أكد الممثل الأميركي نيكولاس كيدج أن حياته المهنية في السينما لن تمتد لأكثر من 3 أو 4 أفلام إضافية، مشيرا إلى أنه يريد أن يودع جمهوره بشكل يحفظ معه تاريخه السينمائي، ويترك انطباعا أخيرا من خلال أدوار أكثر جدية.
كيدج قال في مقابلة مع مجلة “فانيتي فير” مؤخرا، “أشعر أنني قدمت كل ما يمكنني تقديمه بالسينما. أريد أن أكون أكثر جدية وصرامة في اختيار أدواري، وأن أقول وداعا بصورة مثالية”.
وألمح بطل “فيس أوف” (Face/Off) و”مغادرة لاس فيغاس” (Leaving Las Vegas)، إلى أنه يتوقع أنه سيرحل بعد 15 عاما كما رحل والده، لذلك السبب قرر إعادة ترتيب أولوياته، وقضاء وقت أكثر مع عائلته.
التقليد
وعرف نيكولاس كيدج على مدار تاريخه الفني بأنه يتبع أسلوب المحاكاة في الأداء التمثيلي، لكنه اكتشف مؤخرا أن هذا الأسلوب في التمثيل يأتي في إطار ثابت يشبه تمثيل جيم كاري ذي “الوجه المطاطي”، موضحا في المقابلة نفسها “أتفهم هذه الطريقة في التمثيل من أجل الضحك، لكن هذه الطريقة لا تضع اعتبارا لكيفية الوصول إلى جوهر الشخصية”.
كان إدراك كيدج لأزمته بعد كل تلك السنوات من العمل كفيلا بإسقاطه في بئر عميق من الإحباط، لكنه قاومه وحاول الخروج منه عبر الابتعاد عما يسميه هو “المحاكاة”، والاقتراب من التركيز على الأداء الشخصي البعيد عن الافتعال؛ وهو ما فعله في أفلام مثل “الخنزير” (The Pig) و”سيناريو الحلم” (Dream Scenario).
ويعد هذا التغيير مفاجئا بالنسبة للنجم الذي اعتاد المشاركة في فيلم تقريبا كل عام لمدة 37 سنة متتالية، خاصة مع النجاحات التي حصدها عام 2023، وأهمها تكريمه على أعماله خلال حفل توزيع جوائز مهرجان “سان فرانسيسكو الدولي للأفلام” في الثاني من ديسمبر/كانون الأول الجاري بمركز يربا بوينا للفنون في سان فرانسيسكو.
كما احتفل كيدج البالغ من العمر 59 عاما، بفيلمه الجديد “سيناريو الحلم” والذي يعرض حاليا بدور السينما، وتدور أحداثه حول أستاذ جامعي تتحول حياته فجأة عندما يبدأ ملايين الغرباء في رؤيته بأحلامهم ويضطر إلى مواجهة شخصيته الجديدة كنجم.
ربما ليست النهاية
ويبحث الممثل الأميركي عما يمكن أن يفعله بعد اعتزال التمثيل، ويعتقد أن ذلك يمكن أن يكون بداية جديدة لرحلة مهنية مختلفة، “فأنا أبحث عن الخطوة التالية ولم أعرف بعد ما هي”. ويتوقع أن يكتفي بالعمل في المسلسلات التلفزيونية، خاصة بعد النجاح الذي حققه زميله براين كرانستون في مسلسل “بريكنغ باد” (Breaking Bad) وهو في سنٍ كبيرة.
وأشار كيدج في الحوار نفسه إلى قلقه من كيفية استخدام صورته أو أشباهه المصنعين بواسطة الذكاء الاصطناعي بعد الموت، خاصة أنه لم يكن راضيا عن النسخة النهائية من فيلم “ذا فلاش” (The Flash)، والتي لم تتوافق مع ما صوره بسبب تدخل الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى بعض الإخفاقات في اختياراته على مدار حياته المهنية، وهو الأمر الذي سيحاول تجنبه خلال الفترة القادمة.
سيناريو الحلم
وفي مقابلة له مع موقع “وايرد” (Wired)، قال كيدج إن “شخصية بول في فيلم “سيناريو الحلم” ربما تشبه شخصيته الحقيقية في بعض الأشياء، حيث لم يختر بول الشهرة، ولم يعرف كيف يتعامل معها”، وهو ما حدث معه حين بدأ التمثيل في مرحلة عمرية مبكرة، وأراد أن يظهر على الخريطة السينمائية بقوة عن طريق الشهرة.
يختم نيكولاس كيدج حديثه بالقول إنه اكتشف فيما بعد أن ضريبة الشهرة أكبر من قدرته على التحمل، وبسببها وضعه الجمهور داخل تصور ثابت “الرجل المجنون أو المتوحش”، الذي يعد بعيدا تماما عن شخصيته الحقيقية، فهو يعيش حياته بطريقة عادية مع زوجته وابنته ويشاهد الأخبار ويقرأ الكتب.