لم يعد كوينتين تارانتينو يخطط لتنفيذ فيلم “الناقد السينمائي” (The Movie Critic)، الذي قال في وقت سابق إنه سيكون فيلمه الأخير بوصفه مخرجا.
وكان “الناقد السينمائي” هو الفيلم الروائي العاشر لتارانتينو، لكنه لن يتطلع إلى إعادة كتابة السيناريو أو إحياء المشروع، وبدلا من ذلك يخطط للانتقال إلى عمل جديد.
وكان الممثل براد بيت قد تم اختياره من قبل تارانتينو في دور رئيسي في الفيلم، الذي يدور حول ناقد سينمائي صغير كتب مراجعات مميزة، وكان دور “براد بيت” أكثر شبها بدوره الذي لعبه في فيلم “حدث ذات مرة في هوليود” (Once upon a time in Hollywood) لتارانتينو، وهو “كليف بوث”؛ وهو سرد أحداث العمل.
تدور أحداث “الناقد السينمائي” لتارانتينو في أواخر سبعينيات القرن الماضي في لوس أنجلوس، وتركز القصة على بولين كايل، وهي واحدة من أكثر نقاد السينما تأثيرا على الإطلاق. ولم تكن كايل، التي رحلت عام 2001، ناقدة فقط، بل كانت أيضا روائية وكاتبة مقالات. وعرفت بمعاركها العنيفة مع صناع الأفلام.
ويعد موضوع الفيلم الجديد من الموضوعات التي يندر تناولها في أعمال سينمائية أو روائية، لكن تارانتينو بصفته واحدا من أشهر مؤلفي هوليود مهووس بتاريخ الأفلام والأعمال السينمائية، مثل “أفلام الويسترن سباغيتي” (Spaghetti Westerns)، و”سينما استغلال السود” (Blaxploitation)، و”أفلام القتال” (Chopsocky)، لكن أسلوبه الحديث والمتطور في هذه الأنواع أكسبه جائزتي أوسكار لأفضل كتابة عن فيلم “خيال رخيص” و”جانغو الحر” (Django Unchained)، و3 ترشيحات لأفضل إخراج، وترشيحا واحدا لأفضل فيلم.
تحدث تارانتينو بإيجاز عن “الناقد السينمائي” أمام جمهور في مهرجان “كان” السينمائي العام الماضي، قائلا:” لا أستطيع أن أخبركم يا رفاق أي شيء حتى تشاهدوا الفيلم، أنا أميل إلى القيام ببعض مونولوجات الشخصية الآن، لكنني لن أفعل ذلك، دعونا ننتظر ونرى”.
وجاء قرار تارانتينو باختيار موضوع فيلمه الأخير بعد محاولات لتقديم جزء ثالث من “اقتل بيل” الذي حقق نجاحا كبيرا، لكنه شرع في كتابة سيناريو “النقد السينمائي”، لينتهي منه ويبدأ في التصوير، لكنه صادف إضراب هوليود.
وكان عدد من محبي تارانتينو يأملون أن يقدم جزءا ثالثا، على أن يستعين بابنة الممثلة أوما ثورمان، التي قامت ببطولة الجزأين الأول والثاني، لكنه صرح لمجلة “دي مورغان” بأن ذلك لن يحدث.
وكانت خطة تصوير” الناقد السينمائي” قد تم إعدادها بالفعل قبل أن يغير تارانتينو رأيه، رغم أن العمل حصل على إعانة إنتاجية ضريبية بقيمة 20 مليون دولار من ولاية كاليفورنيا.
تردد مستمر
وكان كوينتن تارانتينو قد صدم محبي أفلامه في أواخر عام 2017 بعد الإعلان عن أن شركة باراماونت ومنتج “ستار تريك” جيه جيه السابق عرض على تارانتينو إخراج فيلم جديد من سلسلة “ستار تريك”، وكان يعمل مع كاتب سيناريو “العائد” (The Revenant) مارك إل سميث لتسوية السيناريو، ولكن لم يتم تنفيذ المشروع وتحول إلى الدراما التي أخرجها جورج كلوني بعنوان “الأولاد في القارب” (The Boys in the Boat).
وقال سميث: “كنت أنا وكوينتن نتحرك ذهابا وإيابا، وكان سيفعل بعض الأشياء بشأنه، ثم بدأ القلق بشأن عدد أفلامه… أتذكر أننا كنا نتحدث، فقال: هل هذه هي الطريقة التي أريد أن أنهي بها مشواري كمخرج سينمائي؟ وأعتقد أن هذه كانت العثرة التي لم يتمكن من تجاوزها أبدا”.
وفي وقت سابق، قال تارانتينو إنه سيقدم عددا محدودا من الأفلام، مشيرا إلى أنه يريد إخراج 10 أفلام، ومن ثم يتقاعد عندما يبلغ الـ60 من عمره. وقد أنتج إلى الآن 9 أفلام.
وتبنى أيضا فلسفة مفادها أن المخرجين ينفصلون عن الواقع حين يكبرون. وعام 2012، صرح: “أريد أن أتوقف عند نقطة معينة، لأن المخرجين لا يصبحون أفضل مع تقدمهم في السن، بل إن أسوأ الأفلام في تاريخهم تكون هي الأفلام الأربعة الأخيرة”، وأضاف: “كل ما أهتم به هو تاريخي المهني، ففيلم واحد سيئ يجعل الجمهور ينسى 3 أفلام جيدة”.
وصرح كوينتين تارانتينو لمجلة “فارايتي” سابقا أن لديه خططا للعودة إلى التلفزيون، متطلعا إلى تصوير مسلسل من 8 حلقات في العام الماضي، وهو ما اعتبر عودة إلى الشاشة الصغيرة التي قدم لها من قبل حلقتين من مسلسل “تحقيقات مسرح الجريمة” (CSI: Crime Scene Investigation) في عام 2005، لكنه لم يقدم المسلسل.
مشروعات تارانتينو التي لم يتم تنفيذها مذهلة. سواء كان فيلم “الإخوة فيغا” (Vega Brothers) الذي صرح سابقا أنه سيطور السيناريو الخاص به من أجل شخصيتي جون ترافولتا وصمويل جاكسون في فيلم “خيال رخيص” (Pulp Fiction)، لكنه لم يفعل، وأيضا فيلم” اقتل بيل 3″ (Kill Bill Vol3) الذي طال انتظاره، أو فيلم “لوك كيغ” (Luke Cage) الذي تخلى عنه لصالح “خيال رخيص”، أو “ستار تريك”، وأخيرا المسلسل التلفزيوني الذي كان يفترض أن ينتهي العام الماضي.