سعداء للغاية بحصولنا على المركز العاشر في لوس أنجلوس”.
وقال موقع “هوليود ريبورتر” إن لجنة كاليفورنيا للأفلام منحت 15 مشروع فيلم مبالغ مالية، بالإضافة إلى فيلم “النقد السينمائي”، بينها 20 مليون دولار لمشروع قدمته شبكة نتفليكس، و20.7 مليون دولار لفيلم من إنتاج شركة سوني بعنوان “تحت الجلد” (Under My Skin)، وهو سيرة ذاتية للمطرب الأميركي الشهير فرانك سيناترا.
وحصل 13 فيلما مستقلا آخر على مبالغ تتراوح بين 646 ألف دولار إلى 2.5 مليون دولار. وكان إنتاج الأفلام قد توقف في جميع أنحاء الولايات المتحدة بسبب إضراب الكتّاب والممثلين في هوليود.
وحصل تارانتينو لفيلمه السابق “حدث ذات مرة في هوليود” (Once Upon a Time in Hollywood) على 18 مليون دولار من الإعفاءات الضريبية في كاليفورنيا.
تاريخ السينما
تدور أحداث الفيلم الجديد لتارانتينو أواخر سبعينيات القرن الماضي في لوس أنجلوس، وتركز القصة على بولين كايل، وهي واحدة من أكثر نقاد السينما تأثيرًا على الإطلاق. ولم تكن كايل، التي رحلت عام 2001، ناقدة فحسب، بل كانت أيضا روائية وكاتبة مقالات. وعرفت بمعاركها العنيفة مع صناع الأفلام.
ويعد موضوع الفيلم الجديد من الموضوعات التي يندر تناولها في أعمال سينمائية أو روائية، لكن تارانتينو بصفته واحدا من أشهر مؤلفي هوليود مهووس بتاريخ الأفلام والأعمال السينمائية، مثل “أفلام الويسترن سباغيتي” (Spaghetti Westerns)، و”سينما استغلال السود” (blaxploitation)، و”أفلام القتال” (Chopsocky)، لكن أسلوبه الحديث والمتطور في هذه الأنواع أكسبه جائزتي أوسكار لأفضل كتابة عن فيلم “خيال رخيص” و”جانغو الحر” (Django Unchained)، و3 ترشيحات لأفضل إخراج، وترشيحا واحدا لأفضل فيلم.
وفي وقت سابق، قال تارانتينو إنه سيقدم عددا محدودا من الأفلام، مشيرا إلى أنه يريد إخراج 10 أفلام، ومن ثم يتقاعد عندما يبلغ الـ60 من عمره. وقد أنتج إلى الآن 9 أفلام.
وتبنى أيضا فلسفة مفادها أن المخرجين ينفصلون عن الواقع حين يكبرون. وعام 2012، صرح قائلا: “أريد أن أتوقف عند نقطة معينة، لأن المخرجين لا يصبحون أفضل مع تقدمهم في السن، بل إن أسوأ الأفلام في تاريخهم تكون هي الأفلام الأربعة الأخيرة” وأضاف قائلا “كل ما أهتم به هو تاريخي المهني، ففيلم واحد سيئ يجعل الجمهور ينسى 3 أفلام جيدة”.
“اقتل بيل”
وجاء قرار تارانتينو باختيار موضوع فيلمه الأخير بعد محاولات لتقديم جزء ثالث من “اقتل بيل” الذي حقق نجاحا كبيرا، لكنه شرع في كتابة سيناريو “النقد السينمائي”، لينتهي منه ويبدأ في التصوير، لكنه صادف إضراب هوليود.
وكان عديد من محبي تارانتينو يأملون أن يقدم جزءا ثالثا، على أن يستعين بابنة الممثلة أوما ثورمان، التي قامت ببطولة الجزأين الأول والثاني، لكنه صرح لمجلة “دي مورغان” بأن ذلك لن يحدث، رغم كشفه في السابق عن أنه تحدث إلى ثورمان بشأن إمكانية المشاركة في جزء جديد.