بعد فوزه بالأوسكار عن “الكتاب الأخضر”.. فاريلي يعود للكوميديا مع “ريكي ستانيكي”

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

الأصدقاء الخياليون ليسوا للصغار فقط، وإنما للكبار أيضا، هذا هو الأساس الذي بُنيت عليه حبكة الفيلم الكوميدي “ريكي ستانيكي” (Ricky Stanicky) والذي ظن بيتر فاريلي مخرجه وأحد مؤلفيه، صاحب بعض أشهر الأفلام الخفيفة في التسعينيات والعقد الأول من الألفية الثالثة، أنه سيتمكن عبره من صناعة عمل كوميدي ناجح يُضاف إلى مسيرته الفنية.

المجد للأصدقاء الخياليين

يبدأ فيلم “ريكي ستانيكي” بـ3 صبية (دين وتي جي وويس) يتسببون في إشعال حريق في أحد المنازل في أثناء الاحتفال بـ”عيد الرعب”، ومن أجل تجنّب اللوم والعقاب يختلقون صديقا غير حقيقي يجعلونه المسؤول عن فعلتهم.

وأمام قدرتهم على النجاة من هذا المأزق من دون أن تطولهم أي شبهات، يُقررون نسب كل مصائبهم المستقبلية إلى ريكي، وهو ما استمر بنجاح طوال 25 عاما من دون انفضاح أمرهم، ولهذا يتمادون مستغلين خدعتهم الذكية للهروب من مسؤولياتهم الاجتماعية والزوجية.

إلى أن يستخدموا الكذبة المعتادة للذهاب إلى حفل موسيقي عوضا عن حفل استقبال طفل أحدهم، لكن تتعرّض الزوجة الحامل لولادة مبكرة يتغيب على إثرها الأب (تي جي) عن ميلاد الطفل، وهو ما يُشعل غضب الزوجة ويُثير ريبة والدتها، لأنه لم يلتق أي منهم ريكي يوما، ومن ثم تطلبان دعوة الصديق المزعوم لحضور حفل ختان المولود.

وبدلا من أن يقع الأصدقاء الكاذبون في شر أعمالهم، يلجؤون لاستئجار “رود” (جون سينا) الممثل المغمور الذي يُقدم عرضا مبتذلا بأحد الملاهي الليلية، ورغم صعوبة المهمة لفرط الكذبات المركبة المتنامية التي اختلقها الأبطال على مر السنوات واختلاف شخصية ريكي عن رود تماما، فإن رود يتعامل مع شخصية ريكي باعتبارها دور عمره الذي يؤديه بمنتهى الجدية والإتقان، وتتوالى الأحداث.

 

توقعات إيجابية

يعود سيناريو الفيلم الأصلي إلى 2010، وقد اختير وقتها ضمن أفضل السيناريوهات غير المنتجة للعام المذكور، ومنذ ذاك الحين رُشّح أكثر من نجم لأداء دور ريكي، من بينهم جيمس فرانكو وخواكين فينيكس وجيم كاري، إلا أن تأجيل إنتاج المشروع، أكثر من مرة، جعله يصل بالنهاية إلى جعبة جون سينا بعدما شارك بكتابته 5 كتاب آخرين برفقة فاريلي.

ولأن فاريلي حاز، مؤخرا، جائزتي أوسكار عن فيلمه “الكتاب الأخضر” (Green Book) كما أنه سبق أن قدّم حفنة من الأفلام الكوميدية التي حظيت بجماهيرية عالية مثل “هناك شيء ما عن ماري” (There’s Something About Mary)، و”الغبي والأغبى” (Dumb and Dumber)، و”أنا ونفسي وآيرين” (Me, Myself & Irene)، ارتفع سقف توقعات الجمهور.

لكن يبدو أن التعديلات المستمرة التي تعرّض لها النص على مر السنوات ومشاركة عدد كبير من المؤلفين بالكتابة جعل القصة تبدو مهلهلة أو أقرب إلى قصاقيص متلاصقة من أفلام كوميدية قديمة ونكات جرى إعادة تدويرها وصياغتها.

سينا يتفوق على الجميع

المثير للتأمل أن النجم الأفضل بالعمل على مستوى التمثيل هو المصارع جون سينا، الذي نجح في تجسيد الشخصيتين، سواء “رود”، مدمن الكحول الذي يحاول تغطية فشله بالاستعراض البائس أو ريكي المتعافي من السرطان وصاحب الأعمال الخيرية ورائد الأعمال، حتى مشاهد انسحاب الكحول الناتجة عن تظاهره بكونه ريكي واضطراره للامتناع عن الشرب قدمها بشكل ملائم عبر مشاهد كوميدية مضحكة.

 

أما بقية النجوم فكان ظهورهم سطحيا، وإن كان زاك إيفرون حاول تقديم أفضل ما باستطاعته، حتى أنه حاول منح دوره أبعادا درامية، لكن العمل كان أكثر خفة من تلك المحاولات التي لن تلبث أن باءت بالفشل.

وهو ما أثار تساؤل مُحبيه خاصة أن آخر ما قدمه فيلم السيرة الذاتية “المخلب الحديدي” (The Iron Claw)، الذي قدم خلاله أحد أفضل أدواره في المطلق وترشّح عنه للعديد من الجوائز وحصد عنه التقدير النقدي والجماهيري.

كوميديا على الطراز القديم

“ريكي ستانيكي” فيلم وجهه صانعوه لفئة معينة من الجمهور، فمن جهة يحمل التصنيف العمري “آر” (R)، مما يجعله غير مناسب لمن أقل من 17 عاما إلا إذا كانوا رفقة بالغين بسبب اللغة المستخدمة.

ومن جهة أخرى، لأن الكوميديا التي يطرحها العمل تناسب هؤلاء من تُضحكهم النكات المبنية على التجاوزات اللفظية أو المواقف المعتمدة على التنمر.

“ريكي ستانيكي” محاولة متواضعة لتقديم عمل كوميدي يلعب على الشعور بالحنين لدى محبي الأفلام الخفيفة من جيل السبعينيات والثمانينيات، شارك في بطولته كل من زاك إيفرون وأندرو سانتينو وجيرمين فاولر مع جون سينا، وهو مناسب لقضاء أمسية لطيفة رفقة فيلم بسيط وحبكة طريفة لا تَعِد بأي دراما أو تعقيدات.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *